بعد مرور عام على إعلان
التطبيع بين
المغرب والاحتلال،
يستعيد المسؤولون
الإسرائيليون بعضا من الأحداث التفصيلية التي شهدها ذلك الاتفاق،
بما يشير إلى توثيق العلاقة بين تل أبيب والرباط، في ظل جملة الاتفاقيات التي تم
توقيعها خلال الشهور الماضية، بما فيها الأمنية والعسكرية، بصورة غير مسبوقة.
بعض التفاصيل التي يوردها المسؤولون
الإسرائيليون في هذه الذكرى السنوية الأولى للتطبيع مع المغرب، تلك التي تكتسب
طابعا شخصيا بينهم وبين نظرائهم المغاربة، بما يتجاوز الاتفاقيات السياسية إلى
العلاقات الشخصية بينهما، مما يؤهلهما لأن يزيدا مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى
معدلات لم تعرفها الاتفاقيات السابقة بين الاحتلال ودول عربية أخرى.
مائير بن شبات الرئيس السابق لمجلس الأمن
القومي الإسرائيلي، ارتأى أن يكشف مع مرور عام على التطبيع مع المغرب جانبا غير
معروف بعد من كواليس التطبيع معه، من خلال ما أورده في حوار مع صحيفة إسرائيل
اليوم، ترجمته "عربي21"، ومما جاء فيه أن "حديثه مع الملك المغربي
محمد السادس كان باللغة المغربية المحلية التي درسها في منزل والديه بالمغرب،
واصفا تلك المحادثة بأنها لحظة تاريخية".
وأضاف ابن شبات، وهو يهودي من أصول مغربية،
أنني "شاركت في تلك الأمسية التي استضافها بيت الضيافة الرسمي لملك المغرب
بالرباط، حين كان الجو بردا شديدا، ونخر في عظام الصحفيين، وبعض أعضاء الوفد
الإسرائيلي الأمريكي، لكن في داخل بيت الضيافة بدأت مرحلة اكتشاف التاريخ من جديد
لهذه المنطقة، فقد تحدثت مباشرة مع الملك محمد السادس باللغة المغربية، وتبادلنا
الكلمات الحميمية، وأبلغته عن والدي المولود في الدار البيضاء، ووالدتي التي ولدت
في مراكش".
وأشار إلى أنه انضم إليه جاريد كوشنر وآفي
بيركوفيتش، باعتبارهما ممثلين عن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، وهما صهره
ومستشاره الشخصي، ومبعوثه لعملية السلام، وقد تخلل اللقاء الرسمي ترديد بعض
النغمات اليهودية، وبعد ذلك تم إلقاء الخطابات الرسمية المعدة سلفا أمام
الكاميرات، لا سيما ما تحدث به كوشنر حول دوافع إبرام الاتفاقات الإبراهيمية.
وتعطي التفاصيل التي أوردها ابن شبات إشارات حول انتقال
التطبيع إلى مرحلة متقدمة من التحالف الوثيق بينهما، وهو ما تجلى بتوقيع اتفاقيات
أمنية وعسكرية خلال زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بين غانتس للرباط مؤخرا، بما أضفى
بعدا جديدا على الروابط العميقة بين القصر الملكي المغربي ويهود المغرب، ممن تعول
عليهم إسرائيل جيدا كي يكونوا جسرا للتواصل معها.