هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم
يتأخر الرد التركي على تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول، الذي راح ضحيته 6
مدنيين، حيث شنت أكثر من 70 آلية جوية من مقاتلات حربية وطائرات مسيرة مزودة
بالأسلحة، في عملية "المخلب ـ السيف" شمال سوريا والعراق.
وقالت
وزارة الدفاع التركية إن الوزير خلوصي آكار تلقى أوامر بتنفيذ العملية الجوية من
الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال رحلة العودة من إندونيسيا، عقب انتهاء أعمال قمة
مجموعة العشرين.
وكشف
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن نتائج العملية تمثلت في قتل قادة من المليشيات
الكردية، التي تعتبرها تركيا جهات إرهابية، إذ حققت العملية إصابات مباشرة، بعد
توجيه 89 ضربة جوية.
فيما
قالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، في تصريح مقتضب، إن الغارات التركية
تسببت بمقتل عدد من العسكريين التابعين لقوات النظام.
وأوضحت
أن العسكريين قضوا بغارات على ريف حلب الشمالي، والحسكة شمالي شرق سوريا.
وقالت
قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تقودها وحدات حماية
الشعب الكردية، في بيان، إن "هذه الهجمات التي شنتها القوات التركية لن تمر دون
رد".
وقالت
وزارة الداخلية التركية، في بيان الأحد، إن 8 من عناصر الأمن أصيبوا بجروح (لم
تحدد خطورتها)، إثر هجوم براجمات صواريخ استهدف منطقة معبر "أونجوبنار"
الحدودي مع سوريا بولاية كيليس جنوبي البلاد.
وأضافت
أن الهجوم نفذه تنظيم "واي بي جي YPG" الإرهابي من منطقة تل رفعت، شمالي
سوريا.
احتمالية توسع العملية
ورأى
خبراء عسكريون أن العملية الجوية التركية تعّ تمهيدا جويا لتحرك بري محتمل، خاصة
أن عشرات الطائرات التركية شاركت في العملية، ونفذت غارات كثيفة ضد مواقع
"قسد" في المناطقة الممتدة على طول 700 كم تقريبا.
ورجح
المحلل العسكري عبد الله الأسعد، في حديث مع "عربي21"، أن تتطور العملية التركية خلال الفترة المقبلة
بمشاركة من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، للدخول إلى مناطق جديدة ضمن بنك
الأهداف التركية على الحدود المشتركة مع سوريا.
في
المقابل، رأى المحلل العسكري والاستراتيجي، أحمد رحال، أن العملية الجوية هي بديل
عن العملية الأرضية، لافتا إلى وجود حالة استعصاء تتعلق بتفاهمات الدول بشأن
القيام بعملية برية في سوريا.
وأوضح
في تصريحات لـ "عربي21" أن الظروف السياسية مع روسيا وأمريكا وإيران والنظام
السوري، لا تسمح بالقيام بعملية برية".
اقرأ أيضا: إصابة 8 عناصر من الجيش التركي بقذيفة قرب الحدود مع سوريا
اجتماعات
أستانا
وتزامن
التصعيد في الشمال السوري مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع للدول الضامنة لمسار أستانا
بشأن سوريا بين تركيا وروسيا وإيران، في 22 - 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
المحلل
السياسي وائل علوان، أكد أن العملية التركية وتفجير إسطنبول سيكونان على قائمة
الأولويات خلال الاجتماع المقبل بين الدول الضامنة لمسار أستانا، خاصة أن الرواية
الرسمية التركية تؤكد ضلوع قوات سوريا الديمقراطية في تفجير شارع الاستقلال.
وأوضح
لـ"عربي21" أن تفجير إسطنبول يعيد الاستحقاق الذي تعتبره تركيا ضمن أولى
أوليات مباحثاتها حول سوريا بشأن تأمين المناطق الحدودية الجنوبية، سواء بتوسيع
دائرة القصف أو بالتزام الأطراف الأخرى روسيا والولايات المتحدة على إجبار قسد بالانسحاب
من الحدود المحاذية لتركيا.
وكانت
تركيا قد أوقفت عملية "نبع السلام" عام 2019، بعد الوصول إلى تفاهم مع
الولايات المتحدة وروسيا، يقضي بانسحاب قسد عن الشريط الحدودي بمسافة 25 كم، ونزع
المظاهر المسلحة على طول الحدود المشتركة مع سوريا.
واستبعد
علوان أن يكون هناك عمل عسكري تركي واسع في الشمال السوري، لكنه رجح أن يشتد القصف
التركي ليشمل الأذرع الأمنية لدى قسد.