صحافة دولية

"NYT" تكشف عن محاولة إسرائيلية لتهويد البلدات المختلطة

بدأ المستوطنون المتطرفون بالتوافد إلى اللد منذ سنوات- جيتي
بدأ المستوطنون المتطرفون بالتوافد إلى اللد منذ سنوات- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفية إيزابيل كيرشنر، قالت فيه إن تحولا ديمغرافيا كان قد بدأ يتجذر في مدينة اللد المختلطة بين اليهود والفلسطينيين، قبل سنوات طويلة.

 

فكان المئات من الشباب المستوطنين اليهود المتطرفين بدأوا في الانتقال إلى حي تقطنه أغلبية فلسطينية بهدف صريح يتمثل في تعزيز الهوية اليهودية للمدينة.


حدث تغيير مماثل في مدن مختلطة أخرى محتلة مثل الرملة وعكا القريبتين في الشمال - وهو جزء من مشروع شبه منظم على مستوى البلاد يُعرف باسم نواة التوراة. يقولون إن نيتهم هي رفع مستوى المناطق المهمشة ولا سيما في المدن المختلطة وإثراء الحياة اليهودية هناك. وانتقل أنصارها إلى عشرات المدن والبلدات الإسرائيلية.


وقال آفي روكاش، 43 عاما، رئيس جمعية نواة التوراة في اللد: "ربما تكون رسالتنا معقدة.. اللد مدينة يهودية. إن مهمتنا  وواجبنا الديني هو رعاية  كل من يعيش هنا سواء أكانوا يهودا أو مسلمين أو هندوسا".

 

لكن في الواقع أدى وجود الوافدين الجدد في بعض الأحيان إلى توترات تراكمت لسنوات واندلعت وسط اندلاع الحرب الأخيرة.

 

وتقول الصحيفة إن الاشتباكات التي حدثت في المدن المحتلة بين الفلسطينيين والمستوطنين المتطرفين، قد تنذر بحرب داخلية قادمة.

 

وعلى مدى عقود سعى الإسرائيليون المتطرفون إلى تغيير ديمغرافية الضفة الغربية المحتلة من خلال بناء المستوطنات اليهودية، ما يقوض احتمالية حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ فترة طويلة.


وبقليل من الضجة انطلقت حركة نواة التوراة بمهمة أيديولوجية لتغيير توازن المدن الإسرائيلية وتعزيز اليهودية التي تنادي بها داخل البلد.


وجاءت العائلات الأولى التي انتقلت إلى عكا واللد قبل 25 عاما من مستوطنات الضفة الغربية وكانوا يهدفون إلى جعل المجتمعات المختلطة أو التي يغلب عليها العرب أكثر يهودية.


ومع ترسيخ المستوطنات في الضفة الغربية - يعيش حوالي 450000 يهودي الآن بين أكثر من 2.6 مليون فلسطيني - يرى أنصار نواة التوراة المدن الإسرائيلية على أنها أفق جديد.


ويعتبر معظم العالم المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة انتهاكا للقانون الدولي، لكن هذه كانت محاولة لإحداث تغيير داخل حدود إسرائيل المعترف بها. ووصفها كثيرون بالصهيونية الجديدة.


وقالت ريوت غيتس مديرة جمعية نواة التوراة في عكا: "الصهيونية الدينية لم تتخل عن الرسالة القديمة ليهودا والسامرة" مشيرا إلى الضفة الغربية بأسمائها التوراتية.

 

لكنها قالت إن التركيز الآن كان على "التحدي الجديد" داخل إسرائيل نفسها.

 

اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: غضب الفلسطينيين حطم أوهام نتنياهو بإنهائهم

اللد المدينة التي يسكنها حوالي 80 ألف نسمة، 70% من اليهود و 30% من الفلسطينيين. ظلت الاحتكاكات هناك منذ فترة طويلة عند درجة غليان منخفضة.


في جميع أنحاء فلسطين المحتلة هناك حوالي 70 مركزا نشطا لنواة التوراة المدعومة بشكل غير مباشر من الحكومة.

 

وقال إسحاق لاكس رئيس المؤسسة إن الفكرة كانت للناشطين الشباب وكثير منهم من المهنيين وخريجي وحدات الجيش القتالية لإنشاء منازل في الهوامش الضعيفة جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا من البلاد والمساهمة في تحسينها.


ويمتد وجودهم من بلدتي يروحام وديمونا الصحراويتين ذاتي الغالبية اليهودية في الجنوب إلى كريات شمونة على الحدود الشمالية مع لبنان. ومن بين حوالي 10000 عائلة مشاركة على المستوى الوطني يوجد حوالي 1200 منها في اللد.


وفي عكا استقر ما يصل إلى 200 من عائلات نواة التوراة. 

 

تضييق قديم


تقول "نيويورك تايمز" إن "الغضب الفلسطيني هنا غارق في إحساس واع بعدم المساواة ولد من عقود من الإهمال والتمييز من قبل الحكومة".


وتابعت: "ضغط عمدة المدينة يائير ريفيفو في الماضي لخفض صوت الأذان للمسلمين من المآذن في المدينة ويده اليمنى هو مؤسس نواة التوراة في اللد. ويتفاقم الاستياء العربي بسبب الخوف المستمر من التهجير، بيتا بيتا".


ومنذ حوالي ثماني سنوات قامت نواة التوراة ببناء أكاديمية ما قبل الجيش ومدرسة ابتدائية دينية للأولاد بجوار المدرسة العريقة للطلاب الفلسطينيين في شارع إكسودس في قلب رمات إشكول.


وقال شهود عيان إن هذه المؤسسات اليهودية هي الأولى التي أشعلت فيها النيران في العاشر من مايو/ أيار. شبان فلسطينيون رفعوا العلم الفلسطيني في الميدان وتظاهروا تضامنا مع أبناء شعبهم في القدس وغزة. وفرقتهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.


وكشفت الصحيفة أنه بعد الهبة الغاضبة لأبناء اللد، أخلت حوالي 30 من 40 عائلة يهودية منازلها في حي رمات أشكول.


وقال روكاش رئيس نواة التوراة في اللد: "أعتقد أنه يمكننا العودة إلى ما كنا عليه من قبل لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت".

 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

 

0
التعليقات (0)