طب وصحة

هل تنقل العدسات اللاصقة عدوى فيروس كوفيد-19؟

طبيب عيون: مستخدمو العدسات اللاصقة يلمسون أعينهم ووجوههم أكثر بكثير من الأشخاص الذين يرتدون النظارات الطبية- جيتي
طبيب عيون: مستخدمو العدسات اللاصقة يلمسون أعينهم ووجوههم أكثر بكثير من الأشخاص الذين يرتدون النظارات الطبية- جيتي
نشرت شبكة "CNN" الأمريكية خبرا أشارت فيه إلى أن خبراء نصحوا الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة بتركها حاليا واستخدام النظارات، وذلك للحد من انتشار فيروس كوفيد-19.

ووفقا للخبر الذي ترجمته "عربي21"، يوضح الخبراء من الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بأن ارتداء النظارات يمكن أن يساعد على التوقف عن لمس الوجه، الذي يُعد أحد طرق انتشار أي فيروس، بما في ذلك كورونا المستجد والمنتشر حاليا في جميع أنحاء العالم.

لماذا العدسات اللاصقة؟

وأما لماذا يجب عليك عدم ارتداء العدسات اللاصقة؟ يجيب على هذا التساؤل المتحدث الإكلينيكي للأكاديمية الأمريكية لطب العيون الدكتور توماس شتاينمان: "لا يلمس مستخدمو العدسات اللاصقة أعينهم فقط لوضعها وإزالتها مرتين أو أكثر يوميا، بل يلمسون أيضا أعينهم ووجوههم أكثر بكثير من الأشخاص الذين يرتدون النظارات الطبية".

وأوضح "شتاينمان" بأن مرتديها يلمس عينه ثم يلمس جزءا آخر من جسمه، مضيفا: "فرك عينيك، ثم فرك وجهك وحكه، ووضع أصابعك في فمك أو أنفك، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن بعض الناس ليسوا صحيين للغاية؛ فهم ربما ينسون غسل أيديهم أولا قبل وضع العدسات أو بعدها، هذا كله قد يُسبب انتقال عدوى الفيروس للجسم".

وتابع: "قد توفر النظارات أيضا حماية أكبر قليلا للعين من أي جزيئات فيروسية تاجية تطفو في الهواء، على الرغم من أنه من المرجح أن تُصاب عن طريق الفم والأنف أكثر من عينك".

وأوضح: "على الرغم من أهمية ترك العدسات اللاصقة ولبس النظارات بالنسبة لأي أخصائي رعاية صحية يهتم بمرضى كوفيد-19، إلا أنه بالنسبة للأشخاص الآخرين هو مجرد وسيلة وقائية أخرى، وهي طريقة أخرى يمكنك من خلالها إضافة فلتر لمساعدة نفسك على الابتعاد عن فيروس كورونا".

وأردف: "إذا كنت تتساءل: هل يمكن أن ينتهي بك الأمر بنقل فيروس كوفيد-19 لجسمك عبر العين؟ نظريا هذا ممكن، ولكن ليس لدينا أي دليل على ذلك".

من جهته، قال أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في ناشفيل الدكتور ويليام شافنر: "أعتقد أن انتقال عدوى الفيروس عبر العين ممكن، لكنني كنت أعتقد دائما أن ذلك كان نوعا ما صعبا".

العين الوردية "التهاب الملتحمة"

بدوره أشار الدكتور "شتاينمان" إلى أنه "من المرجح أن هذا الفيروس التاجي الجديد يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة، وهي حالة شديدة العدوى تُعرف أيضا بالعين الوردية، وهو التهاب في الطبقة الرقيقة الشفافة من الأنسجة، يسمى الملتحمة، يغطي الجزء الأبيض من العين وداخل الجفن".

وأوضح بأن "الملتحمة عبارة عن غشاء مخاطي معدّل، مماثل للغشاء في فمك أو داخل أنفك أو داخل تجويف الأنف والبلعوم".

وأضاف: "يتميز هذا الغشاء بأنه رطب ولطيف ومضياف بالنسبة للفيروسات، وفي الواقع هناك الكثير من الكائنات الحية التي يمكن أن تلتصق بسهولة شديدة بهذا الغشاء "الملتحمة"، أو تلتصق بالعدسات اللاصقة التي تستقر أيضا عليه".

ووفقا للخبر، تُظهر التقارير الواردة من الصين وحول العالم أن حوالي 1 في المئة إلى 3 في المئة من الأشخاص المصابين بكوفيد-19، يعانون أيضا من التهاب الملتحمة.

وهذا أمر مثير للقلق، لأن الفيروس التاجي يمكن أن ينتشر عن طريق لمس السوائل من عيون الشخص المصاب، أو من الأشياء التي لمسها هذا الشخص التي تحمل السائل بعد ذلك.

وأشارت الشبكة إلى أن دراسة حديثة نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، لم تجد أي دليل على أن الأشخاص المصابين بكوفيد-19 كانوا ينشرون الفيروس عبر دموعهم، ولكن في الوقت نفسه لم يكن لدى أي شخص في الدراسة التهاب الملتحمة، لذا ما يزال من غير المعروف ما إذا كان الفيروس التاجي الجديد يمكن أن ينتشر عبر الدموع أم لا.

لا داعي للذعر

لكن على الرغم من التحذير من ارتداء العدسات اللاصقة في ظل انتشار الفيروس التاجي، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذا لا يعني أن أي عين حمراء أو وردية ستكون علامة على الإصابة بفيروس كوفيد-19.3.

فوفقا للدكتور "شتاينمان"، فإن الفيروس التاجي الجديد، الذي يسمى أيضا SARS-CoV-2، هو واحد من العديد من الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب الملتحمة، مضيفا: "في الواقع لم يكن مفاجئا للعلماء أن فيروس Covid-19 المكتشف حديثا سيفعل الشيء نفسه".

وأشار إلى أن هناك العديد من الفيروسات والبكتيريا المسؤولة عن نزلات البرد التي يمكن أن تسبب العين الوردية، مثل الفطريات والأميبا والطفيليات التي يتم التقاطها من السباحة في المياه الملوثة، أيضا ردود الفعل التحسسية تجاه الدخان أو الغبار، والشامبو، والكلور، وحتى قطرات العين، يمكن أن تتسبب بالتهاب الملتحمة.

لهذا، لا يجب أن تصاب بالذعر وفقا للخبير في طب العيون الذي قال: "بغض النظر عن احتمالية نقل عدوى الفيروس التاجي عبر العيون من عدمه، هذا هو الوقت المناسب للوعي بشأن أخذ مسافة متر أو أكثر بينك وبين الآخرين، والاهتمام بالنظافة الشخصية الجيدة عبر غسل اليدين بالطريقة الصحيحة في كل فرصة وعدم لمس الوجه، وهو ما يقودنا مرة أخرى إلى ترك العدسات اللاصقة لفترة من الوقت".

ونصح " شتاينمان" الناس بغسل اليدين دائما واستخدام المعقم وعدم لمس الوجه أو فرك العين، وأيضا تطهير العدسات اللاصقة، وذلك في حال الاستمرار بارتدائها.
التعليقات (1)
شكرا
السبت، 28-03-2020 05:40 م
شكرا وسهلا