فنون منوعة

مسرحية تتناول جوانب خفية بتاريخ بريطانيا مع تجارة الرقيق

ألغت بريطانيا نظام الرق في العام 1833- تويتر
ألغت بريطانيا نظام الرق في العام 1833- تويتر

كشفت كاتبة عن نيتها إقامة مسرحية تتناول جوانب خفية في تاريخ بريطانيا مع تجارة الرقيق، والتي صدر قانون رسمي بإلغائها عام 1833.

 

ونقلت شبكة "بي بي سي"، عن الكاتبة المسرحية جولييت غيلكس روميرو، قولها: "أكثر ما استفزني في الأمر هو أنني، بحكم عملي في المملكة المتحدة، قد ساهمت في دفع القرض الضخم رغم أنني حفيدة للعبيد الذين نُقلوا عبر الأطلسي"، مشيرة إلى أن أبويها جاءا إلى المملكة المتحدة من ترينيداد وبربادوس في الستينييات من القرن الماضي.

 

وقصة القرض الذي تحدثت عنه روميرو، هو ما حصلت عليه الحكومة من قروض كتكاليف تغطية إعتاق العبيد، والتي تعادل نحو 20 مليار جنيه استرليني، ولم تسدد كاملا سوى في العام 2015.

 

وتقول "بي بي سي"، إن "المثير للحيرة حقا هو أن ثمن الحرية قبضه مُلّاك الرقيق ولم يستفد منه الرقيق بأي شيء. وبعبارة أخرى، كان دافعو الضرائب في بريطانيا، حتى عام 2015، يسددون أقساط الديون التي تكبدتها الحكومة لتعويض مُلاك الرقيق البريطانيين عن ممتلكاتهم المهدرة".

 

وبحسب سجلات كشفت عنها الشبكة، فإن "أجداد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون والأديبين جورج أورويل وغراهام غرين استفادوا من هذه المبالغ، حتى أن رئيس الوزاء السابق ويليام غلادستون ساعد أباه في المطالبة بمبلغ 106,769 جنيها استرلينيا من الحكومة، ما يعادل الآن 83 مليون جنيه استرليني، مقابل إعتاق عائلة واحدة".


وأضافت أن "الأسوأ من ذلك، أنه بافتراض أن العبيد المعتوقين كانوا ملزمين بالعمل لفترة تتراوح بين ستة أعوام و12 عاما دون أجر، فإن أسيادهم كانوا يحصلون على التعويضات الباهظة ويستفيدون أيضا من العمالة المجانية".

 

روميرو قالت إن مسرحيتها التي تتناول جوانب خفية في هذه القضية، تحمل عنوان "السوط"، وستعرض الأسبوع الحالي على مسرح شركة "شكسبير الملكية" في لندن حاليا.

 

وتقول روميرو، إن هذه المسرحية تسلط الضوء على عدة جوانب من التاريخ. ورغم أنها لا تنكر صدمتها بسبب مساهمتها في دفع التعويضات، إلا أن روميرو تشيد أيضا بالقرار الصعب الذي اتخذته الحكومة في فترة تموج بالتقلبات والاضطرابات في تاريخ بريطانيا.


وأضافت أن "القرار الذي اتخذه البرلمان كان موضوعيا وعمليا. فقد أدرك البرلمان أن العبيد كانوا "ممتلكات"، ولا بد أن يعوضوا مُلّاكهم عن خسارتهم".

 

وبحسب "بي بي سي"، فإن "عدد العبيد الأفارقة الذين أرسلوا إلى المستعمرات البريطانية في البحر الكاريبي يقدر بنحو 2.3 مليون شخص. وعلى عكس تاريخ الولايات المتحدة مع العبودية، فإن تجارة العبيد البريطانية نادرا ما يُفصح عن حجمها الحقيقي. وذلك لأن تجارة العبيد الأمريكية كان مسرحها الولايات المتحدة، ومن ثم لا يزال إرثها ماثلا حتى الآن، في حين أن البحر الكاريبي، حيث تمركزت تجارة العبيد البريطانية، يبعد آلاف الأميال عن البريطانيين".


فيما تقول روميرو إن "نحو 30 مليون شخص نُقلوا من أفريقيا وبيعوا في سوق النخاسة في الأمريكتين وجزر الكاريبي، لكن أكثر الناس لا يعلمون أن خمسة في المئة من هؤلاء الرقيق نُقلوا إلى أمريكا، بينما بيع 55 في المئة منهم في المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية و35 في المئة بيعوا في جزر الهند الغربية البريطانية".

 

اقرأ أيضاالملكة إليزابيث تبيع إحدى شقق تملكها بروسيا

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم