اقتصاد عربي

ملابس العيد في الأردن بالأقساط.. والركود يخنق الأسواق (شاهد)

تجار تحدثوا عن خلو الأسواق من المتسوقين خلاف ما كان يجري سابقا- عربي21
تجار تحدثوا عن خلو الأسواق من المتسوقين خلاف ما كان يجري سابقا- عربي21
"قسط ملابس العيد بسعر الكاش، لمدة 6 أشهر".. إعلان أثار جدلا كبيرا في الأردن حول مدى سوء الواقع الاقتصادي، بعد أن قامت إحدى شركات التمويل في الأردن، بوضع منشور على شبكات التواصل الاجتماعي قبل العيد في محاولة لجذب الزبائن.

ويأتي إعلان تقسيط ملابس العيد، ومن قبلها تقسيط ولائم رمضان والأضاحي، في ظل شح في السيولة بين يدي الأردنيين وتراجع في القدرة الشرائية بسبب ارتفاع كبير في الأسعار وفوائد البنوك التي تضاعفت عشر مرات خلال العام الحالي، ما أصاب الأسواق بحالة من الركود.

وأوضح ممثل قطاع الألبسة والمجوهرات في غرفة تجارة عمان أسعد القواسمي في حديث لـ"عربي21" أن "حالة من الركود تصيب الأسواق قبيل العيد بسبب ضعف القدرة الشرائية"، يصفها بغير المسبوقة يقول: "إذا ما نظرنا إلى الجو العام فسنجد أيامنا عادية وليست موسما كما هو معتاد، لأسباب كثيرة من بينها شح السيولة بين أيدي المواطنين واختلاف الأولويات. لم تعد الملابس أولوية بسبب ثقل الأعباء من مأكل ودواء وتسديد الالتزامات للبنوك".

اظهار أخبار متعلقة


ورغم أن العروض في السوق كثيرة، إلا أنها لم تفلح في تحرك الأسواق بسبب ضعف القدرة الشرائية، بحسب القواسمي الذي علق على تقسيط الملابس في العيد قائلا: "هنالك صناديق تمويلية تقسط الملابس والأحذية، ما يدل على أن التاجر أصبح يعاني ويبحث عن أي طريقة للبيع رغم أن أسعار الملابس في متناول الجميع".

 ووصل عدد المقترضين الأفراد من البنوك الأردنية وحدها إلى أكثر مِن مليون ونِصف المليون مقترض، وصلت مديونيتهم كأفراد إلَى ما يقرب مِن الـ16 مليار دولار، إلا أن هذا الرقم يرتفع في حال ما أضيفت صناديق التمويل الصغيرة، ومجموعات غير مرخصة عبر شبكات التواصل تقدم تمويلات مسهلة على الهوية الشخصية فقط.

لجوء الأردنيين للأقساط الشهرية، يأتي بعد تضخم كبير في الأسعار، وتآكل في المداخيل بسبب أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد رفعت من معدلات الفقر والبطالة.

وبحسب رئيس مركز بيت العمال حمادة أبو نجمة فقد "شهدت العقود الثلاثة الأخيرة، ارتفاع مؤشر البطالة تدريجيا، فمعدلاتها في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي كانت تحوم حول 8 بالمئة، ومع بداية عام 2023 سجلت نسبة البطالة 23.1 بالمئة"، كما يقول لـ"عربي21".


عربي21 تلتقي عددا من التجار في أسواق العاصمة عمان

تراجع النمو الاقتصادي

ويرى المحلل الاقتصادي والأكاديمي الدكتور  قاسم الحموري، أن هذا التراجع الكبير في القدرة الشرائية في مثل هذه المواسم يتعلق "بتراجع الأوضاع الاقتصادية وانخفاض النمو منذ عام 2010".

يقول لـ"عربي21": "عندما بدأ النمو الاقتصادي بالتراجع أصبح وضع الناس يزداد صعوبةً، ما دفع إلى اللجوء لمدخراتها لصرفها، وعند نفادها بدأ مواطنون ببيع بعض ممتلكاتهم، ثم في المرحلة الأخيرة لجأوا إلى الديون والاقتراض من البنوك من أجل السكن ولشراء سيارة، وهذا يعني أن القدرة الشرائية تراجعت بشكل كبير ولم يعد هناك قدرة على النزول إلى السوق واللجوء إلى التقسيط كبديل".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع:  "هذا التقسيط شكل من أشكال القروض، وهنالك شركات إقراض تلزم الأردنيين برسوم اضافية في حال طلب تأجيل القسط، مما يضاعف المبالغ ويورط المقترضين في السجون. على الجميع أن يكون حذرا من هذه الشركات، وسيجد المواطن نفسه عاجز عن السداد".

ولا تقتصر حالة الركود على قطاع الملابس قبيل عيد الأضحى، بل إنها طالت سوق الأضاحي بحسب رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية زعل الكواليت، الذي أكد لـ"عربي21" أن "الحركة ليست كالمواسم السابقة".

وقال الكواليت إن "الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار الأغنام البلدية قبيل عيد الأضحى فترة التصدير لهذا العام كانت قصيرة، وصدر خلالها 110 آلاف رأس من الأغنام من أصل 300 ألف وهذا تراجع بالنسبة للأعوام السابقة".

ارتفاع معدلات التضخم

وارتفع معدل التضخم في الأردن للأشهر الأربعة الأولى بنحو 3.71% منذ مطلع العام الحالي، ليصل إلى 108.47، مقابل 104.58 للفترة ذاتها من العام الماضي.

وسجل الرقم القياسي العام لأسعار المستهلك (التضخم) لشهر نيسان/ أبريل الماضي، ارتفاعاً نسبته 2.93%، وفق التقرير الشهري لدائرة الإحصاءات العامة الأردنية.

وكانت من أبرز المجموعات السلعية التي ساهمت في الارتفاع مجموعة الوقود والإنارة بنسبة 23.33%، والإيجارات بنسبة 5.17%، والنقل بنسبة 3.32%، والألبان ومنتجاتها والبيض بنسبة 8.84%، والصحة بنسبة 6%.


Image1_620232683718450636913.jpg
Image2_620232683718450636913.jpg
Image3_620232683718450636913.jpg
Image4_620232683718450636913.jpg
التعليقات (1)
محمد غازى
الثلاثاء، 27-06-2023 01:09 ص
ماذا يجرى فى ألأردن؟ ألأردن ألذى نحب ونعتز به وبأهله وناسه! لماذا وصل ألإقتصاد إلى هذا ألمستوى غير ألمسبوق من ألركود! نسبة ألعاطلين عن ألعمل تزداد! ألذى صعقنى مما قرأت فى ألخبر أن أهل ألأردن يقومون بشراء ملابس ألعيد لأولادهم بالتقسيط، وقبلها كانوا يقيمون ولائم رمضان أيضا بالتقسيط. أين ألمسؤولين؟ أين ألملك ألذى بيده كل ألصلاحيات؟! قيل أيام قليلة عاش ألأردن أجمل أيامه بقران ولى ألعهد. شاهدنا ألإحتفالات والحفلات ألتى لم يسبق لها مثيل فى ألعالم كله! من ألمؤكد أنها كلفت ألملايين وربما وصلت ألمليار! ألشعب لا يستطيع شراء ملابس ألعيد لأولاده وصاحب ألعرش يصرف ألملايين على عرس ولى عهده!!! أين مسؤولية ألراعى على رعيته؟ ألا يشعر ألقصر بما يعانيه ألغالبية ألعظمى من ألشعب من فقر وجوع وبطاله لم يسبق لها مثيل. هل نسينا " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. من ألمؤكد أن ألملك لا يعرف ما يجرى فى مملكته، لأن كل من حوله لا يوصلون ألأخبار ألحقيقية عن ألشعب ومعاناته. كلهم منافقون، لا يجرؤون على إعلام ألملك بحقيقة ألأوضاع فى ألمملكة. لا أحد يستطيع ألحط من حب ألشعب لعائلة ألحكم ألهاشمى ويتباهون بهم ويمجدونهم ويسعدون لسعادتهم ويحزنون لحزنهم!!! كل ما أمناه أن يقوم ألملك فورا بالإجتماع بكبار ألمسؤولين وألإطلاع على أحوال ألشعب أو أن يقوم بالنزول متخفيا بين ألشعب حتى يعرف ألحقيقة ألتى غيبوها عنه...................