صحافة دولية

صحيفة: هكذا يعقد "كورونا" حملة جو بايدن للرئاسة

يتواصل بايدن مع جماهيره عن بعد - جيتي
يتواصل بايدن مع جماهيره عن بعد - جيتي

نشرت صحيفة جورنال دي ديمونش الفرنسية تقريرا سلّطت فيه الضوء على مستجدات حملة جو بايدن الانتخابية الرئاسية، التي تضررت بفعل انتشار فيروس كورونا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إشعاع جو بايدن، ذي الحظ الأوفر في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، تراجع بسبب وباء فيروس كورونا. ولأنه يخضع للحجر في منزله، فسيدفع خصم ترامب المحتمل في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ثمن ذلك.

سيكون لوباء الفيروس التاجي عواقب سياسية في الولايات المتحدة. فقبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، توقفت الحملة وبات المرشحون الديمقراطيون غير قادرين على الصمود. وفي الواقع، يعيش بايدن وضعا حساسا، على الرغم من أنه كان يتجه نحو تحقيق انتصار باهر، في أعقاب عودة مذهلة خلال الثلاثاء الكبير. وكانت الانتخابات المزمع عقدها في هذه الأيام ستسمح له بمواصلة مسيرته وإجبار خصمه بيرني ساندرز على الانسحاب، لكنها أُجلت.

ديناميكية مكسورة

بيّنت الصحيفة أنه بعد فوزه بـ 1,217 نائبا (300 أكثر من ساندرز) وقيامه بحملة ديناميكية، فقد كان نائب الرئيس باراك أوباما السابق، وفقًا لصحيفة بوليتيكو، يعوّل على فوز في جورجيا يوم الثلاثاء الماضي، لدفع الاشتراكي إلى الانسحاب. وبالفعل، فإنه يوم 18 آذار/ مارس، أعلن بيرني ساندرز أنه سيعود إلى مدينته بيرلنغتون، في فيرمونت، "لتقييم" حظوظه. وبعد مرور شهر كانون الثاني/ يناير الذي شهد قضية عزل دونالد ترامب ثم شهر شباط/ فبراير، الذي كانت انطلاقته سيئة بالنسبة له، فسيتعين على جو بايدن المزيد من الانتظار.

 

وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا

 


كان توقف الحملة أكثر وحشية منذ أن فرض وباء كوفيد-19 واقعا جديدا. فمنذ عدة أيام، ركز ساندرز رسالته على أزمة الفيروس التاجي وتجنب الحديث عن حملته الرئاسية. فهو يذكر أي شخص يريد سماعه بأنه يدافع عن مشروع التغطية الصحية الشاملة، بينما يموت الأمريكيون بسبب عدم قدرتهم على علاج أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يزال ساندرز في الكونغرس، حيث شارك في الأيام القليلة الماضية في المفاوضات الصعبة بشأن خطة انتعاش تاريخية. وقد انتشر خطابه الحماسي قبل التصويت على نطاق واسع.

خصوم تحت الأضواء

أضافت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، فيبدو أن بايدن كسب الانتخابات التمهيدية الديمقراطية. لكن لا يعد ساندرز السبب الوحيد لقلقه. ففي حين أنه يتعين عليه أن يبقى خاضعا للحجر في منزله في ديلاوير، فإن الوباء يسلط الضوء على دور السياسيين الفاعلين. واعترف السيناتور السابق بإحباطه بسبب عدم قدرته على التصرف بشكل مباشر أكثر في مواجهة أزمة فيروس كورونا.

على تويتر، ظهر هاشتاغ "أين جو بايدن؟"، وراجت إشاعة تقول إنه مريض. لكن، وضعت مديرة الاتصالات الخاصة به كيت بيدنغفيلد حدا لهذا الجدل. وكتبت على تويتر الأسبوع الماضي: "قضينا عطلة نهاية الأسبوع في بناء أستوديو تلفزيوني في الطابق السفلي لمنزل جو بايدن... ليس مصابا بالفيروس التاجي، ولكنه ركّب كاميرا. لذا فإن عليكم الانتباه لأنه سيتواصل معكم".

وفي الوقت الذي يخضع فيه جو بايدن للحجر، يظهر بطل أمريكي جديد، وهو الحاكم الديمقراطي في نيويورك، أندرو كومو. ففي طليعة المعركة ضد الفيروس التاجي في ولايته، الأكثر تضررا في البلاد من المرض، ينظم كومو مؤتمرا صحفيا يوميا أصبح ملتقى للعديد من الأمريكيين. في الحقيقة، ليس كومو مرشحا لرئاسة البيت الأبيض، لكنه يعكس لبايدن نقاط ضعفه، فهو أصغر منه بـ15 عامًا، ويتمتع بشعبية في فترة حاسمة وأسكت جميع منتقديه.

نهاية الحملة الانتخابية في مناخ من الشك

أردفت الصحيفة بأنه من السابق لأوانه معرفة العواقب السياسية للكارثة الصحية في الولايات المتحدة. ما زال عدم اليقين في أقصى مستوياته حول رزنامة الانتخابات التمهيدية يسود في البلاد، يجب على ويسكانسن، على سبيل المثال، التصويت في غضون أقل من أسبوع، على الرغم من خطر العدوى. ومن المقرر عقد أربعة انتخابات تمهيدية وتجمعات أخرى في شهر نيسان/ أبريل، في حين مدّد دونالد ترامب توصيات التباعد الاجتماعي حتى نهاية الشهر.

بعيدا عن صناديق الاقتراع، يمنع الحجر الصحي المرشحين من القيام بحملات. تغير كل شيء في وقت قصير، عندما أعلن ساندرز وبايدن في العاشر من آذار/ مارس، فجأة أنهما ألغيا اجتماعاتهما الليلية الكبيرة المخطط لها في أوهايو، بناءً على نصيحة السلطات المحلية. وقام دونالد ترامب، الذي ضاعف اجتماعاته في الأسابيع الأخيرة، بإلغاء جميع الاجتماعات العامة التي كان عليه المشاركة فيها.

وفي الختام، تطرقت الصحيفة إلى أنه في ظل هذا السياق، فإنها تعد الشبكات الاجتماعية أداة اتصال أكثر أهمية. ويوم الاثنين، أطلق جو بايدن برنامج "إليك هذه الصفقة"، في أول بث صوتي له، لمواصلة التحدث إلى الأمريكيين. ويضاعف جو بايدن أيضًا المقابلات التلفزيونية. ولتجنب الوقوع في فخ الموقف الحالي، لا يترك الديمقراطي المجال للصدفة. وتشير صحيفة بوليتيكو بالفعل إلى أن فريق حملته درس عن كثب انتخابات منتصف المدة لعام 1918، والتي تعطلت بسبب وباء الأنفلونزا الإسبانية.

التعليقات (0)