سياسة عربية

ما تأثير تقارب السودان والإمارات على العلاقة مع قطر وتركيا؟

رئيس الأركان الإماراتي خلال لقاء نظيره السوداني في الخرطوم- سونا
رئيس الأركان الإماراتي خلال لقاء نظيره السوداني في الخرطوم- سونا

دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى تعزيز التعاون العسكري بين بلاده ودولة الإمارات التي شدّد على أهمية التعاون المشترك معها.

وأشاد خلال لقائه، الأربعاء، رئيس الأركان الإماراتي حمد محمد ثاني الرميثي، بدور الإمارات قيادة وجيشا، واهتمامها بمصالح السودان، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

تأثير محدود

وتثير هذه الدعوة تساؤلات حول تأثير التقارب السوداني الإماراتي على علاقات الخرطوم مع قطر وتركيا، اللتين على خلاف مع أبو ظبي؟

يرى أستاذ العلوم السياسية السوداني أحمد علي عثمان بأن "التقارب الإماراتي السوداني، سيكون مؤثرا على المحور القطري التركي، لأن الأخير كان له علاقات جيدة جدا مع النظام السابق، ويُعتقد بأن العديد من القيادات العسكرية الموجودة في المجلس السيادي الآن، هم على ارتباطات وثيقة جدا بالمحور الإماراتي السعودي المصري"، وفقا لقوله.

وتابع عثمان في حديث لـ"عربي21": "لكن لا أجزم بأنه سيكون هناك تأثير قوي على علاقات السودان بقطر وتركيا، لأن الحكومة الحالية مشكلة من الثورة، ويدخل في تشكيلتها مجموعة من التكتلات، لكن لو كانت الحكومة فقط ممثلة بالمجلس العسكري، لكانت قطعت علاقاتها مع قطر وتركيا وستتجه اتجاه الحلف الإماراتي".

وأضاف: "أيضا توجه رئيس الحكومة عبد الله حمدوك بأنه يجب التركيز على مصالح السودان فقط بغض النظر عن التحالفات الإقليمية، من ثم نعم سيكون هناك تأثير، ولكنه محدود ولن يؤدي إلى قطع العلاقات مع قطر وتركيا".

علاقات متوازنة

من جهته يرى المحلل السياسي السوداني محمود جحا بأنه لم "يكن هناك تحالفات مع قطر أو تركيا بالمعنى الحرفي، مضيفا: "ودليل ذلك تغيير الوضع في السودان، بمعنى لو أنه كان هناك تحالف قوي مع تلك الدولتين، ما كان حدث التغيير الذي حصل في الحكم".

وأكد جحا في حديث لـ"عربي21": "بأنه نعم كان هناك علاقات مع الدوحة وأنقرة ولكنها ليست قوية، مضيفا: "السودان لديه علاقات مع جميع الأطراف، لكنها تتسم بالمرونة، بمعنى عندما أقامت الخرطوم علاقات مع قطر وتركيا، كانت تعلم بأن هناك معسكرا آخر وهو الإمارات والسعودية، وأيضا هناك معسكر ثالث وهو إيران".

وتابع: "والسودان دائما يتحرك بتحفظ، فالتجربة السودانية منذ لاءات الخرطوم الثلاث كانت دائما تتجه باتجاه الصلح، على سبيل المثال أجرت الخرطوم صلحا بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر عام 67 لوقف حرب اليمن".

وأشار إلى أن "التقارب بين العسكريين في السودان والإمارات لن يؤثر سلبا على علاقة الخرطوم بأنقرة والدوحة، ولكن زادت وتيرة العلاقات السودانية الإماراتية بمعدلات جيدة لصالح البلدين".

المرحلة الانتقالية


لكن يبقى السؤال الأهم هل يسعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، لإطالة مدة الفترة الانتقالية عبر التعاون العسكري مع أبو ظبي؟

المحلل السياسي أحمد علي عثمان عبر عن "اعتقاده بأن الحكومة الحالية لا ترغب في زيادة الفترة الانتقالية، مضيفا: "لكن أعتقد أن من يحدد مدتها مدى جاهزية معسكر الإمارات لخوض الانتخابات حتى لو كانت هزلية".

وتابع: "على سبيل المثال، استقبلت الإمارات كثيرا من الشباب الذين شاركوا في الثورة، وأعطتهم تعليمات للمرحلة القادمة، من ثم سيكون تأثير الإمارات في المرحلة القادمة، بحيث إذا رأت أنه يجب إطالة مدتها، ستطول لأن الوثيقة الدستورية مرنة".

وأردف: "أيضا إذا رأت الإمارات بأن مناصريها جاهزون للانتخابات، التي سيديرها جهاز الأمن والمخابرات الوطني وهذا سيشجعها، والعكس صحيح؛ يمكن أن يدفع نحو تأجيلها".

بدوره قال المحلل السياسي محمود جحا: "العلاقات بين القوات المسلحة السودانية والإمارات قائمة على أسس استراتيجية بعيدة المدى، وليس أسس محلية متعلقة بالحكم او استدامته".

وأضاف: "والجيش السوداني ينظر لدوره القومي في المنطقة، فهو يتميز بخصائص تحتاج لها الدول العربية خاصة في السعودية ودول الخليج، وحينما طلب دعما خارجيا أو تعاونا عسكريا، جاء هذا الطلب لتعزيز قوة القوات المسلحة، وليس لإطالة الحكم العسكري أو الفترة الانتقالية".

وأشار إلى أن "الحكم العسكري في السودان يرتبط دائما بطبيعة الصراع السياسي الداخلي، فالقوى السياسية في السودان تفتقر للوصول لتسوية فيما بينها، وهذا يؤدي ويتطلب دائما تدخل القوات المسلحة في الشأن السياسي، الذي يأتي نتيجة لعجز القوى السياسية عن الاتفاق بينها".
وأكد في ختام حديثه على أن "العامل الداخلي وليس الخارجي هو العامل الرئيسي في إطالة أو قصر فترة المرحلة الانتقالية".

التعليقات (0)