سياسة عربية

هل تؤثر الأحداث الأخيرة في روسيا على دور موسكو في سوريا؟

تراجعت قوات فاغنر عن التمرد وغادر قائدها إلى روسيا البيضاء- جيتي
تراجعت قوات فاغنر عن التمرد وغادر قائدها إلى روسيا البيضاء- جيتي
تتابع الأوساط السورية التطورات التي أعقبت تمرد مجموعة "فاغنر" على الجيش الروسي من موقع المعني بها لا من موقع المراقب، وخاصة أن الجغرافيا السورية تسجل تواجداً واسعاً للجيش الروسي وعناصر المجموعة المتمردة.

ومنذ مساء الجمعة، وما إن بدأت الأنباء تتوارد من روسيا حتى بدأت التساؤلات تتوارد عن تأثيرات محتملة للتطورات الروسية على الملف السوري، وتحديداً حول احتمال تراجع الدور الروسي في سوريا.

اظهار أخبار متعلقة


ويتولى غالبية عناصر "فاغنر" في سوريا مهام حراسة الآبار النفطية وحقول الغاز والفوسفات في وسط وشرق البلاد.

وأنهت وساطة من روسيا البيضاء تمرد "فاغنر" في روسيا، على أن يغادر قائد المجموعة روسيا إلى روسيا البيضاء، وتنسحب مجموعاته من المواقع التي سيطرت عليها، مقابل عدم توجيه اتهامات لهم.

تراجع الدور الروسي في سوريا

وعن تداعيات ما حدث في روسيا على الوضع في سوريا، يقول نائب قائد "الجيش السوري الحر" السابق العقيد مالك الكردي، رغم أنه جرى احتواء التمرد إلا أنه أحدث شرخاً عميقا لدى القيادات الروسية على مختلف أنواعها وبناها وخاصة العسكرية، وعلاج تأثيراته يحتاج إلى وقت طويل.

ويضيف لـ"عربي21" أن الأيام القادمة وربما الساعات ستلقي بأنباء عن صراع بين  الجيش الروسي و"فاغنر" في سوريا التي ستكون مرآة عاكسة لجميع الخلافات المستقبلية.

ويجزم الكردي بأن كل ما جرى سيؤدي إلى ضعف الحضور العسكري الروسي في سوريا، ويقول: "قد يحد ذلك من قدرة روسيا على لعب الدور السابق في سوريا، وإدارة الملف نحو إعادة تأهيل نظام بشار الأسد الذي يخدم بالضرورة وجود روسيا الاستراتيجي في المنطقة".

اظهار أخبار متعلقة


ولم يستبعد أن يتراجع الاهتمام الروسي بالملف السوري أكثر، وهو ما يحد من قدرة روسيا على فرض ما كانت تستطيع فرضه على المعارضة من خلال الضغوطات التي تمارسها على تركيا راعية المعارضة، وهذا يعطي الأخيرة هامشاً أكبر في إدارة الملف السوري، وتمكينها من لعب الدور الإيجابي لصالح المعارضة.

وإلى جانب تركيا، فإن إيران ستكون من بين أكثر المستفيدين من تراجع النفوذ الروسي، مؤكداً كذلك أن "روسيا باتت مضطرة إلى مهادنة أمريكا في سوريا أكثر من أي وقت سابق"، بحسب الكردي.

لا تأثيرات في سوريا

أما الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، فإنه يقلل من حدوث تأثيرات في سوريا، ويقول لـ"عربي21": "من المبكر الحكم على حدوث انعكاسات للتطورات الأخيرة في سوريا، حيث أعلن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين عن تراجع قواته إلى قواعدها حقناً للدماء".

ومع ذلك، فإن علاوي يؤكد أن ما جرى يدفع بروسيا إلى إعادة توزيع وانتشار قواتها وعناصر "فاغنر" في سوريا.

اظهار أخبار متعلقة


وتتهم المعارضة السورية "فاغنر" بارتكاب جرائم قتل وانتهاكات واسعة ضد سكان المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، وتقول مصادر إن المجموعة ساندت قوات النظام في معارك عدة.

ومقابل احتفاء أوساط المعارضة بما حدث في روسيا، فإن النظام السوري لم يصدر أي تعليق.
التعليقات (2)
أبو أحضان
الإثنين، 26-06-2023 11:12 ص
هناك اقتراح و هو طالما أن بشار "الأثد" باقٍ و يتمدد، أن يتم تغيير إسم مزرعته سوريا إلى "جملوكية" و هي كلمة مشتقة من: جمهورية + ملكية! و أن يصبح إسمها رسمياً الجملوكية الأسدية. و يمكن تغيير تسمية جلالة سيادة الرئيث الأثد إلى "الجملوك"... حلوة مو؟؟؟
أبو العبد الحلبي
الإثنين، 26-06-2023 08:30 ص
قصف طائرات السوخوي الروسية لسوق الخضار في إدلب و كذلك جسر الشغور و التي قتلت و جرحت العشرات من المدنيين كانت من بوتين بمثابة "رسالة للمجتمع الدولي مفادها بأن الجيش الروسي لم يتأثر بمحاولة تمرد مجموعة مرتزقة فاغنر" و أنه كقيصر لم يُصاب بالضعف و بالذل. طبعاً كانت هنالك تمثيلية اكتشفها نفس العلويين و هي إرسال مُسيَرات من مليشيات إيران لتقصف العلويين حتى يتخذها الروس و عصابة بشار و مليشياتهم ذريعة للتصعيد . بوتين يريد تلميع نفسه بإظهار عضلاته "الواهية " على المدنيين . جيش الروس و مليشيات الفرس المجوس و مليشيا بشار شبه عاطلة عن العمل منذ 3 سنوات و بالتالي يمكن أن تصدر الأوامر للسفهاء الأعراب من سيَدتِهم بالتوقف عن تمويل هؤلاء العسكر التنابل ، و هذا الاحتمال من شأنه أن يجعل العسكر يُصابون بالاحباط و بالخيبة ، و لقد بدأت حالات انتحار في صفوفهم علماً بأن "قلة الشغل تُعلَم التطريز" و كان الأجدر توجيه هؤلاء العسكر لتعلم فنون الخياطة و الطبخ و زراعة الخضروات ... ثم بيع المنتجات للحصول على دخل حلال بدلاً من الدخل الحرام القادم من تجارة المُخدَرات !