كتاب عربي 21

بشار إذ يلخّص الصراع في أطول حوار.. وهذا الرد

ياسر الزعاترة
1300x600
1300x600

نتوقف في هذه السطور مع أطول مقابلة يجريها بشار الأسد مع وسيلة إعلام منذ اندلاع الثورة في سوريا، وكانت لـ"روسيا اليوم" الناطقة بالإنجليزية. والهدف ترويج بضاعة النظام في الغرب.


في حديثه عن اندلاع الثورة؛ أنكر بشار ما يعرفه كل العالم حول سلميتها خلال الشهور الأولى، وهو ما سبق أن اعترف به في خطاب له أمام مجلسه المسمى "مجس الشعب".


قال بالنص: "في البداية، وخلال المظاهرات التي خرجت في الأيام الأُولى، خسرنا خمسة من رجال الشرطة بسبب إطلاق النار بالرصاص. كيف يمكن أن نتحدث عن مظاهرات سلمية يُقتل فيها رجال الشرطة؟!".


وحين سأله الصحفي عن قتل الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب، والذي نشرت صوره على الملأ، رد قائلا: "لم يعذب. لقد قتل ونقل إلى المستشفى؛ وقد التقيت أهله، وهم يعرفون القصة الحقيقية"!! .


هو هراء لا يستحق الرد، لكن يحسن بنا أن نثبت هنا رد نائب بشار (فاروق الشرع) على ذلك في حواره مع صحيفة "الأخبار" التابعة لحزب الله، والذي نشر في 17/12/2012، حيث قال (وهذا آخر كلامه ولم يظهر بعدها): "في بداية الأحداث كانت السلطة تتوسل رؤية مسلح واحد أو قناص على أسطح إحدى البنايات".

 

ألم يكن النظام على وشك السقوط في 2012 حين تدخلت إيران بكل قوة؟ وحين فشلت جاءت روسيا تمارس سياسة الأرض المحروقة بجانب النظام؟!


وحين سألته الصحيفة: "لكن أين مسؤولية الدولة في تحري أسباب وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه، خصوصا لناحية عسكرة الحراك؟ ألم تُشكّل لجان تحقيق لتحديد هذه الأسباب؟"؛ أجاب: "لم تُشكل لجان تحقيق ذات مصداقية منذ بداية الأحداث، وإذا شكل بعض منها فإن نتائج التحقيق لم تنشر في وسائل الإعلام، الأمر الذي مهّد لنشر شائعات أفقدت النظام مصداقيته وهيبته أمام المتضررين في الداخل والمراقبين في الخارج".


يتجاهل بشار وشبيحته أنه هو من أطلق معتقلي "السلفية الجهادية" من سجونه في (نوفمبر) 2011، وهو يعرف ماذا سيفعلون، بينما كان يزجّ بآلاف المتظاهرين السلميين في السجون، وبالطبع لأن الحل العنيف هو الأفضل لنظام أقلية طائفي أمني.


ولكن ما هي أسباب اندلاع الثورة؟


هنا فصل آخر من هراء بشار، حيث قال: "المشكلة بدأت عندما تدفقت الأموال القطرية إلى سوريا وقد تواصلنا مع العمال لنسألهم لماذا لا تداومون في ورشكم فقالوا: إننا نحصل في ساعة واحدة على ما نحصل عليه خلال أسبوع من العمل. كان ذلك في غاية البساطة. كانوا يدفعون لهم خمسين دولارا في البداية، ولاحقا باتوا يدفعون لهم 100 دولار في الأسبوع وهو ما كان يكفيهم للعيش دون عمل، وبالتالي بات من الأسهل عليهم الانضمام إلى المظاهرات. وبعد ذلك بات من الأسهل دفعهم نحو التسلح وإطلاق النار".


دعك من هراء أن أحد سيحمل السلاح، ويعرّض نفسه للموت من أجل مئة دولار، وتذكّر أن قطر قد ترددت لأسابيع قبل دعم الثورة إعلاميا، والسبب هي العلاقة الوطيدة لها مع النظام، وهي ثورة فاجأت الجميع تبعا للسطوة الأمنية للنظام، لكنها كانت جزءا من موجة الربيع العربي، وحيث ثارت شعوب على أنظمة أقل بشاعة بكثير من نظام بشار الطائفي الأمني، والذي أضاف الفساد الرهيب لذلك كله.

 

يتجاهل بشار وشبيحته أنه هو من أطلق معتقلي "السلفية الجهادية" من سجونه في (نوفمبر) 2011، وهو يعرف ماذا سيفعلون


هنا سألته "روسيا اليوم": "هل لما يسمى الربيع العربي علاقة بهذا الصراع؟"، فرد قائلا (ردّ عل نفسه عمليا): "بالطبع، فثمة تداخل في هذه المنطقة لأن الثقافة هي نفسها، والخلفية نفسها، والظروف نفسها، إلى حدٍ ما وليس بشكل كلي. بصراحة، بعض المظاهرات كانت سلمية في البداية ولم يتم اختراق كل مظاهرة من قبل المسلحين. ذلك غير صحيح. في بعض المناطق حدث ذلك".


فصل آخر من فصول الهراء في الحوار يتعلق ببشاعة القصف والتدمير الذي قام به النظام من الجو وبالبراميل المتفجرة، وأخذ الصحفي مثالا على ذلك تدمير شرق حلب، فكيف برّر بشار ذلك؟


برّره بالقول: "تلك المجموعات التي تتحدث عنها في شرق حلب اعتادت أن تقصف المدنيين بشكل يومي، وقد قتلت مئات الآلاف (لاحظوا العدد) من الأشخاص في حلب. وبالتالي، فإن مهمة الجيش ومهمة الدولة هي حماية أولئك المدنيين من هؤلاء الإرهابيين. كيف يمكننا فعل ذلك دون مهاجمة الإرهابيين؟!".


ولكن ماذا عن أسباب بقاء النظام، بحسب تفسير بشار؟


يقول: "غالبية الشعب السوري دعمت حكومتها. ولهذا السبب مازلنا موجودين هنا منذ 9 سنوات رغم كل هذا العدوان من قبل الغرب ومن قبل البترودولارات في المنطقة العربية".


أين هذا الهراء من الحقيقة؟


ألم يكن النظام على وشك السقوط في 2012 حين تدخلت إيران بكل قوة؟ وحين فشلت جاءت روسيا تمارس سياسة الأرض المحروقة بجانب النظام؟!


حدث ذلك رغم أن أمريكا (بطلب من الكيان الصهيوني) هي التي ضغطت على الجميع لحرمان الثوار من السلاح النوعي، وكانت رؤيتها هي تحويل سوريا إلى "ثقب أسود" يستنزف الجميع، مع الإبقاء على النظام.


الفصل الأخير من فصول الهراء الذي نتوقف عنده هو توصيف بشار لقصة القاعدة "وداعش"، واعتبارها صنيعة أمريكية. 


قال في الحوار: "الوقائع تقول ذلك. وهذه الوقائع بدأت بحقيقة أن المسؤولين الأمريكيين، قبل أي أحد آخر، قالوا ذلك هم أنفسهم وبعظمة لسانهم، مثل جون كيري وهيلاري كلينتون وغيرهم كثير، عندما أقروا بدورهم في دعم القاعدة في أفغانستان كي تكون أداةً لهم ضد الاتحاد السوفييتي حينذاك".


ولكن ما علاقة قضية أفغانستان كجزء من الحرب الباردة بقضية سوريا وقبلها العراق؟ ألم تكن أمريكا تطارد القاعدة منذ سنوات بعيدة، فكيف أعادت دعمها في سوريا؟! إنه الهراء ولا شيء آخر.


خذوا تكملة كلام بشار حيث قال: "لكن هناك أدلة. إذ كيف ظهر تنظيم داعش فجأة في العام 2014؟ من العدم؟! ومن اللا شيء؟! وفي العراق وسورية بالوقت نفسه؟! وبأسلحة أمريكية؟! هذا واضح جدا".


هل حقا ظهر "داعش" في 2014، وفي العراق وسوريا في ذات الوقت؟!


ألم يتم الإعلان عنه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 باسم "التوحيد والجهاد"، ثم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، ثم"الدولة الإسلامية في العراق"، وكان نظام بشار يتعاون معه حتى 2010، حين هدّده نوري المالكي بإرساله إلى محكمة الجنايات الدولية؟!


أما حديثه عن البغدادي فيستحق السخرية، حيث يقول: "لقد كان في سجونهم وتحت إشرافهم، والأمريكيون هم من أطلق سراح البغدادي؛ وبالتالي ما كانوا ليطلقوا سراحه دون أن يكلفوه بأي دور، فجأة أصبح البغدادي خليفة للمسلمين في العالم كما نصّب نفسه. لقد تم إعداده من قبل الأمريكيين للعب ذلك الدور، ونحن لا نصدق هذه القصة الأخيرة حول قتله".


طيب، ماذا عن قادة التنظيم قبل البغدادي، والذين قتلهم الأمريكان تباعا؟! أليس هذا الكلام ضربا من الهراء الذي يردده بعض صغار العقول من المسكونين بقصة المؤامرة ولا يعرفون شيئا عن السياسة، بينما هو يعرف الحقيقة تمام المعرفة؟!!


ليس هذا دفاعا عن تنظيم أضرّ بالثورة السورية أيما ضرر، وله كوارث كثيرة، لكننا نتحدث عن كائن يمارس الهذيان في كل الحوار، ويتحدث بطريقة لا صلة لها بالسياسة ولا بالواقع. وليس ذلك لأنه غبي، بل لأنه يريد تبرير مجزرة بحق شعب، وبحق دولة ورثها مثل مزرعة عن أبيه بسطوة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تتحكم بها أقلية طائفية (10% من السكان)، الأمر الذي لا مثيل له في العالم أجمع.

1
التعليقات (1)
من سدني
الأحد، 17-11-2019 10:33 م
عندما تعلم ان في سوريا وحوش بشريه نزلت من جبال العهر والرزيله جبال (العلويين ) واحتلت جبال المزه وأراضي قدسيا وأطراف العاصمة دمشق وأقاموا فيها مستوطنات ومدتهم الدوله بالماء والكهرباء المجاني وشكلوا مليشيات قذره للتعدي على سكان دمشق وإهانتهم والتشبيح عليهم وعندما ترى هذه الكلاب المسعوره الاتيه من حبال النصيريين تستبيح كرامة الناس بالشوارع والمحلات وتفرض الإتاوات وتدخل المطاعم وتآكل بدون حساب او دفع ثمن الوجبات او عندما ترى هذه الكلاب المسعوره تستعمل وساءل النقل بدون دفع اجره كونه يحمل مسدساً وقنبلة او عندما بتم اعتقالك لانك تصلي الصبح في المسجد حاضراً او عندما تنظر الى محيط دمشق والمناطف السكنية الجديده كمساكن برزه وكيف استولى عليها الضباط النصيريين وجاؤوا بلبوات الاسد من جبال عهرهم وفتحوا لهم دور للدعاره وافسدوا شبابها ونساءها او عندما تكون في تأدية الخدمة الإلزامية في الجيش ويفاوضك الضابط النصيري على راتب شهري مقابل إعطاءك اجازه لزيارة اهلك او عندما تدخل موسسه حكوميه وترى الزبال النصيري من الطاءفه الكريهه هو الامر الناهي في الوزاره او ألمعمل او الشركه لهذا ولهذا كان هناك ثوره ولازالت ولهذا كان نصره وداعش ولهذا لن تهدء ثورة الشام طالما بقي هولاء الوحوش البربريه في عاصمة العرب وفخرهم دمشق الاسلام والعروبه لا دمشق الاسد النصيري القرمطي الباطني.

خبر عاجل