صحافة دولية

صحيفة: روسيا تضاعف نشاطها الدبلوماسي مع الهند والصين

ازفيستيا: الصين ليست الدولة الوحيدة الصديقة لروسيا التي قررت موسكو التعاون معها واستخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية
ازفيستيا: الصين ليست الدولة الوحيدة الصديقة لروسيا التي قررت موسكو التعاون معها واستخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية

نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن مضاعفة موسكو نشاطها الدبلوماسي مع البلدان الآسيوية عقب تدهور العلاقات التي تجمعها مع الغرب جراء تنفيذ العملية العسكرية داخل أوكرانيا.

وقالت الصحيفة - في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" - إن زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى الصين كانت بهدف مناقشة تطورات الملف الأفغاني وكذلك آفاق التعاون في ظل العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا.

دول نفس الميدالية

وأضافت الصحيفة أنه في أواخر الشهر الماضي، احتضنت مدينة تونشي الصينية في مقاطعة آنهوي المؤتمر الوزاري الثالث للدول المجاورة لأفغانستان الذي انعقد على هامشه الاجتماع الثلاثي الموسع بشأن أفغانستان (روسيا، الصين، الولايات المتحدة وباكستان)، مبينة أنه في ظل تطور الأزمة الأوكرانية الروسية انصب اهتمام المجتمع الدولي على الوضع داخل أوكرانيا، ما حال دون إعطاء أفغانستان الاهتمام الكافي، التي تواجه هي الأخرى تحديات سياسية واقتصادية منذ استيلاء طالبان على السلطة وانسحاب قوات التحالف الغربي من هناك.

ومع ذلك، بحسب الصحيفة، كان الوضع داخل أوكرانيا من المواضيع الرئيسية التي طرحت على طاولة النقاش خلال زيارة سيرغي لافروف إلى الصين، مشيرة إلى أنه في اجتماع ثنائي في الصين جمعه مع نظيره الباكستاني مخدوم شاه محمود قريشي، قال لافروف: "الأطراف التي حاولت في وقت سابق جعل أفغانستان محط أنظار السياسة العالمية، يحاولون في الوقت الراهن إجبار أوكرانيا على الحلول محل أفغانستان".

ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن لافروف تطرق أيضًا إلى ملف الأزمة الروسية الأوكرانية خلال المحادثات التي جمعته مع نظيره الإيراني، وكذلك خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية الأوزبكي ساردور أومورزاكوف.

وبينت الصحيفة أن لافروف ركز -في اجتماع جمعه مع نظيره الصيني وانغ يي- على التوترات الجيوسياسية الناجمة عن العملية العسكرية الروسية؛ بحسب ما جاء على لسان وزارة الخارجية الروسية، التي أكدت أن روسيا والصين تعارضان العقوبات الغربية التي تعود بنتائج عكسية، وعليه قررتا -جنبًا إلى جنب- التحرك نحو تأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على العدل، فيما أشار وانغ يي إلى أن البلدين يبديان رغبة في تطوير العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات.

رسميًّا من أجل..

وذكرت الصحيفة أنه في بداية العملية الروسية في أوكرانيا، حذرت الولايات المتحدة الصين من تداعيات تقديم المساعدة إلى روسيا، وقد أعلنت واشنطن في وقت سابق اعتزامها فرض عقوبات على الشركات الصينية، التي تشكل المكونات الأمريكية فيها أكثر من 25 بالمئة من تركيبة المنتج في حال تصديرها البضائع إلى روسيا، مؤكدة على ضرورة حصول هذه الإمدادات على ترخيص من واشنطن، وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه الصين -في العديد من المناسبات- عدم استسلامها لضغط العقوبات، وهو ما جعلها عرضة للقيود الأمريكية طيلة السنوات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن صحيفة "جنوب الصين الصباحية" -في تقريرها الصادر في 31 آذار/ مارس- أن انسحاب الشركات الغربية من السوق الروسية بسبب العملية الروسية في أوكرانيا خلق فرصًا جديدة أمام الشركات الصينية، لا سيما في قطاع الطاقة.

ومع ذلك ترى الصحيفة أن تدهور بيئة الأعمال في روسيا في ظل العقوبات الحالية قد يثني عزم الشركات الصينية على الاستثمار في روسيا.

وذكرت وكالة "رويترز" الشهر الماضي أن وزارة الخارجية الصينية دعت مديري أكبر شركات الطاقة الصينية وهما "سينوبك" ومؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، إلى مقرها ناصحة إياهم بالتريث فيما يتعلق بشراء الأصول الروسية، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين التزمت بتطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا، على الرغم من تداعيات ذلك عليها، ففي نهاية الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن إمكانية استخدام الروبل أو اليوان خلال إجراء المعاملات التجارية في المواد الطاقية.

وبحسب الصحيفة، يرى ألكسندر جابوييف، رئيس برنامج روسيا في آسيا والمحيط الهادئ في مركز كارنيغي في موسكو أن الصينيين أعربوا منذ فترة طويلة عن اهتمامهم باستخدام اليوان في المبادلات التجارية، غير أن روسيا لم تبدِ اهتمامًا بهذه المسألة قبل العملية العسكرية وما تلاها من تداعيات.

ليس فقط اليوان

وأفادت الصحيفة أن الصين ليست الدولة الوحيدة الصديقة لروسيا التي قررت موسكو التعاون معها واستخدام العملات الوطنية في المبادلات التجارية، فعقب الزيارة التي أداها إلى مدينة تونشي توجه لافروف مباشرة إلى العاصمة الهندية دلهي، وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام الهندية ناقش لافروف مع نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، مسألة نظام الدفع عبر الحدود كبديل لنظام سويفت الذي حظر الغرب البنوك الروسية من التعامل به.

وأفادت الصحيفة أن وسائل الإعلام الهندية قالت إنه سيتم إيداع العملة الروسية في أحد البنوك الهندية ومن ثم تحويلها إلى روبية والعكس صحيح، وتحقيقًا لهذا الغرض؛ سوف يتم استخدام نظام تحويل الرسائل المالية، النظير الروسي لنظام التحويل المالي سويفت، مبينة أن زيارة لافروف تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فقد عرضت روسيا آخر الشهر المنقضي على الهند شراء النفط بخصم يصل 35 دولارًا للبرميل الواحد، وفقًا لوكالة "بلومبرغ".

ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي سارانش ميشرا قوله إن الهند وروسيا ستواصلان تبادل الأسلحة والمواد الطاقية، بينما تزود روسيا الهند بأحدث الأسلحة اللازمة لمحاربة الصين بأسعار مناسبة، تعتمد الهند على واردات الطاقة الروسية، مما يجعل احتمالية بيع روسيا للنفط للهند بأسعار منخفضة أمرًا مغريًا، كما يستبعد ميشرا -في ذات الوقت- إمكانية تجاوز المبادلات التجارية بين نيودلهي وموسكو حدود هذه المجالات بسبب الضغط الذي تتعرض إليه الهند من طرف الدول الغربية غير الراضية عن اتخاذ دلهي موقفا محايدا بشأن أوكرانيا وبسبب أهمية الولايات المتحدة في حسابات الهند الاستراتيجية.

وفي الختام؛ نوهت الصحيفة إلى أن زيارة لافروف إلى دلهي تزامنت مع زيارة وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي المسؤول عن الاقتصاد الدولي داليب سينغ، التي تهدف هي الأخرى إلى مناقشة العديد من القضايا، أهمها الملف الأوكراني.

 

0
التعليقات (0)

خبر عاجل