سياسة دولية

فاغنر تتهم فرنسا بالضلوع في هجوم بأفريقيا الوسطى.. وباريس تنفي

انسحب آخر جندي فرنسي من أفريقيا الوسطى الخميس - جيتي
انسحب آخر جندي فرنسي من أفريقيا الوسطى الخميس - جيتي
اتهم رئيس مجموعة فاغنر الروسية فرنسا بمحاولة اغتيال رئيس مكتب تمثيل روسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، الذي أصيب إصابات بالغة الجمعة بعد فتحه طردا مفخخا، بعد يوم واحد من انسحاب آخر جندي فرنسي، فيما نفت باريس ذلك.

تقع جمهورية أفريقيا الوسطى التي تشهد حربا أهلية منذ عام 2013، في صلب استراتيجية التأثير الروسية في أفريقيا. كما أدى دور فاغنر المتنامي إلى قيام فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بسحب آخر جنودها من البلاد الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن المكتب الإعلامي للسفارة الروسية في أفريقيا الوسطى، أن "رئيس البيت الروسي (مركز ثقافي) تلقى يوم الجمعة طردا من مصدر مجهول وفتحه ووقع انفجار". وأضافت أن هذا المسؤول دميتري سيتي نُقل إلى المستشفى لمعالجته من "جروح خطيرة".

بعيد ذلك، دان الملياردير الروسي يفغيني بريغوجين القريب من الكرملين تورط فرنسا. وقال رئيس مجموعة فاغنر: "اتصلت بوزارة الخارجية الروسية لبدء إجراء لإعلان فرنسا دولة داعمة للإرهاب"، كما ذكر مكتبه الإعلامي.

وأضاف بريغوجين أن دميتري سيتي قبل أن يفقد وعيه، قرأ ملاحظة مرفقة بالطرد تقول: "من أجلك، نيابة عن جميع الفرنسيين، سيغادر الروس أفريقيا".

من جهتها، نفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة في تصريح لفرانس برس الاتهامات التي ساقها رئيس فاغنر، وقالت في أثناء زيارتها للمغرب: "هذا الخبر غير صحيح، بل هو مثال على الدعاية الروسية والأوهام الخيالية التي تميز أحيانا هذه الدعاية".

وأضافت أن "هذه المليشيا (فاغنر) ترتكب انتهاكات مؤسفة ضد السكان المدنيين، وهناك الكثير مما يمكن قوله عنها، لكن الوقت غير مناسب الآن".

وتتهم فرنسا مجموعة فاغنر بالوقوف وراء محاولات للتلاعب بالرأي العام ضد فرنسا في العديد من البلدان الأفريقية، والنهب الاقتصادي للقارة تحت غطاء اتفاقات أمنية.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية؛ إن ما جرى "عمل إجرامي" يهدف إلى "الإضرار بتطوير العلاقات الودية" بين موسكو وبانغي، من دون أن تتهم أي جهة بالوقوف وراءه.

وأشار مصدر دبلوماسي روسي في بانغي لوكالة ريا نوفوستي، إلى أن سيتي تسلم الطرد في منزله غير الموجود ضمن حرم السفارة. وقال الدبلوماسي في السفارة الروسية في جمهورية أفريقيا الوسطى؛ إنه "تسلمه ونقله إلى البيت (الروسي) وفتحه".

وساد الهدوء المنطقة المزدحمة قرب المركز الثقافي الروسي، الواقع وسط مدينة بانغي على مسافة غير بعيدة من السفارتين الفرنسية والروسية ظهر الجمعة، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس. ولم يكن هناك حضور أمني حول المكان، وظلت حركة المرور طبيعية.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن المركز الثقافي الروسي سيظل مفتوحًا رغم الهجوم، قائلا: "يجب ألا نبدي خوفا في مواجهة الإرهابيين، فهم ينتظرون ذلك فقط"، داعيا إلى تعزيز أمن البعثة الدبلوماسية الروسية في أفريقيا الوسطى.

وغادر آخر 47 عسكريا فرنسيا جمهورية أفريقيا الوسطى الخميس. وكانت فرنسا قد قررت في صيف عام 2021 تعليق تعاونها العسكري مع بانغي، معتبرة أنها "شريك" في حملة مناهضة لباريس تقودها روسيا.
التعليقات (0)