صحافة إسرائيلية

مطالب بالتحقيق في إخفاق إسرائيل بالتعامل مع أزمة كورونا

رام قال إن الأزمة ناتجة عن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية- جيتي
رام قال إن الأزمة ناتجة عن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية- جيتي

قال ضابط إسرائيلي إن "أزمة تفشي مرض كورونا كشفت أن إسرائيل لم تنفذ توصيات لجنة فينوغراد التي شكلت قبل 15 عاما للتحقيق في إخفاقات حرب لبنان الثانية في 2006، لأنه كلما ازداد الوباء تفشيا وانتشارا، وتفاقمت الأزمة الصحية والاقتصادية في إسرائيل، يظهر جليا وواضحا إشكالية غياب جسم واضح في الدولة، يدير الاقتصاد المتضرر في ساعة الطوارئ".


وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الأزمة الإسرائيلية الناجمة عن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية، والاحتكاكات المبالغ فيها، تزيد من تفاقم المشكلة، مع العلم أنه في الوضع المتفائل كان يجب فور ظهور كورونا أن يتم تشكيل غرفة طوارئ، يجلس فيها كل ممثلي الوزارات الحكومية والجهات الأمنية والإنقاذ، يديرون هذه الأزمة على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع".

 

اقرأ أيضا: كيف ساهم المستوطنون المتدينون بتفشي كورونا بإسرائيل؟

 
وأشار إلى أن "هذه الغرفة مهمتها حل المشاكل الفورية، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة المشكلة، وتوزيع المهام والصلاحيات على الجميع، ولو وجدت هذه الغرفة لما كان داعيا أن يظهر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بين ليلة وأخرى، كي يقدم آخر التطورات في مواجهة الكورونا، ويعلن تكليف رئيس الموساد للحصول على مزيد من أجهزة التنفس الاصطناعي، ويصدر قراراته الخاصة بدوام وإجازة المؤسسات التعليمية في إسرائيل".


وأكد أن "هذه المشاكل التي تحياها إسرائيل اليوم بسبب أزمة كورونا أمكن حلها من خلال غرفة الطوارئ المشار إليها أعلاه، والتي تعمل بتوصيات عامة من رئيس الحكومة ووزراء الكابينت المصغر، لكن أزمة كورنا الحالية أدار نتنياهو تفاصيلها بصورة مركزية، حتى أن وجبات الطعام التي يجب أن تصل ذوي الاحتياجات الخاصة كأنها كانت تصدر عنه مباشرة".


وأوضح أنه "في ظل عدم وجود جهاز طوارئ يدير كل هذه القضايا، وينفذها ميدانيا، وفقا لتعليمات المستوى السياسي، فإن الواقع القائم يقول إن كل القرارات الخاصة بأزمة كورونا، كبيرها وصغيرها، يتم اتخاذها من طاولة نتنياهو شخصيا، وهذا وضع ليس مرضيا البتة، لأن إقامة الجهاز الذي نتحدث عنه سيكون أكثر جدوى في مثل حالة الطوارئ الحالية"، وأعاد إلى الأذهان أن "إقامة مثل هذا الجهاز في حالات الطوارئ ورد في توصيات لجنة فينوغراد التي تم تشكيلها للتحقيق في إخفاقات حرب لبنان الثانية 2006، وهذا الجهاز يقف على رأسه جنرال في الاحتياط، مسؤول عن جميع تفاصيله، ومهمته الأساسية وضع تقدير موقف عن كل المشكلة، وعرضها أمام المستوى السياسي، ثم شرح الخطط اللازمة أمام الجهات ذات العلاقة التنفيذية على الأرض".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: الإغلاق الكامل سيؤدي لانهيار اقتصادي بـ"إسرائيل"

وأوضح أن "هذا الجهاز مكلف بتوزيع المهام والصلاحيات والأدوار على جميع المستويات، وفي مثل أزمة كورونا يكون مسؤولا عن إعطاء تقدير حول تبعاتها المتوقعة على الأمن القومي الإسرائيلي، لكن إدارة الأزمة من البداية كانت مرتبكة، وغير متزنة، وكشفت عن حالة من تبادل الاتهامات، وصراعات القوى بين الوزارات الإسرائيلية".


وختم بالقول أننا "كلنا رأينا خلافات وزارتي المالية مع الصحة، وتصدي وزارة الحرب لشراء المزيد من أجهزة التنفس، مما تسبب بنشوب صراع بينها وبين وزارة الصحة المكلفة بهذا الملف، وبات من الواضح أن كل ذلك يتطلب تشكيل لجنة تحقيق مستقبلية في سبب عدم نجاح إسرائيل في التصدي لأزمة كورونا، بعد انقضائها".

 
التعليقات (0)