ملفات وتقارير

أمير قطر في عمّان.. ماذا بحث مع العاهل الأردني؟

الزيارة هي الأولى من نوعها لأمير قطر منذ العام 2014- الديوان الملكي الأردني
الزيارة هي الأولى من نوعها لأمير قطر منذ العام 2014- الديوان الملكي الأردني

في زيارة رسمية هي الثانية للمملكة منذ توليه مقاليد الحكم عام 2013 وصل أمير قطر تميم بن حمد، الأحد، إلى العاصمة الأردنية عمّان، في زيارة تستمر ليومين يرافقه وفد رفيع المستوى ضم أعضاء في صندوق قطر السيادي المعني بالاستثمارات. 

 

ولم يخرج الخبر الرسمي الأردني عن النطاق البروتكولي، ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن الملك عبدالله الثاني التقى مساء الأحد، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأجرى مباحثات تناولت العلاقات بين البلدين الشقيقين، وسبل توسيع آفاق التعاون بينهما، فضلا عن التطورات في المنطقة.

 

وأكد الملك لأمير دولة قطر، خلال المباحثات، اعتزازههما بالعلاقات الأخوية بين البلدين، والحرص على النهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها. 

 

إلا أن "عربي21" علمت من مصادر أردنية أن قطر ستعمل على تشغيل آلاف الأردنيين ضمن الاستعدادات لمونديال كأس العالم المنوي إقامته في قطر عام 2022.

إضافة إلى توقيع اتفاقية مع الأمن الأردني لحماية النظام في المونديال، وتشغيل أردنيين في الخدمات اللوجستية التي ترافق كأس العالم. 

 

وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الاردنية أمجد العضايلة، قال في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة مساء الأحد، العلاقات الأردنية القطرية عادت لطبيعتها، وهناك تنسيق على المستوى السياسي والاقتصادي.

وتابع: "نتطلع لتطوير العلاقات الاقتصادية وتوفير الاستثمار وفرص العمل للأردنيين في قطر".

 

وبين أن "الأشقاء القطريين يظهرون اهتماماً بهذا الأمر". 

 

وأكد العضايلة أن البلدين يدعمان عملية السلام باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية، قائلا: "ونحن نؤمن بأن السلام هو الحل الوحيد الذي تقبل به الأجيال القادمة وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، مضيفا أن "قطر تدعم هذا التوجه الأردني".

 

اقرأ أيضا: أردنيون يذبحون جمالا ترحيبا بزيارة أمير قطر (شاهد)

 

وعن الأزمة الخليجية قال العضايلة، "نأمل أن نتجاوز الأزمة الخليجية فالأمة العربية تمر بمرحلة صعبة جدا ونحتاج لوحدة الموقف العربي بشكل عام للتصدي لكل ما يحيط بأمتنا". 

 

وأكد أن الأردن يؤيد التسوية السياسية في سوريا، ويؤيد الوحدة الشعبية وهو ما يلتقي مع موقف الشقيقة قطر. 

 

وشهدت العلاقات بين عمان والدوحة قفزة كبيرة في 2018، خاصة بعد عودة تبادل السفراء بين البلدين منتصف العام الماضي، وتقديم قطر مساعدات للمملكة بقيمة 500 مليون دولار، وعيّن الأردن، في 16 تموز/ يوليو 2018 سفيرًا جديدًا له بقطر، في خطوة باتجاه عودة العلاقات إلى طبيعتها، بعد عامين من سحب السفير الأردني في 2017 تضامنا مع دول الحصار. 

 

واعتبر وزير الثقافة، وزير التنمية السياسية الأسبق صبري ربيحات، في حديث لـ"عربي21"، أن "الزيارة خطوة لتأسيس علاقات مستقبلية أفضل وأمتن مع قطر، وتعبر عن حدود دنيا من الاتفاق على الثوابت العربية". 

 

وتابع: "تكتسب الزيارة أهمية خاصة بالنسبة للبلدين فهما متفقان على مشروعية الحقوق العربية وأهمية التقارب العربي الإسلامي من أجل القضايا الخاصة بفلسطين واللاجئين والقدس، كما تدعم قطر بوضوح الوصاية الهاشمية على القدس".

 

وشدد أنه "لا يرى أي من البلدين الخطورة التي تراها الأنظمة الأخرى لجماعة الإخوان المسلمين".

 

ودعا ربيحات الأردن إلى فتح خطوط متوازنة مع الجميع بعيدا عن سياسية المحاور.

 

ويقول ربيحات إن "زيارة الأردن ودول عربية أخرى تخدم قطر أيضا في تحركها بحرية رغم الحصار، وحلحلة الواقع القطري مع قرب مونديال كأس العالم في 2022". 

 

ورأى أن الزيارة حرّكت أجواء السكون التي سادت السياسة الخارجية الأردنية، فقد أعلنت دول خليجية قبيل الزيارة مثل السعودية والكويت عزمها على دعم الأردن.

 

وكانت مصادر أردنية نقلت لـ"عربي21" أن الزيارة "ستتضمن شقا اقتصاديا وآخر سياسيا، وكما نقلت مصادر أردنية قطرية ستقوم قطر برفع استثماراتها في المملكة والتي تبلغ 1.5 مليار دولار، بعد أن قدمت في 2018 دعما للأردن بقيمة 500 مليون دولار، عبارة عن استثمارات في مشروعات سياحية، والبنى التحتية، إلى جانب 10 آلاف فرصة عمل، إلا أن لقاء القمة المرتقب ستقوم قطر برفع تلك الاستثمارات وعدد الوظائف المقدمة للأردنيين".

 

وتعليقا على الزيارة، يقول المحلل السياسي، منذر الحوارات لـ"عربي21"، إن "كلا البلدين ينظر من زاويته إلى فرص قد تولدها هذه الزيارة، فالأردن الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة نتيجة زيادة نسب الدين العام، والعجز المزمن في ماليته العامة وتفاقم نسب الفقر والبطالة، فهو لأجل ذلك يبحث عن تنويع مصادر الدعم، خصوصاً ان دول الخليج العربي الاخرى خفضت حجم المساعدات وحولت الجزء الاكبر منها الى مشاريع بدل من السيولة النقدية المباشرة". 

 

أما قطريا يقول "الأمر يتعلق بسياسة حددت معالم ومستقبل الدولة هناك وفق اعتبارات تضمن دوراً في الاقليم يتجاوز المساحة وعدد السكان معتمداً على سياسة ناعمة تمد أواصر علاقات ثقافية وتواصل لا ينقطع مع النخب الاجتماعية والسياسية لبلدان مختلفة من خلال الإعلام والمنتديات والمؤتمرات لمراكز البحوث، إضافة إلى المساعدات الاقتصادية والدعم الإنساني، وقد كان للنخب الاردنية مساحة واسعة من هذا الفضاء مما عزز إمكانية الاستثمار القطري لهذا العنصر الهام". 

 

يشار إلى أن الأردن تأثرت اقتصاديا من حصار قطر، فحسب تقرير حالة البلاد 2019 الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الشهر الحالي، فإن "الاقتصاد الأردني، تأثر سلبا خلال أزمة مجلس التعاون الخليجي ومقاطعة قطر، إذ تراجعت الصادرات الأردنية التي كانت تصل الى قطر برا بنسبة تناهز 75 بالمئة.

 

وأظهر التقرير تراجع صادرات الأردن لقطر بسبب الحصار الخليجي في 2017، اذ يصدّر الأردن سنوياً إلى قطَر منتجات نباتية من الخضراوات والفواكه بقيمة 80 مليون دولار، وأجهزة كهربائية بقيمة 21 مليون دولار، ومواد كيمياوية بقيمة 15 مليون دولار، ومنتجات حيوانية بقيمة 10 ملايين دولار. 

 

اقرأ أيضا: ملك الأردن يستقبل أمير قطر وقمة ثنائية (شاهد)

التعليقات (0)