حقوق وحريات

عائلة فلسطيني معتقل بمصر تروي لـ"عربي21" تفاصيل اختفائه

سامح الجاروشة حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة "6 أكتوبر" بمصر- فيسبوك
سامح الجاروشة حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة "6 أكتوبر" بمصر- فيسبوك

بعد قرابة أربعة شهور من اختفائه بمصر، فاض الكيل بعائلة الطالب الفلسطيني، سامح الجاروشة، من سكان مدينة غزة، لتعلن عن اعتقال نجلها من قبل السلطات المصرية، مناشدة بضرورة الإفراج عنه.

وخلال حديث أحمد الجاروشة، شقيق سامح، لـ"عربي21" أوضح أن "شقيقه تعرض للاعتقال في الـ29 من آب/أغسطس الماضي خلال تواجده في الأراضي المصرية بهدف الدراسة"، منوها إلى أنه بعد استنفاد كافة المناشدات والوساطات للإفراج عن شقيقه اضطر للحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب أحمد عبر صفحته بـ"فيسبوك"، بعض تفاصيل الحادثة التي "أقضت مضاجع عائلته وأصابتهم بالهم"، على حد وصفه، موضحا بأن شقيقه سامح مفقود في مصر منذ نهاية شهر آب/أغسطس الماضي حيث سافر إلى هناك قبل اختفائه بتسعة أيام من أجل تقديم امتحان لغة "OET" الذي كان مقررا في الـ31 من ذات الشهر.

وفي ذات المنشور، ذكر أحمد أن "أخاه حاصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة "6 أكتوبر" بمصر بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ثم بدأ سنة الامتياز في مستشفى القصر العيني وأكملها في مستشفيات غزة".

وأوضح أن "سامح سافر إلى مصر بعدما تم قبوله لإجراء الامتحان، وكان قد حصل على الترتيب الثالث في قائمة المقبولين بالزمالة المصرية دفعة يوليو 2019 لغير المصريين".

 



تفاصيل الاعتقال

وحول تفاصيل اختفاء الطالب الفلسطيني في مصر، أفاد أحمد لـ"عربي21" أن "أخاه سامح وبعد دخوله للأراضي المصرية من معبر رفح قطن في شقة سكنية بمنطقة المنيل بالقاهرة برفقة صديقه طالب الطب، محمد العقاد (من سكان مدينة خانيونس بقطاع غزة)، وأثناء خروجهما من الشقة لإجراء معاملة روتينية أوقفتهم سيارة مدنية وسألوا عن سامح وقالوا له معك الأمن الوطني (أمن الدولة المصري) تفضل معنا".

وتابع: "بعد مرور يوم على اختفاء سامح، أبلغنا صديقه محمد العقاد بالحادثة، وأكد أنهم أخذوه دون بلاغ رسمي، كما لم يوجهوا له أي تهمة".

وبعد معرفتهم بالحادثة، أوضح أحمد أنهم تواصلوا مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة ومع مكاتب قيادات بحركتي حماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة ومع منظمات حقوقية، لكن "هذه الاتصالات  كانت مليئة بالوعود دون تحقيق شيء على أرض الواقع".

وأردف قائلا: "بعد أسبوعين من اختفاء سامح ذهبت قوات الأمن المصري إلى الشقة التي كان يسكنها سامح برفقة صديقه محمد العقاد، وقاموا بسؤال العقاد عن سامح وتفتيش الشقة بشكل كامل"، مكملا أنه "وبعد حادثة التفتيش بأسبوعين أعادوا اقتحام الشقة واعتقلوا الطالب العقاد"، والذي لا يزال معتقلا إلى الآن.

الوقت يمضي سدى

 

وأوضح أحمد الجاروشة أنه ومع استمرار نفاذ الوقت وعدم تلقيهم لرد إيجابي من قبل السفارة والفصائل والمنظمات الحقوقية "قام والدي بالسفر إلى مصر وسأل بنفسه لدى المعتقلات التابعة لكافة الأجهزة الأمنية المصرية".

وتابع: "أثناء تواجد والدي بمصر تلقى خبرا من جهات أمنية بأنه تم توقيع سامح على قرار بترحيله إلى قطاع غزة في الخامس تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وبناء عليه عاد والدي إلى القطاع، لكننا تفاجأنا بأنه لم يتم الإفراج عن سامح حتى الآن".

وذكر أنه خلال اتصال العائلة بالقيادي في حركة حماس، روحي مشتهى، أخبرهم بأنه "ناقش الموضوع مع المخابرات المصرية والتي أفادت بأن سامح عليه قضية لدى الأمن الوطني".

وفي آخر اتصالاتهم بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة طلبت منهم "توكيل محام لمتابعة قضية سامح" وفق ما أفاد به أحمد الجاروشة، الذي قال إن "سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح أخبرهم بعمل ملف خاص بقضية سامح وسلمه للمخابرات المصرية".

وحاولت "عربي21" الاتصال بسفير فلسطين في القاهرة وبالسفارة الفلسطينية لتحصل على إفادة منهم حول تطورات قضية اعتقال سامح الجاروشة، إلا أنها لم تتلق أي إجابة من قبلهم.

وقال أحمد إن "عائلته وعقب حادثة الاعتقال تعاني من قلق ومخاوف كبيرة على صحة وحياة نجلها".

وأضاف: "سامح عقد قرانه قبل سفره إلى مصر، وسافر ليأخذ امتحان اللغة وليتمكن من السفر إلى ألمانيا ليكمل دراسته الجامعية كونه من الطلبة المتفوقين، والآن نحن وخطيبته نعاني بسبب عدم معرفة بمصيره".

ونفى الجاروشة أن يكون لشقيقه أي صلة بالتنظيمات والفصائل الفلسطينية، موضحا أن "سامح مكث في مصر قرابة السبع سنوات وأتم دراسة الطب، ولم يبدر منه أي إخلال بالأمن المصري أو تدخل في الأمور السياسية".

 




 


 

 

التعليقات (0)