أخبار ثقافية

ما سر اختيار جمال حمدان شخصية العام بمعرض الكتاب في القاهرة؟

يفتتح معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في شباط/ فبراير المقبل- جيتي
يفتتح معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في شباط/ فبراير المقبل- جيتي

اختارت وزارة الثقافة المصرية المفكر والجغرافي الراحل جمال حمدان، شخصية العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020.

 

وأثار قرار الوزارة جدلا لما لحمدان من آراء عديدة تتحدث عن الحكم العسكري ومساوئه، وعن الانقلابات العسكرية والدكتاتوريات وآثارها على الشعب المصري، وعن إسرائيل والصهيونية العالمية.

واختارت الدورة الـ51 للمعرض والذي يبدأ الأربعاء 22 كانون الثاني/ يناير الجاري حتى 4 شباط/ فبراير المقبل، الجغرافي المصري صاحب الـ39 كتابا والـ79 بحثا علميا ومقالة، أشهرها كتاب "شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان"، والذي طالما دافع عن تاريخ مصر والإسلام وحارب فكرة الصهيوينة في وقت تشهد فيه علاقات الدولة المصرية مع الكيان الصهيوني أزهى عصورها.

ويعتبر "اليهود أنتروبولوجيا" عام 1967، أهم كتبه التي أكد فيها بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين ليسوا أحفاد العبرانيين الذين خرجوا من فلسطين، قبل الميلاد.

ومن أشهر مقولاته عن الجيش المصري عبر التاريخ: "بقدر ما كانت مصر تقليديا ومن البداية إلى النهاية شعبا غير محارب في الخارج كانت مجتمعا مدنيا يحكمه العسكريون كأمر معتاد في الداخل. وبالتالي كانت وظيفة الجيش هي الحكم أكثر من الحرب، ووظيفة الشعب هي التبعية أكثر من الحكم".

وقال أيضا: "وفي ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب: كثيرا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الأخطار الخارجية والغزو بالحل السياسي، وأخطار الحكم الداخلية بالحل العسكري؛ أي أنه كان يمارس الحل السياسي مع الأعداء والغزاة في الخارج والحل العسكري مع الشعب في الداخل، فكانت دولة الطغيان بوجه عام استسلامية أمام الغزاة، بوليسية على الشعب".

 

وعن الانقلابات العسكرية قال: "من المحزن أو المضحك أن كثيرا من أصحاب وصانعي الانقلابات العسكرية الطفيلية في مصر يصر إصرارا واستكبارا (أو غفلة واستهتارا) على أن ينعتها بالثورة، الثورة الشعبية وإلا فلا؛ كل انقلاب عند أصحابه هو ثورة".

وقال ناشطون إن من أشهر كلمات حمدان في وصف النظام العسكري، قوله "الطغيان والاستبداد الغاشم هو للأسف حقيقة واقعة في مصر منذ بدايتها إلى اليوم، مهما تبدلت أو تعصّرت الواجهات والشكليات. فالنظام الحاكم في مصر يرفع شعار محاربة العنف ويصفه زورا وبهتانا بالإرهاب البشع".

وقال: "معظم سلبيات وعيوب الشخصية المصرية تعود أساسا وفي الدرجة الأولى إلى القهر السياسي الذي تعرضت له ببشاعة وشناعة من حكامها عبر التاريخ".

وأيضا: "كانت مصر هي أبدا حاكمها، وحاكمها هو عادة أكبر أعدائها، وأحيانا شر أبنائها، والذي يتصرف على أنه صاحب مصر، ولي النعم، أو الوصي على الشعب القاصر الذي هو عبيد إحساناته".

وولد حمدان، 24 شباط/ فبراير 1928، بقرية ناي بالقليوبية شمال القاهرة، ودرس الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان السادس بالعالم الذي يعد الدكتوراة عن "فلسفة الجغرافيا"، عام 1953، وبدأ نشر موسوعة "شخصية مصر" عام 1967، ومازالت طريقة وفاته في نيسان/ أبريل 1993، واختفاء مسودات كتبه لغزا محيرا حتى الآن.


 


"عقلية العسكري.. وحمدان"
وحول سر اختيار حمدان كشخصية العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب رغم ما قدمه من أفكار حارب فيها النظم العسكرية والانقلابات والدكتاتورية والصهيونية، يرى الأديب والكاتب المصري مسعود حامد، أن "النظام العسكري منذ نشأته لا يعبأ بالخطاب الثقافي".

حامد، أشار بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، مثلا عارض تواجد الفيلم الإسرائيلي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حتى مات".

وأكد أن "غالبية الأعمال الفنية والثقافية مهما كانت رمزيتها بعيدة تماما عن عقلية العسكري الذي فقط يضع موظفين للمراقبة".

وأضاف الكاتب المصري، أنه "قد لا يعلم العسس عن كتابات حمدان شيئا"، مؤكدا أنه "لا يوجد الآن صف قوي من مثقفي السلطة حول السيسي، يتفهم رمزية تكريم حمدان".

وجزم بأن "النظام البوليسي استبدل كل قوة ناعمة لمصر ووضع أمامها القوة الخشنة والإملاءات".

ويعتقد حامد، أن "هذه النسخة من معرض الكتاب لا ينتظر منها أي تنوير حقيقي؛ ذلك أن مستوى القمع والتهميش لم يسبق له مثيل".

وختم بقوله إن "تلاميذ حمدان، وأبناءه الحقيقيون خلف الأسوار بسجون العسس، ولا يتحسس السيسي مسدسه إن سمع جمال حمدان ومن على شاكلته، لأن نظامه يطلق عليهم النار تلقائيا".

"ذر للرماد"
من جانبه يرى نائب مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي، أن تكريم حمدان بمعرض الكتاب "ليس سوى ذرا للرماد في العيون".

وتساءل بحديثه لـ"عربي21": "هل تعتقد أن الكثيرين في مصر يعرفون أو قرأوا كتابا واحدا من كتب حمدان؟"، مجيبا بقوله: "أظن أنهم أصبحوا قلة قليلة، وبالتالي، لا مانع من ذر الرماد في عيون الباقين".

وتابع تساؤلاته: "هل اختيار حمدان يتضمن إتاحة كتبه ومؤلفاته بأسعار في متناول البسطاء؟، وهل يتضمن الاختيار عقد ندوات عن حمدان؟، مجيبا بقوله: "لا أظن".

وفي رده على التساؤل: هل يغضب ذلك التكريم إسرائيل التي يحرص نظام السيسي على إرضائها، ويعد حمدان أحد من كشفوا زيف عقيدة كيانها؟، قال الشرقاوي: "إسرائيل في أفضل أوضاعها على الإطلاق فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر".

وختم بقوله إن "القرار نوع من التوازن داخل دوائر النظام خصوصا بعد وصول الغاز الصهيوني لمصر والذي لم تخرج ضده مظاهرة واحدة في عموم البلاد بطولها وعرضها".

ماذا لو كان حيا؟
ذلك الاختيار أثار تعجب الناشط السياسي، سمير عليش، الذي توقع أن يكون مكان حمدان هو السجن لو كان حيا.

 



 
كما دفع اختيار حمدان، بعض الصحفيين للمطالبة بفتح ملف وفاة المفكر المصري.




 

1
التعليقات (1)
morad alamdar
الثلاثاء، 21-01-2020 09:17 ص
ذهب مع الريح هي روية للكاتبة الأمريكية ^^ مارغريت ميتشل ^^ أصدرت عام 1936 عن الكتاب : نضع بين يدي القاريء في هذه الرواية ^^ ذهب مع الريح ^^ رائعة خالدة من روائع الأدب العالمي هذه الملحمة التاريخية و التي تحكي قصة حب و ضياع ، و تحكي أيضاً قصة هذه الساحرة العنيدة أوهارا ، و هذه الأم التي تجرأت بشكل مميت ، و هذا الشعب الذي تغيرت جميع مفاهيمه و معتقذاته التي تربى و نشأ عليها إلى الأبد الأبدين ، و هذا الفارس بتلر المتميز بالثراء و الأناقة و هذه القدرة الإبداعية التي يتميز بها المؤلف في تصوير ما يدور في اخلاد الشخصيات من صراعات نفسية و مشاعر و تناقضات .