صحافة دولية

الغارديان: بريطانيا تشجع شركة "متهمة" بانتهاك حقوق الإيغور

الغارديان: قرار استقبال "هايكفيجن" قد يتسبب بتوتر بين بريطانيا وأمريكا- جيتي
الغارديان: قرار استقبال "هايكفيجن" قد يتسبب بتوتر بين بريطانيا وأمريكا- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافيين ستيفيني كيرتشغيسنر ودان صباغ، يقولان فيه إن الحكومة البريطانية تشجع شركة مراقبة صينية وضعت على القوائم السوداء في أمريكا بسبب اتهامها بالقيام بانتهاك حقوق الأقلية الإيغورية المسلمة. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزارة الداخلية وافقت على السماح لـ"هايكفيجن"، التي توفر أجهزة المراقبة، وتنشط في إقليم سنجان غربي الصين، بحضور معرض تجاري يتعلق بالأمن والشرطة، تقيمه في مدينة فارنبرة في آذار/ مارس.

 

ويلفت الكاتبان إلى أن عضو برلمان محافظا دعا الحكومة لأن تراجع دعوتها للشركة، التي تأتي بعد أشهر من اتهام إدارة ترامب لشركة "هايكفيجن" بالمساعدة في استخدام "تكنولوجيا مراقبة متقدمة ضد الإيغور".

 

وتذكر الصحيفة أن شركة "هايكفيجن" كانت واحدة من تسع شركات من المنتظر حضورها للمعرض، متهمة بأنها تهدد حقوق الإنسان، بحسب تحليل لأكثر من 300 شركة مدرجة للحضور، الذي تم إجراؤه من شركة أبحاث الإنترنت Top10VPN، وتمت مشاركته مع "الغارديان".

 

وينقل التقرير عن عضو البرلمان المحافظ بوب سيلي، قوله إنه يأمل أن تعيد وزارة الداخلية النظر في دعوتها، وأضاف: "نحتاج إلى التوقف عن التجاوز الأخلاقي عندما يتعلق الأمر بالصين والتكنولوجيا المتقدمة، إن كنا نريد ادعاء أن هناك قيما ومعايير خاصة بالمملكة المتحدة فإننا نحتاج على الأقل أن نبدو ثابتين على مبادئنا".

 

وينوه الكاتبان إلى أن "الغارديان" نشرت الأسبوع الماضي تقريرا يفيد بأن الحكومة البريطانية ستستضيف مجموعة NSO في المعرض التجاري، لافتين إلى أن هناك تقارير تشير إلى أن تكنولوجيا القرصنة التي تنتجها هذه الشركة الإسرائيلية تستخدم لاستهداف الصحافيين والأكاديميين وناشطي حقوق الإنسان، في الوقت الذي تنكر فيه شركة NSO هذه التهم، وتقول بأن زبائنها يستخدمون التكنولوجيا لمكافحة الجريمة والإرهاب.

 

وتقول الصحيفة إن قرار استقبال "هايكفيجن" قد يتسبب بتوتر بين المملكة المتحدة وأمريكا، بعد أسابيع قليلة من موافقة حكومة بوريس جونسون على خطة تسمح لشركة الاتصالات الصينية المثيرة للجدل "هواوي"، بإمداد المملكة المتحدة بأجهزة الجيل الخامس، مشيرة إلى أن أمريكا قد ضغطت بشكل كبير ضد الاتفاق، الذي قالت إنه يشكل خطرا أمنيا.

 

ويستدرك التقرير بأنه مع أن المملكة سعت للتعامل مع الاحتجاج من خلال تحديد مشاركة "هواوي" في السوق الجديدة بـ35%، إلا أن الصفقة أزعجت البيت الأبيض، فقال نائب الرئيس مايك بنس إنها قد تعيق اتفاقية التجارة بين أمريكا والمملكة المتحدة.

 

ويشير الكاتبان إلى أن معرض فارنبرة سيقام في الفترة ما بين 3-5 أيار/ مارس، لافتين إلى قول وزارة الداخلية بأن المعرض سيسمح للمملكة المتحدة بأن تعمق "تحالفاتنا الأمنية حول العالم، وحتى يفهم شركاؤنا الدوليون ويسمعون العمل الذي نقوم به للحفاظ على بلدنا آمنا".

 

وتذكر الصحيفة أن وزارة الداخلية لم ترد على المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان التي تمت إثارتها، لكنها قالت إن المملكة المتحدة تقوم بضبط صارم للأسلحة، وأضافت: "ستعمل الحكومة كل ما في وسعها لإبقاء الشعب البريطاني والمصالح البريطانية آمنة في المملكة المتحدة وفي الخارج".

 

ويلفت التقرير إلى أن مجلس الأمن القومي الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية لم يردا على طلب للتعليق على الموضوع، مشيرا إلى قول أحد خبراء التجارة في واشنطن بأن التحرك البريطاني لدعوة "هايكفيجن" -ولتشجيع استخدامها من البلدان الأخرى- سيعقد الأمور بشكل أكبر مع إدارة ترامب، التي تخشى أن تستخدم تكنولوجيا الشركة للتجسس على الحلفاء.

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت، في تشرين الأول/ أكتوبر، بأن "هايكفيجن" كانت واحدة من 28 كيانا حددت بأنها تعمل "عكس مصالح السياسة الأمريكية"، ووضعتها على "قائمة الكيانات"، التي تضع صادرات الشركة تحت الرقابة، بالإضافة إلى قيود أخرى.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)