ملفات وتقارير

2019 العام السادس لعملية جيش مصر بسيناء.. متى تحقق هدفها؟

نفذ تنظيم ولاية سيناء 228 عملية خلال 2019- جيتي
نفذ تنظيم ولاية سيناء 228 عملية خلال 2019- جيتي

أثار تواصل العمليات العسكرية في شبه جزيرة سيناء، للعام السادس على التوالي منذ 2013، دون أفق أو زمن محدد لانتهائها، تساؤلات حول استمرارها رغم الوعود الرسمية بقرب ذلك، وعودة الحياة إلى طبيعتها.


وتوقع خبراء ومحللون في الشأن السيناوي والجماعات المسلحة لـ"عربي21" استمرار العمليات العسكرية والمسلحة على حد سواء في ظل غموض أسباب عدم قدرة الجيش المصري على تدمير تلك الجماعات، على الرغم من تراجع قدراتها الهجومية.


ورغم مزاعم القضاء على بؤر الإرهاب، وتجمعات المسلحين لا تزال سيناء خارج التغطية الإعلامية، ولا يسمح بالتصوير فيها، ولا يزال أهلها محاصرين، بين القوات العسكرية من جهة، والعناصر المسلحة من جهة أخرى.

 

اقرأ أيضا: عودة استهداف جيش مصر بسيناء يثير تساؤلات.. من يقف وراءها؟


في تشرين الثاني/ نوفمبر2017 أمهل رئيس سلطة الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، قادة الجيش والشرطة، ثلاثة أشهر للقضاء على الإرهاب، باستخدام "القوة الغاشمة"، بعد أيام من سقوط 311 قتيلا وعشرات الجرحى في هجوم مسلح استهدف مسجد "الروضة" في مدينة بئر العبد.

حصيلة العمليات بسيناء

 

 وأطلقت السلطات المصرية ثلاث عمليات عسكرية منذ أيلول/ سبتمبر 2013، تلتها عملية ثانية في أيلول/ سبتمبر 2015 حملت اسم "حق الشهيد"، ثم العملية الشاملة سيناء 2018 في شباط/ فبراير من نفس العام والمستمرة  إلى الآن.

 

ووقعت عمليتان مسلحتان ضد قوات الأمن المصرية، في كانون الأول/ ديسمبر الجاري، الأولى بمنطقة الأحراش الحدودية في رفح، أسفرت عن تدمير مدرعة وإصابة 6 من طاقمها، والثانية بتدمير كمين أمني على ساحل قرية أبو شنار بمدينة رفح أدت إلى مقتل ضابط صف ومجند.

وبلغت حصيلة القتلى في صفوف المسلحين أكثر من 830 شخصا، ونحو 60 عسكريا منذ شباط/ فبراير 2018، حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفق بيانات الجيش المصري الرسمية.


وفي آيار/ مايو 2018، أثار تقرير هيومن رايتس ووتش، الذي اتهمت فيه قوات الأمن في سيناء بارتكاب "انتهاكات خطيرة"، غضب السلطات المصرية، ووصفته بأنه جاء "مغايرا للحقيقة".


واتهمت المنظمة قوات الجيش والشرطة المصرية، بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين ترقى بعضها إلى جرائم حرب، في حملتها الأمنية المستمرة في سيناء، مشيرة إلى عدم التمييز بين المدنيين والمسلحين ونسْف أية مساحة للنشاط السياسي السلمي أو المعارض.

سيناء وصفقة القرن

 

 الخبير بالشأن السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، أكد أنه "خلال عام 2019 تجلت ملامح المشروع الصهيوني في شمال سيناء، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية بدعوى محاربة الإرهاب، إضافة إلى سحق حقوق السيناويين وتهجيرهم".


وقال لـ"عربي21": "ترسخ تورط الجيش المصري في مستنقع سيناء، حيث دخلت العمليات المسلحة منطقة بئر العبد وتخطتها بعد أن كانت محصورة على الشريط الساحلي بين رفح والعريش، وهذا معناه أن الجيش فشل في مواجهة تنظيم ولاية سيناء والقضاء عليه، على الرغم من مشاركة الجانب الصهيوني بالجهد الاستخباراتي والقوات الجوية".

 

اقرأ أيضا: سيناء خارج التغطية.. أحداث كاشفة (31)


ويضيف: "كما تجلت ملامح المشروع الصهيوني الخاص بصفقة القرن؛ فظهرت مشروعات الأنفاق بزعم توصيل مياه النيل لسيناء في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من شح المياه، ومشروعات خاصة بالكهرباء وميناء بحري ومطار دولي بالعريش لجعل منطقة شمال شرق سيناء بديلا للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعاني من انفجار سكاني وبالتالي توجيهه للفناء الخلفي بمصر".

وبيًن الأخرسي أن جعل الحياة غير قابلة للاستمرار في شمال سيناء "واضح في تدهور الخدمات، فلا تزال هناك صعوبات في تبادل السلع والوقود والاتصالات، ولا يسمح للصحفيين بالدخول ولا للمنظمات الحقوقية بالوصول إليها، إلا لخدمة بعض الحملات الإعلامية الترويجية".

تراجعت ولم تنته

 

ويرى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد مولانا، أن نشاط الجماعات المسلحة في عام 2019 تراجع ولكنه لم ينته، قائلا: "خلال العام الأخير تراجع معدل العمليات المسلحة في سيناء بمعدل 65 بالمئة مقارنة بما كان الوضع عليه قبل 3 سنوات، حيث نفذ تنظيم ولاية سيناء 228 عملية فقط".


وفي حديثه لـ"عربي21" عزا مولانا استمرار نشاط التنظيم "إلى قدرته على التكيف مع الإجراءات الأمنية المضادة التي ضيقت على التنظيم وأحدثت تراجعا في زخم وقوة عملياته، ما يعني كذلك أن التنظيم مازال قادرا على شن هجمات".


وأوضح: "كما أنه خلال العام 2019 نفذ التنظيم العديد من العمليات في منطقة بئر العبد بوتيرة أكبر من السنوات السابقة، وبالتوازي مع ذلك أسفرت عمليات الجيش عن مقتل العديد من المدنيين في بئر العبد مثلما حدث في مجزرة تفاحة".


واختتم حديثه بالقول: "يمكن القول بأن قوة التنظيم تراجعت لكنه لم ينته".

0
التعليقات (0)