سياسة عربية

تفاصيل الصاروخ الذي استهدف "الدفاع" بمأرب.. من يقف خلفه؟

 المقر المستهدف له تحصينات قوية، ويصعب استهدافه بقذائف صاروخية عادية
المقر المستهدف له تحصينات قوية، ويصعب استهدافه بقذائف صاروخية عادية

حصلت "عربي21" على تفاصيل من مصدر يمني خاص، عن الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الدفاع اليمنية في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، نهاية تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

وأفاد المصدر القريب من الدائرة المحيطة بقيادات وزارة الدفاع لـ"عربي21" شريطة عدم كشف هويته بأن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اعتذر عن المشاركة في التحقيقات وفحص بقايا الصاروخ الذي استهدف مقر وزارة الدفاع المؤقت في معسكر صحن الجن بمدينة مأرب، في 29 أكتوبر الماضي.

وكشف عن صور ونتائج عملية الفحص لبقايا الصاروخ الذي استهدف مقر الوزارة أثناء اجتماع وزير الدفاع، محمد المقدشي وقيادات رفيعة بوزارته بحضور قائد قوات التحالف الذي تقوده الرياض في مأرب.

وبحسب المصدر فإن المقر المستهدف له تحصينات قوية، ويصعب استهدافه بقذائف صاروخية عادية.

وأكد المصدر القريب من قيادة وزارة الدفاع أن الصاروخ من نوع موجه، يتم التحكم به عبر الأقمار الاصطناعية أو أجهزة الرادار، مشيرا إلى أن القطع الحديدية التي تم تجميعها من بقايا الصاروخ الأول وزنها 220 كغم.

وتسبب الهجوم الصاروخي بمقتل وإصابة 3 من أفراد حراسة وزير الدفاع والعاملين في المقر.

ووفقا للمصدر فإن معظم الانفجار الذي كان مهولا، تم خارج المقر بسبب ارتطام الصاروخ بأعمدة أسمنتية.

وتنفرد "عربي21" بصورتين حصريتين لبقايا الصاروخ الذي استهدف مقر الوزارة قبل ما يزيد على الشهر.

"المحرك والخلفية"

وأوضح المصدر أن مقر وزارة الدفاع في مأرب، الواقع على بعد كيلومتر واحد تقريبا من معسكر القوات السعودية في مأرب، لم يتعرض لاستهداف سابق خلال السنوات الماضية من الحرب.

 

اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": مقتل قائد عسكري بقصف لوزارة الدفاع بمأرب

وأضاف أنه بعد سحب الإمارات منظومة الدفاع الجوي (باتريوت) من مأرب، إبان إعلانها عن سحب قواتها منها في الأشهر الأربعة الماضية، كان المفترض أن تقوم القوات السعودية بنصب منظومة جديدة، لكن ذلك لم يتم حتى اليوم.

ولفت إلى أن الهجوم مثير للشك، لاسيما أنه جاء في ظروف سياسية ساخنة، وفي أعقاب العمليات الميدانية التي قادها الجيش الوطني في محافظتي شبوة وأبين ( شرقا وجنوبا) ضد القوات الانفصالية المدعومة من أبوظبي، بعد انقلابها المسلح على الحكومة الشرعية في مدينة عدن، جنوبا، وسيطرتها عليها.

واستطرد قائلا، إن الصاورخ الذي تم به الهجوم لم يكن ضمن تسليح الجيش اليمني قبل الانقلاب الذي قاده الحوثيون خريف العام 2014، وهو ما يثير تكهنات وشكوكا كثيرة حول الطرف المتورط بالهجوم ذاته.

وأفصح عن صراع بين قيادة وزارة الدفاع والتحالف السعودي الإماراتي حول بناء الجيش الوطني، الذي يترافق مع حملات تشويه وشيطنة لهذا التوجه، مبينا أن عملية بناء الجيش يصطدم بعدم رغبة من قبل التحالف.

وتساءل المصدر العسكري بالقول: لماذا لم تلتقط أجهزة المراقبة الجوية عملية إطلاق الصاروخ وترصدها؟

وعلى الرغم من أن التحقيقات لم تستكمل، إلا أن المصدر، خلص إلى أن الهجوم على مقر وزارة الدفاع أثناء اجتماع الوزير وقيادات عسكرية أخرى بقيادة قوات التحالف يعيد "جريمة استهداف مقر الوزارة السابق في منطقة العبر شرق اليمن".

يذكر أن قصفا جويا لطيران التحالف العربي استهدف في تموز/ يوليو 2015 مقر القيادة العامة للواء 21 ميكا في منطقة العبر، وأدى إلى مقتل وإصابة ما يزيد على الـ80 ضابطا وجنديا، بينهم العميد أحمد الأبارة.

"اتجاهان للهجوم"

من جهته، قال خبير عسكري يمني إن مثل هذه العمليات، وإن نفذت بأسلحة أمريكية أو غربية أخرى، إلا أن هدفها يتلخص في اتجاهين..

وتابع حديثه الخاص لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه: "وهما: ضرب العدو والتنكيل به.. وتشتيت أنظاره عن نشاط وتحرك خصمه".

 

اقرأ أيضا: الحوثيون يعلنون استهداف عرض عسكري في مأرب بصاروخ باليستي

ولم يستبعد الخبير العسكري أن يكون الحوثيون من يقفون وراءه، لكنهم ليسوا وحدهم.

 

وأكد أن مسألة عدم تبنيهم ذلك، محاولة لإثارة الشكوك في التحالف، وصرف الانظار عن خلاياهم المنتشرة في صفوف الجيش الوطني.

وحول قدرة الحوثيين على تنفيذ هجوم من هذا النوع وتلك التقنية التي أفصحت عنها التحقيقات، رد الخبير اليمني: "إذا كان عبر الأقمار الصناعية يعني مثل الطائرات المسيرة التي تستخدم كصواريخ، فهذه مسألة أخرى"..

وأردف: "لكن لم يكشف عن ذلك حتى الآن".

وأشار إلى أن أهم شيء، أن يكون لديك معلومات عن الهدف المراد ضربه في الموقع، لأن التقنية وفرت كل شيء، وما يتبقى ليس سوى مسألة إدارة الطيران بكفاءة لا سيما إذا ما كان السلاح المستخدم مكلفا ونادرا يصعب الحصول على بديل له.

فضلا عن ذلك، يتحدث الخبير ذاته عن أن من أهم شروط الضرب بهذه الأسلحة أن لا يتم هدرها عبثا.

ورغم كل ما سبق، فقد شبه المتحدث ذاته، الهجوم على مقر وزارة الدفاع بمأرب، بالهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء في عدن مطلع آب/ أغسطس الماضي، وأدى إلى مقتل منير اليافعي، المعروف بـ"أبي اليمامة"، وهو قائد موال للإمارات.

وطرح الخبير العسكري اليمني سيناريو آخر، وهو وقوف قوة في داخل التحالف العسكري الذي تقوده المملكة وراء الهجوم، تواطؤا أو مشاركة.

وكان هجوم صاروخي ثان استهدف المقر ذاته، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، وأدى إلى مقتل العميد سعيد الشماحي والعميد عبدالرقيب الصيادي وخمسة عسكريين آخرين، وإصابة آخرين بجروح، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عن الهجوم.

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)