حقوق وحريات

منع صحفي "الجزيرة" محمود حسين من تلقي عزاء والده

سجن محمود سبّب لوالده ألما مضاعفا فوق متاعب الشيخوخة حتى توفاه الله عصر الثلاثاء- فيسبوك
سجن محمود سبّب لوالده ألما مضاعفا فوق متاعب الشيخوخة حتى توفاه الله عصر الثلاثاء- فيسبوك

في الوقت الذي سمحت فيه وزارة الداخلية المصرية لمراسل شبكة "الجزيرة" القطرية، المعتقل في السجون المصرية، محمود حسين، بالخروج من محبسه لحضور جنازة والده وتشييع جثمانه، قامت بمنعه من تلقي العزاء، ما اضطره إلى توديع والده في قبره، ثم تم اقتياده إلى السجن مرة أخرى.

وقال موقع "الجزيرة نت" إن حسين صلى صلاة الجنازة على والده بالمقابر، وبعد أن "فرغ من الصلاة عليه، انكب بملابس السجن البيضاء على جسد والده في كفنه الأبيض، احتضنه وهو يجهش بالبكاء، وقبله على جبهته قبلة طويلة أخيرة، تمناها وحُرم منها أثناء مرض والده الأخير والطويل، إذ كان الوالد أسيرا لأسرّة المستشفى، في حين كان الابن أسير أسوار سجنه".

 

وأشار إلى أن "قوات شرطية جاءت صباح الأربعاء إلى منطقة المقابر لتأمينها، وتلاها موكب حراسة لمحمود خرج من قسم شرطة أبو النمرس (بمحافظة الجيزة)، قادما من سجن طرة، وتوجهت القوات المصاحبة لمحمود حسين إلى المقابر مباشرة -لا إلى المسجد- لأسباب تأمينية، على حد تبرير أفراد القوة المصاحبة".

وأوضح أن سجن محمود سبّب لوالده ألما مضاعفا، فوق متاعب الشيخوخة التي جعلت الجسد الواهن للرجل السبعيني لا يحتمل"، مضيفا:" سقط الوالد مصابا بجلطة في المخ مطلع عام 2018، ومع كل يوم يمر ظل عاجزا عن احتضان ابنه، تتوالى إصابته بالجلطات، حتى جاءت الرابعة لتقضي على قدرته على المشي، أو تحريك ذراعه اليسرى، حتى وافته المنية عصر الثلاثاء".

ومكث بعض الوقت عند قبر والده يتلقى العزاء من أقاربه وأهل بلدته وأصدقائه بيده اليمنى، في حين كانت اليسرى في الأغلال التي تربط بينه وبين أحد أفراد الأمن.

 

اقرأ أيضا: مصر.. النيابة تحقق مع صحفي "الجزيرة" محمود حسين بقضية جديدة

وقامت قوات الأمن بمنع قيام أي من أفراد الأسرة أو الأصدقاء بالتصوير، وقام أفراد تابعون لها بتصوير الجنازة والمعزين.

وقد طلبت الأسرة من القوة المصاحبة لمحمود حسين الانتظار حتى تأتي والدته للمقابر من المنزل، وبالفعل حضرت في سيارة خاصة، وسمح الأمن لمحمود بالجلوس إلى والدته، حيث ظل يواسيها ويقبل رأسها، وهو يحاول التماسك والتصبر.

وعقب انتهاء آخر تعزية لمحمود حسين من المعزين، اصطحبته القوة الأمنية من جديد إلى سجنه يتيما هذه المرة.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد وصفت ما قامت به تجاه الزميل محمود حسين بـ "اللفتة الإنسانية"، ومبادرة من جانبها في إطار إلتزام الدولة المصرية بتنفيذ "ضوابط السياسة العقابية الحديثة، والتزاما بمبادئ حقوق الإنسان بالنسبة لكافة المودعين بالسجون المصرية بغض النظر عن انتماءاتهم أو خلفياتهم السياسية"، حسب قولها.

 

إلى ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة وصفوها بالصادمة لمحمود حسين أثناء مراسم دفن والده، حيث ظهر تغير كبير على ملامحه بسبب الظروف التي يعانيها داخل سجنه.

 

 

 

 

 

واعتقلت السلطات المصرية حسين، في كانون الأول/ ديسمبر 2016، لدى عودته إلى مصر في إجازة من عمله بالعاصمة القطرية الدوحة.

وفي 29 أيار/ مايو الماضي، حققت النيابة المصرية مع محمود حسين، في قضية جديدة، بعد وقت قصير من حصوله على إخلاء سبيل مشروط في قضية أولى محبوس على ذمتها احتياطيا.

وكان حسين متهما في القضية الأولى بـ"الانضمام لجماعة محظورة، وبث أخبار كاذبة، وتقارير من شأنها زعزعة الاستقرار". وهي اتهامات ينفي صحتها، مثل الثانية التي تحمل اتهامات مشابهة.

التعليقات (0)