صحافة دولية

التايمز: جلاء القوات الأمريكية عن العراق هدية لسليماني بقبره

التايمز: على العراق ابتلاع غضبه والتفكير مرة ثانية في قراره طرد القوات الأمريكية والبريطانية- جيتي
التايمز: على العراق ابتلاع غضبه والتفكير مرة ثانية في قراره طرد القوات الأمريكية والبريطانية- جيتي

قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الخروج من بغداد"، إن على العراق أن يبتلع غضبه ويفكر مرة ثانية في قراره طرد القوات الأمريكية والبريطانية؛ لأن وجودهما هو قوة لبلد ضعيف. 

 

وجاء تعليق الصحيفة بعد قرار البرلمان العراقي يوم الأحد، بطرد القوات الأمريكية في أعقاب قتل الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبا مهدي المهندس خارج مطار بغداد الدولي يوم الجمعة. 

 

وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، بالقول إن "غضب العراقيين على الوجود العسكري الغربي في بلادهم يمتد منذ أشهر إلى الشوارع، وبعد مقتل سليماني فمن المتوقع أن يزيد الضغط على القوات الأمريكية والبريطانية لحزم أمتعتهم والرحيل". 

 

وترى الافتتاحية أن الغضب العراقي على القوات البريطانية والأمريكية نابع في جزء منه من الحكومة العراقية ورعاتها الإيرانيين، مشيرة إلى أن هناك غضبا حقيقيا لدى العراقيين على قتل سليماني، من خلال صاروخ هيلفاير في العراق، الأمر الذي يعد خرقا للسيادة الدولية. 

 

وتحذر الصحيفة في هذه الحالة من خروج متعجل للقوات الغربية، قائلة إنه "لن يكون فقط غير جيد للمواطنين العراقيين، بل إن الخروج سيعطي سليماني نصر ما بعد الموت، ويمنح إيران مفتاح السيطرة الكاملة لطهران والحرس الثوري وأتباعهما المخلصين، ولن يكون الخروج المهين للقوات الأمريكية وحلفائها جيدا للمعركة ضد تنظيم الدولة، فلا تزال جمرات الجماعات الإرهابية تتوهج في جيوب من البلد". 

 

وتقول الافتتاحية إن "الجيش العراقي، الذي شارك في تدريبه حوالي 400 مدرب بريطاني، لا يقارن اليوم بالجيش وقت انسحابه المهين من الموصل عام 2014، لكنه لا يزال يعاني من مشكلات لتأكيد سلطته، وسيجد النقاد لحكومة عادل عبد المهدي والحركة الاحتجاجية على سوء الإدارة، أنفسهم تحت رحمة عادل عبد المهدي وداعميه في إيران". 

 

وتشير الصحيفة إلى أن "التوسع الإيراني في المنطقة هو في جزء منه لحماية الأقليات الشيعية، وفي جوهره، كانت مهمة سليماني هي خلق ممر إلى البحر المتوسط، لخلق الإمبراطورية الفارسية، ويعد إخضاع العراق، الذي خاض في ظل صدام حسين حربا دموية انتصر فيها، هو حجر الأساس في هذا المشروع".

 

وترى الصحيفة أن "عدم مبالاة الغرب يمكن أن يسمح لإيران بالمضي قدما في مشروعها الهادف لزعزعة استقرار المنطقة، وإخضاع الدولة الوطنية، لهذا فإن المشاركة الغربية تمنع من تحول العراق إلى ساحة خلفية للنشاطات الإيرانية". 

 

وتجد الافتتاحية أن "ظهور تنظيم الدولة عزز من أهمية العراق الجيوسياسية، وأصبح جزءا من التحالف الدولي الذي جمعته الولايات المتحدة لقتال التنظيم، وتم تعزيز أمنه من خلال عملية الإرادة الصلبة التي تقودها الولايات المتحدة، وتعد بريطانيا جزءا مهما في هذا التحالف". 

 

وتنوه الصحيفة إلى وقوف أقوى الدول في العالم وتعبئتها نيابة عن العراق، الذي حصل على قرض من صندوق النقد الدولي بـ5.4 مليار دولار، وتعهد بـ30 مليار دولار للمساعدة في عمليات إعادة الإعمار. 

 

وتعتقد الافتتاحية أن "إخراج الأعداد الصغيرة لكن وجودها رمزي (الولايات المتحدة لديها 5 آلاف جندي) سيؤدي إلى إضعاف البلد، ويرى المحللون أن القراصنة الإيرانيين سيركزون على القواعد العسكرية والسفارة من أجل شل عملها". 

 

وتؤكد الصحيفة أن "العراقيين لا يحبون الولايات المتحدة التي يربطونها بأكثر الحروب دمارا، من عاصفة الصحراء لمنع صدام حسين من ضم الكويت عام 1990، إلى الغزو عام 2003، وسنوات من حرب التمرد، أما الدور البريطاني فيمتد منذ انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى والانتداب البريطاني وخلق المملكة الهاشمية من ولايات بغداد والبصرة والموصل". 

 

وتقول الافتتاحية إن "العراق لا يزال ممزقا والخروج المتعجل سيتركه في يد ثلاث قوى مشاكسة، وهي تركيا وإيران وروسيا". 

 

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هناك الكثير من الدعوات التي تدعم انسحاب القوات البريطانية والأمريكية من العراق، إلا أن الكثير من العراقيين يعترفون في أحاديثهم الخاصة بأهمية بقاء قوة عسكرية غربية صغيرة، ليس للتجسس على الجهاديين في البلد فحسب، لكن أيضا لمساعدة جيشه وتقويته لمواجهة تأثير طهران". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مصاصي البترول
الثلاثاء، 07-01-2020 02:42 م
لو كان هناك عدل و قانون دولي لا دفعت أمريكا تعويضات على جرائمها في العراق و أفغانستان و الصومال و ليبيا و فنزويلا و حتى إلى الهنود الحمر .. مجرمين و سفاحين