حول العالم

كيف تساعد طفلك على التركيز على الواجبات المدرسية

من الأفضل أن تطبق ما تنصح به أطفالك، لأنهم في النهاية سوف يقومون بتقليدك في كل ما تفعله
من الأفضل أن تطبق ما تنصح به أطفالك، لأنهم في النهاية سوف يقومون بتقليدك في كل ما تفعله

توصلت مجموعة من علماء النفس الأمريكيين في دراسة نشرت مؤخرا، إلى أن الثناء والمديح له تأثيرات إيجابية على مستوى التركيز لدى الأطفال. وتشير التقديرات إلى أن هذا النوع من التفاعل يمكن أن يعزز الحضور الذهني بنسبة 30 بالمائة.

ويقول موقع "أف.بي.ري" الروسي في تقرير ترجمته "عربي21"، إن هذه الفرضية ربما لا تزال تحتاج إلى المزيد من الدراسة من أجل تأكيدها، ولكن بات من الواضح من خلال التجارب أن الطريقة التقليدية المتمثلة في التخويف من الحصول على علامات سيئة في الامتحان لم تعد تجدي نفعا.

التركيز والانتباه لدى الأطفال في الحضانة والمدرسة


يقول الموقع إن جعل الأطفال ينتبهون إلى ما يتم تعليمه لهم هو أمر في غاية الصعوبة، والآن بسبب التطور التكنولوجي وأجهزة الهواتف وكثرة الشاشات أمامهم، باتت هذه المهمة شبه مستحيلة.

وعلى سبيل المثال فإن دراسة أجريت في جامعة واشنطن توصلت إلى وجود رابط بين متابعة البرامج التليفزيونية وضعف التركيز. وقد تبين أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشة التلفاز كلما أصبح تركيزهم أضعف. فكيف يمكن مساعدة الطفل على تجاوز هذا الإشكال وتعزيز انتباهه وقدرته على المتابعة؟

أساليب الرعاية في المنزل


يمثل الثناء والتوبيخ ثنائيتان تستخدمان بشكل يومي من قبل الأبوين والمدرّسين. ولكن لطالما كان هنالك خلاف بيداغوجي حول الطريقة الأفضل والأكثر تأثيرا على الطفل في هذه المرحلة.

ويعتقد بعض الخبراء أن عدد مرات الثناء يجب أن تكون خمسة في مقابل كل مرة يتم فيها توبيخ الطفل، فيما يعتبر آخرون أن النسبة يجب أن تكون ثلاثة في مقابل واحد. ولكن الشيء الواضح، أن التعزيز الإيجابي يجب أن يكون أكثر من ردود الفعل السلبية.

كما توصل باحثون أمريكيون أن الثناء والمديح يحدثان تأثيرا إيجابيا في مستوى تركيز الأطفال في المدرسة الابتدائية. حيث يقول هذا الفريق الذي تقوده عالمة النفس باولا كالداريل، في مقال نشر في مجلة علم النفس التربوي، إن المديح يعزز الحضور الذهني بنسبة 30 بالمائة.

دراسات معمقة في المدارس الابتدائية الأمريكية


في هذه الدراسة، قامت مجموعة علماء النفس بمراقبة 151 طفلت يرتادون 19 مدرسة ابتدائية في أنحاء الولايات المتحدة. ولتكون النتائج أكثر موثوقية، قام علماء النفس بتشكيل فريقين، وقد طلب من النصف الأول من المدرسين استخدام طرق التعزيز الإيجابي والثناء والدعم النفسي خلال المراحل التي يعاني فيها الأطفال من صعوبة أو توتر. أما في الفريق الثاني فقد طلب من المدرسين التركيز أكثر على أخطاء الأطفال عوضا عن نجاحاتهم وجهودهم المبذولة. وقام الباحثون باحتساب الملاحظات الإيجابية والسلبية التي يتم تقديمها، وقارنوا ذلك بمستوى التركيز لدى الأطفال.

وبحسب النتائج فإن الصورة باتت واضحة جدا، إذ أنه كلما حصل الطفل على مزيد الثناء والتعزيز الإيجابي، كلما طالت فترة تركيزه ومثابرته في التمرين أو النشاط الذي يقوم به.

طرق أخرى إضافية لمساعدة طفلك


إذا كان لديك أطفال وتريد مساعدهم، إليك هذه النصائح والمعلومات البسيطة:

- من الأفضل أن تطبق ما تنصح به أطفالك، لأنهم في النهاية سوف يقومون بتقليدك في كل ما تفعله، وإذا كنت تريد منهم التقليل من مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، فيجب أن تكون أنت القدوة.

- يجب عليك منح أطفالك المزيد من الانتباه، وإذا أظهر طفلك القدرة على التركيز على تمرين إلى حين الانتهاء منه وحلّه، فيجب عليك أنت أيضا أن تتابعه وتركز عليه وتقدم له الثناء والتشجيع خلال كافة المراحل.

-  ينصح الخبراء بالتحدث مع الطفل حول مضاعفات ونتائج كل تصرف يقوم به، حيث أن تأخير  إنجاز الأعمال مثلا يؤدي لتكديسها وحدوث المشاكل، وفي المقابل فإن تنظيم المهام اليومية يساعد على النجاح. هذه من النقاط الأساسية التي يجب شرحها للطفل، حتى يفهم منذ وقت مبكر خطورة سلوك المماطلة وتأجيل عمل اليوم إلى الغد.

- يجب تعليم الطفل كيفية التنظيم الذاتي، ومساعدته على وضع أهداف معقولة وقابلة للتحقيق، وتقسيمها إلى مراحل وأجزاء صغيرة، من أجل الحفاظ على التحفيز والحماس.

- ساعد أطفالك على تناول الغذاء الصحي، حيث أن التوتر ونقص العناصر الغذائية في الجسم أو تدهور جودة النوم كلها عوامل تؤثر سلبا على التركيز. كما أن ضعف الانتباه لدى الطفل قد يخفي وراءه مشاكل عصبية أو طبية.

- يجب أيضا على الأب والأم أن يبحثوا عن وجود أسباب أخرى أكثر خطورة قد تكون وراء ضعف تركيز الطفل، إذ أن هذا المشكل قد يكون في بعض الأحيان علامة على أنه يتعرض للتنمر والمضايقة في المدرسة أو الشارع، أو علاقته سيئة بأقرانه.

وفي الختام قال الموقع إن هذه الدراسات لم تكشف عن شيء جديد كليا، ولكنها تؤكد مرة أخرى على أهمية المديح والكلام الإيجابي الموجه للطفل في سن الدراسة، عوضا عن التوبيخ والتخويف.

0
التعليقات (0)