صحافة دولية

موقع أمريكي: هذه أهداف السعودية من السيطرة على "بي جي إيه" للغولف

ستعمل الاستثمارات بشكل طبيعي على توسيع النفوذ السعودي والسيطرة على الاقتصاد الأمريكي- جيتي
ستعمل الاستثمارات بشكل طبيعي على توسيع النفوذ السعودي والسيطرة على الاقتصاد الأمريكي- جيتي
‌نشر موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن الهدف من استحواذ السعودية على دوري "بي جي إيه" الأمريكي للغولف، وسعيها لتلميع صورتها عالميًا، وتعزيز قدرتها على تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ الأمريكي عقدت يوم 11 تموز/ يوليو جلسة استماع بشأن الدمج المقترح لدوري "بي جي إيه" تور الأمريكي للغولف مع دوري "ليف غولف" السعودي الممول من قبل صندوق الاستثمارات العامة. وكما أوضح رئيس اللجنة السناتور ريتشارد بلومنتال، فإن جلسة الاستماع ستسعى إلى "الكشف عما جرى في صفقة "بي جي إيه" مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وما يعنيه الاستحواذ السعودي على مستقبل هذه المؤسسة الأمريكية والمصلحة الوطنية".

وأشار الموقع إلى أن جلسة الاستماع تمثّل اعترافا مهما بأن تداعيات الأمن القومي لهذا الاندماج تتجاوز مجال الرياضة. ولا يعد مستقبل لعبة الغولف مهددا فحسب، أو حتى المخاوف التي تثيرها الملكية الأجنبية لمؤسسة رياضية وطنية، وإنما الاستحواذ بشكل ثابت على الأصول السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لبلد ديمقراطي من قبل ديكتاتورية لا تعرف الرحمة.

وذكر الموقع أنه من غير الواضح بعد كيف سيُدار كيان الغولف الجديد بالضبط، وكيف سيبدو هيكل ملكيته، أو بأي ثمن سيبيع المجلس دوري "بي جي إيه". لكن المعلوم أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي تبلغ قيمته 650 مليار دولار، برئاسة محمد بن سلمان، هو الذي يقوم بعملية الشراء، والكيان الجديد سيترأسه الساعد الأيمن لمحمد بن سلمان ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان. وتهربًا من التدقيق العام، رفض الرميان، الرئيس المقبل للكيان الجديد، طلبًا للمثول أمام جلسة الاستماع بتعلّة "تضارب المواعيد".

في أثناء توليه السلطة، روّج ترامب للعلاقات الوثيقة التي تربطه مع المملكة العربية السعودية، واعترض على الجهود المبذولة لمنع مبيعات الأسلحة إلى البلاد، والأهم من ذلك، قام بحماية محمد بن سلمان في أثناء وجوده في السلطة، متباهيا بـ "إنقاذه" من المساءلة عن مقتل جمال خاشقجي. ولم يكن مفاجئًا لأحد، أن وزارة العدل تحقق حاليا في علاقات ترامب بالصندوق السعودي والاتحاد الدولي للغولف، كجزء من ملاحقتها القضائية لسرقة ترامب لوثائق سرية، والتي يقال إنها تتضمن معلومات سرية قيمة للمملكة العربية السعودية.

وقال الموقع إن الاستحواذ الكامل للحكومة السعودية على لعبة الغولف الأمريكية هو مجرد غيض من فيض في استثماراتها غير المسبوقة على امتداد السنوات القليلة الماضية في الأصول الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الأمريكية، بما في ذلك التكنولوجيا، والخدمات المصرفية، والدفاع، والرياضة، والترفيه، والألعاب والأخبار والأفلام والفنون. وستعمل هذه الاستثمارات بشكل طبيعي على توسيع النفوذ السعودي والسيطرة على الاقتصاد الأمريكي.

اظهار أخبار متعلقة


وحسب الموقع، لا يتعلق الأمر فقط بقدرة موسعة على "الغسيل الرياضي" أو "الغسيل الفني"، ما يصرف انتباه الأمريكيين عن سجل الحكومة السعودية الفظيع في مجال حقوق الإنسان. وتمنح هذه الحصص الحكومة السعودية نفوذا مباشرا أكبر بكثير وقوة لمنع أي امتعاض أمريكي أو نبذ المملكة العربية السعودية، مثل ما حدث في أعقاب مقتل خاشقجي.

وعندما تظهر انتهاكات جديدة، كما ستظهر حتما في ظل حكم الديكتاتور المتهور، ستضطر العديد من الشركات الأمريكية والمشاهير ونجوم الرياضة والمؤسسات الأمريكية إلى التزام الصمت.

والأخطر من ذلك هو شراء السعودية المباشر للسلطة في النظام السياسي الأمريكي. ومع أن صناعة الدفاع تشتهر منذ فترة طويلة بتأثيرها في الحكومة من خلال توظيفها المستمر للمسؤولين السابقين، فإنها لا تضاهي القوة الشرائية للمملكة العربية السعودية، مع مدفوعات صندوق الاستثمارات العامة المذهلة لمسؤولي إدارة ترامب السابقين، بما في ذلك 2 مليار دولار لصهر ترامب ومستشاره السابق جاريد كوشنر، ومليار دولار لوزير الخزانة السابق ستيفن منوشين.

وأضاف الموقع أنه لا يمكن للصناعات الدفاعية أن تنافس الرواتب والصفقات التجارية التي تدفعها المملكة العربية السعودية لمئات المسؤولين العسكريين الأمريكيين السابقين، بما في ذلك 15 من الجنرالات والأدميرالات الأمريكيين السابقين الذين عملوا "كمستشارين" منذ سنة 2015. وهذه ليست مشكلة للجمهوريين فقط.

ومن الأفضل أن تقوم جلسة مجلس الشيوخ بتوسيع تحقيقها لإجراء فحص أكثر شمولاً للآثار المترتبة على الأمن القومي لكل هذه المقتنيات السعودية وتأثيرها على استقلالية وحرية الشركات والمؤسسات الأمريكية والمسؤولين الحكوميين في اتخاذ القرارات واتخاذ الإجراءات التي تخدم المصالح والقيم الأمريكية.

وخلص الموقع إلى أن رسالة المملكة العربية السعودية - وغيرها من الديكتاتوريات الثرية في الخليج، مثل الإمارات والبحرين - هي الرسالة التي كان الكثير من الأمريكيين متحمسين للغاية لقبولها، وهي أن الاقتصاد والمؤسسات والحكومة الأمريكية معروضة للبيع. والفوز النهائي لديكتاتور مثل محمد بن سلمان يُظهر للعالم أنه يستطيع شراء الديمقراطية الأمريكية. والأمر متروك للحكومة الأمريكية لاتخاذ الإجراءات وتمرير القوانين اللازمة لإنقاذها.

التعليقات (1)
أبو فهمي
الخميس، 13-07-2023 06:06 ص
""""" مبس """""" يطبق عليه المثل :::::::::: عم يكبر شيتو بالشراطيط :::::::::::.