هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تزايد الاتهامات الحقوقية الموجهة لدولة الاحتلال بإبرامها صفقات تسلح مع دول وأنظمة ترتكب جرائم حرب، كشفت وزارة الحرب الإسرائيلية أن صادراتها من الأسلحة شهدت تنامياً في العامين الأخيرين، بل إنها نشرت لوائح لتسهيل عمليات التصدير، غير آبهة بتلك الاتهامات، دون الكشف عن أسماء الدول المستهدفة من هذه الصفقات.
وتتحدث الأرقام الإسرائيلية عما أسمتها "قفزة حادة" في بيانات تصدير الأسلحة حتى أعلى مستوى على الإطلاق في عام 2021 بقيمة 11.3 مليار دولار، فيما أعلن وزير الحرب بيني غانتس أن صادرات 2022 من الأسلحة ستتجاوز بكثير ما كانت عليه في عام 2021، لا سيما في أعقاب حرب أوكرانيا، مما أدى لزيادة مشتريات الأسلحة الإسرائيلية بين الدول الغربية، ومع ذلك، فلا زالت دولة الاحتلال ترفض الكشف عن الكثير من المعلومات المتعلقة بهذه الصفقة، لأنها ما زالت مخفية.
تال شنايدر الكاتبة في موقع "زمن إسرائيل" كشفت أن "دولة الاحتلال تخفي المنتجات والفئات وبلدان المقصد التي يُسمح لها بالتصدير العسكري، بزعم أن سرّيتها تحفظ أمن الدولة، مع أنه كلما كانت المعلومات مخفية زاد الخوف من الفساد والرشوة والوساطة المشكوك فيها، بعكس المعمول به في الدول الأجنبية التي تكشف كل شيء، ورغم ذلك فقد حصلت على قائمة جزئية من هذه الصفقات، يمكن أن تفسر القفزة الكبيرة في الصادرات العسكرية الإسرائيلية".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "إندونيسيا من الدول التي تتصدر صفقات الأسلحة الإسرائيلية، ولكن نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية معها، تتم عمليات الشراء عبر خطوط إنتاج شركة "ألبيت" في البرازيل والنمسا والتشيك، عن طريق مقاولين من الباطن، كما قامت شركة "سيليبريتي" الإسرائيلية التي تطور برمجيات لاختراق الهواتف ببيع الأنظمة إلى إندونيسيا، بجانب أذربيجان التي اشترت من إسرائيل طائرات بدون طيار، واستخدمتها خلال 2020 لمهاجمة أهداف أرمينية في ناغورنو كاراباخ، كما تم نقلها إلى غينيا الاستوائية، وهي ديكتاتورية سيئة السمعة".
اقرأ أيضا: خبير أمني عبري: صفقات سلاح إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان
وأشارت إلى أن "فيتنام أبرمت مع إسرائيل صفقة لصناعة طائرات بدون طيار بقيمة 160 مليون دولار، وأنظمة دفاع صاروخي من طراز باراك بنصف مليار دولار، فيما حصلت المجر على نموذج رادار متعدد الأسلحة لتحديد مواقع الطائرات والمروحيات والصواريخ على ارتفاع منخفض، كما حصلت زامبيا على 10 مركبات مصفحة خفيفة، و6 أنظمة مدفعية، وأبرمت تركمانستان صفقة لحيازة 4 مركبات للطرق الوعرة من نوع كركال، و10 طائرات بدون طيار، فيما حصلت التشيك على نموذج رادار متعدد الأسلحة بقيمة 125 مليون دولار، وأنظمة صواريخ أرض-جو متنقلة بـ627 مليون دولار".
ويكشف التقرير أن "لاتفيا حصلت على صواريخ سبايك الإسرائيلية، ذات القدرة والدقة العالية بـ108 ملايين يورو، أما تايلاند فقد كانت قائمة مشترياتها التسلحية من إسرائيل متنوعة، منها رادارات مكافحة الحرائق، وأنظمة الملاحة، و100 قنبلة موجهة بالليزر، وطائرات بدون طيار، وأنظمة مدفعية، فيما شكلت الهند واحدة من أكبر زبائن الصناعات العسكرية الإسرائيلية، حيث تعملان بشكل مشترك على تطوير نظام برق8 الجوي لحماية الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للسفن وصواريخ كروز، والقنابل العادية والذكية باستخدام أجهزة الاستشعار لتدمير المباني والمخابئ، بقيمة ملياري دولار".
وبالنسبة للفلبين "فقد حصلت على 8 سفن دورية من طراز شيلداغ إسرائيلية، و12 نظام مدفعية بـ47 مليون دولار، و15 ناقلة جنود مدرعة، و32 دبابة خفيفة بـ172 مليون دولار، وصواريخ سبايك، وعشرات آلاف البنادق والمسدسات والرشاشات، فيما حصلت البرازيل على أنظمة مثبتة فوق الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة؛ والرادارات، وصواريخ سبايك، فيما اشترت ألمانيا آلاف صواريخ سبايك بقيمة 246 مليون يورو، وطائرتين بدون طيار، دون أن تشمل الصفقة الضخمة المتوقعة بينهما لبيع نظام آرو3 للدفاع الجوي بملياري يورو".
وعند الحديث عن "بولندا، فقد حصلت على صواريخ سبايك مضادة للدبابات بـ152 مليون دولار، وسلوفاكيا على رادار متعدد الأسلحة بـ148 مليون يورو، كما اشترت الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ سبايك من نوع تموز طويلة المدى معدة لإطلاقها من مروحيات قتالية، وبطاريتين قبة حديدية بـ400 مليون دولار، واشترت كندا رادارات، واشترت ساحل العاج سفن الدوريات الساحلية، أما الدنمارك فحصلت على مدافع هاون ومركبة على ناقلات الجنود المدرعة وصواريخ سبايك".
وأشار التقرير إلى أن "إستونيا اشترت صواريخ سبايك مضادة للدبابات وصواريخ غابرييل مضادة للسفن، وكذلك فنلندا التي اشترت صواريخ غابرييل ورادارات بـ162 مليون يورو، واشترت اليونان طائرتين بدون طيار وصاروخا يحمل على السفن وللدفاع الساحلي، وإيطاليا صواريخ وقاذفات سبايك، وكذلك مقدونيا الشمالية التي اشترت قذائف هاون، وحصلت رومانيا على طائرة بدون طيار، وسنغافورة اشترت منظومة سامسون، واشترت كوريا الجنوبية رادارات، وحصلت سويسرا على 6 طائرات بدون طيار بـ280 مليون دولار، أما بريطانيا فاشترت منظومات ملاحة متقدمة لتحديد الأهداف وتوجيه الأسلحة".
ولعلها المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن طبيعة وأعداد الصفقات التسلحية التي تبرمها دولة الاحتلال مع العشرات من دول العالم، وإن كان بصفة غير رسمية، لكن الأرقام تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال يمد يديه في مختلف عواصم العالم لترويج صناعاته العسكرية والتسلحية، بما فيها دول عربية وإسلامية، حتى وصلت الصناعات العسكرية الإسرائيلية مرحلة الذروة، بما يشمله ذلك من صفقات مشبوهة لدول متهمة بارتكاب جرائم حرب، وانتهاكات لحقوق الإنسان.