صحافة إسرائيلية

ضباط إسرائيليون: جوانب سرية بالشراكات مع العرب المطبّعين

التطبيع- جيتي
التطبيع- جيتي

بجانب توسع العلاقات السياسية لدولة الاحتلال حول العالم، بما فيها الدول العربية والإسلامية "المطبّعة"، فإنه يزداد التعاون الاستخباراتي، من خلال قسم التعاون الدولي في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، المنوط به تعزيز العلاقات الخارجية، وإنشاء علاقات جديدة مع قوى وأحلاف عسكرية موازية في دول أجنبية الهدف منها تشكيل تحالف عسكري واسع.

وتم في السنوات الأخيرة توسيع علاقات جيش الاحتلال مع الكيانات العسكرية المناظرة في الدول الأجنبية، واعتاد رؤساء جميع هذه الجيوش والأجهزة العسكرية والأمنية المشاركة في عمليات سرية بعيدة عن الحدود، ويهتمون بالتعاون الاستخباراتي، بزعم أن هذه العلاقات أدت للتعاون في العمليات الاستخباراتية في دول العدو، وتبادل المعلومات الاستخبارية عن إيران، بل وإنقاذ أرواح الكثيرين. 

أمير بوخبوط، الخبير العسكري في موقع واللا كشف جانبا من هذه العلاقات الإسرائيلية السرية في الجانبين الاستخباري والعسكري، من خلال إجراء مقابلات مع عدد من الضباط المنخرطين في هذه الاتصالات، ومنهم "المقدم "أ"، الذي قام بمجموعة متنوعة من الأدوار في قسم العمليات الخاصة التابع لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، وهو نظام سري بالكامل، وبعد انضمامه لجهاز أمان قبل 5 سنوات، فإنه اليوم رئيس فرع الشراكات الإقليمية مع الدول العربية "المطبعة"، ولا يمكن الكشف عن تفاصيل هذه الشراكات".

وأضاف في تقرير موسع ترجمته "عربي21" أن "هذا الفرع الجديد وُلد قبل عام بعد توقيع اتفاقيات التطبيع، بهدف توسيع التعاون الاستخباراتي والعملياتي في الشرق الأوسط، وهناك فروع أخرى مسؤولة عن مناطق جغرافية مثل أوروبا وأمريكا، ويعمل من خلال جهاز أمان جنبًا إلى جنب مع الموساد، في تحديد الروابط السرية، وبناء البنية التحتية لهذه الاتصالات مع وكالات الاستخبارات في البلدان المذكورة".

وزعم أن "اليوم هناك قدرة على إدارة العلاقات مباشرة وبدون وسطاء، في مجموعة متنوعة من القضايا، بمعدلات أعلى بكثير، وكجزء من التبادلات الجارية مع شركاء من أطراف مختلفة في مجالات الاستخبارات والقوات الجوية والعمليات وقسم الاستراتيجية، وبعد أن قضى معظم سنواته في عالم العمليات العسكرية وحمل الأسلحة، فإن عمله اليوم محصور في نطاقات الاجتماعات الرسمية بالبدلات المدنية في الخارج".

وكشف أنه "منذ توقيع اتفاقات التطبيع، تسارعت الأنشطة داخل الجيش لربط قدراته مع الكيانات المناظرة، من أجل إقامة تعاون منتظم بينها جميعها".

ضابط آخر "ك" أشار إلى أنه "منذ توقيع اتفاقات التطبيع، فقد انعكس التعاون الاستخباري في الميدان على المستويين المفاهيمي والعملياتي، وإذا تصرفت إسرائيل في الماضي من مبدأ أنه لا يوجد أحد آخر يساعدها في التعامل مع التحديات الأمنية الإقليمية، فإنها اليوم بدأت تفكر في الائتلافات والتحالفات، بزعم أن القدرة على تنسيق ومزامنة الجهود بين الشركاء لمواجهة تهديد مشترك أمر بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، وفجأة ساد الشعور بأنها ليست وحدها، ويمكنها التكاتف والعمل سويًا مع الآخرين، حيث نقوم بأنشطة مشتركة في بلدان العدو داخل ساحات الشرق الأوسط، لجمع المعلومات الاستخبارية".

على صعيد التعاون الاستخباري الإسرائيلي مع الدول الأوروبية، كشف التقرير أن "هناك رغبة كبيرة مفاجئة لها لتعاون أوسع مع إسرائيل سواء نتيجة للحرب في سوريا، أو موجات الهجرة في أوروبا، ومحاربة داعش والجهاد العالمي، وكلها لها علاقة مباشرة بالأمن الداخلي في أوروبا، ويتجلى التعاون الاستخباراتي بالتقييمات والمعلومات وتعزيز الاتصال، وتبادل تقارير الموظفين والمواد الخام". 


وزعم أن "هناك أمثلة كثيرة على التعاون المتكرر بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات الأجنبية، بما فيها دول الخليج، فالعلاقات ممتازة معها، ولديها رغبة كبيرة بالتعلم من الخبرة والقدرات المتقدمة والفريدة من نوعها لجهاز أمان، والاستفادة من حقيقة أنه يمتلك معلومات استخباراتية حساسة للغاية في الشرق الأوسط، بطريقة تسهم في أمنها، رغم وجود بعض من خيبات الأمل، والتخوف أحيانًا من تدهور بعض الشراكات".

الملازم "س" زعم أن "العالم أصبح أكثر انفتاحا في جمع المعلومات الأمنية والاستخبارية بسبب وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والتحول الرقمي التي تمكن من نقل المعلومات والوصول السريع، حتى إنها سرّعت من إقامة الشراكات الاستخبارية العملياتية، ولها العديد من الخطوات. ورغم أنها تستغرق وقتًا، فإن بعضها يقوم على الخطاب البحثي وتبادل التقييمات، وبعضها الآخر يلقي الضوء على "النقطة العمياء" للطرف الآخر، وقد تتطور لقدرة جمع مشتركة، وبناء برنامج مشترك لجمع المعلومات وبناء صورة كاملة معًا عن جملة تهديدات مشتركة مثل الصواريخ الدقيقة والمسيّرات غير المأهولة".

 

اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي يكشف جهود تل أبيب لتوسيع التطبيع

وكشف أن "تحول التعاون الاستخباري لنشاط ميداني مشترك هي الخطوة الأخيرة التي تؤدي إلى نتائج ملموسة، صحيح أن ذلك كان نادرًا في الماضي، لكنه اليوم يحدث بشكل منتظم، وهو يتزايد، بما فيه التعاون المادي عبر تزويد الأقمار الصناعية. صحيح أن الأمر يختلف بين شريك وآخر، لكننا وصلنا تمامًا إلى "المناطق الحميمية" ومستوى من الانفتاح بحيث يكون الاتصال التشغيلي موحدًا حقًا بين تل أبيب وعدد من عواصم المنطقة، وفي النهاية نقوم بعمليات مشتركة معًا".


التعليقات (0)