هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت مؤسسة دراسات الشرق الأوسط، الضوء على تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية على الوضع الفلسطيني، في أعقاب توتر العلاقات بين الفلسطينيين والإدارة الحالية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب.
وقالت المؤسسة ومقرها واشنطن في تقرير لها ترجمته "عربي21"، إنه منذ أن توصلت فتح وحماس إلى اتفاق مصالحة في أيلول/ سبتمبر، تكهن الخبراء والنشطاء والصحفيون الفلسطينيون بشأن متى وكيف وما إذا كانت هذه المصالحة الأخيرة قد تمضي قدمًا بالفعل.
وينظر العديد من المراقبين، داخل فلسطين وخارجها، إلى هذه الخطوة على أنها رد على التقارب الأخير بين الدول العربية وإسرائيل، فضلاً عن عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتشير حقيقة أن المصالحة هي استجابة لأحداث خارجية وليس لحاجة وطنية فلسطينية إلى أن القادة الفلسطينيين لا يزالون يفتقرون إلى استراتيجية أو رؤية وطنية لشعبهم، مما لا يبشر بالخير للفترة المقبلة. بحسب المؤسسة المذكورة، والتي ترى أن هناك عدة أسباب لتبدد محاولة المصالحة الأخيرة، بما في ذلك صعوبة إقامة شراكة بين حماس وفتح داخل السياسة الفلسطينية، التي لم تعتد على تقاسم السلطة كجزء من ثقافتها السياسية. لكن لعل الرئيس محمود عباس ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية أيضا.
وبالنسبة إلى فتح، فإن فوز المرشح الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، يمكن أن ينقذ السلطة الفلسطينية من السير في طريق تقاسم السلطة مع حماس، وهو أمر من المرجح أن تعارضه كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية.
أما في حالة فوز بايدن، فسيكون عباس حريصًا على تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. وقد ترى قيادة عباس أيضًا فرصة مع بايدن لاستئناف عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة لدعم حل الدولتين.
اقرأ أيضا: FP: فلسطينيو لبنان يريدون فوز "أي شخص" غير ترامب
كما يبدو أن اقتراحه الأخير لعقد مؤتمر سلام دولي يوحي بالنسبة لقيادة عباس، بأن أي حكومة وحدة ستكون عقبة أمام الهدف المنشود للدولتين نظرًا لاعتمادها الشديد على الولايات المتحدة كوسيط ومانح وداعم سياسي. لذلك، يمكن القول إن السعي إلى حل الدولتين لا يتوافق مع المصالحة الوطنية، بالنظر إلى الولايات المتحدة وخاصة موقف إسرائيل ضد مشاركة حماس بأي شكل.
وتوقعت أن يتخذ بايدن عدة خطوات إصلاحية، مثل إيجاد طريقة لإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واستعادة تدفق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وتجديد التزامها تجاه الأونروا، وربما إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.
ومع ذلك، سيتعين على الفلسطينيين دفع ثمن باهظ لإعادة العلاقات مع أمريكا إلى ما كانت عليه قبل عهد ترامب. بحسب "دراسات الشرق الأوسط" التي قالت إنه مهما كانت نتائج الانتخابات الأمريكية، فلا ينبغي للقيادة الفلسطينية أن تقرر خطوتها التالية ومستقبل ملايين الفلسطينيين بناءً على النتائج.
وختمت المؤسسة الدولية بالقول، إنه وإذا كانت القيادة الفلسطينية الحالية غير قادرة على اتخاذ قرار بشأن المسار الأقل ضررًا، فعليها التنحي وإجراء الانتخابات عاجلاً وليس آجلاً. وعلى أي حال، لا ينبغي للسلطة الفلسطينية أن تتراجع عن وعدها بإجراء انتخابات وإصلاح مؤسساتها السياسية، لأن
الفلسطينيين يستحقون حياة سياسية مستقرة يحكمها القانون الذي يدعم صمود الفلسطينيين، على الرغم من وجود الاحتلال وبغض النظر عمن يوجد في البيت الأبيض.