قضايا وآراء

هل انتهت حقاً مسرحية داعش؟

مخلص برزق
1300x600
1300x600

ثبت أنها "فانية تتبدد" لا كما أوهموا البعض بشعار فارغ أنها "باقية وتتمدد"، فالكلمة الخبيثة لا يعدو كونها شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.


ثبت للقاصي والداني أنَّها كانت ألعوبة من ألاعيب الاستخبارات الدولية أريد لها أن تنشر الخراب وتفسد زرعاً كان يمكن أن تطيب ثماره وتجني الأمَّة منه الخير الكثير.


تسابق الغيورون إلى إعلان انتهاء "المسرحية" كي يقطعوا الطريق على ترامب وما يروجه من عنتريات هزلية هو والكثيرين ممن يسيرون في فلكه.. ورغم إقراري لهم بأنها مسرحية إلا أنني لست مع توصيف ما حدث بأنه نهاية لها.


وكيف لها أن تنتهي ومازال كُتَّاب "السيناريوهات" يشحذون أقلامهم لكتابة المزيد المزيد من "سيناريوهات" المكر والحقد الدفين لاستئصال الإسلام من جذوره؟
كيف لها أن تنتهي والمخرجون يتطلعون لعملٍ أكثر دموية وتدميراً وتخريباً وترويعاً؟
كيف والممثلون أكثر من أن يقف دورهم عند غياب واحد منهم فهم يصطفون طوابير طوابير بانتظار تسلم أدوارهم المنشودة؟


في فصلهم المسرحي البائس لطَّخوا البيعة بدماءٍ كالأنهار تسيل، وتكفيرٍ ورميٍ بالردة وتشويهٍ للشريعة وأحكامها، ليصرفوا أبناء هذا الدين عن دينهم، ويسهلوا على أعدائه إنفاذ حرابهم المسمومة في قلب أمتنا.

كيف تنتهي وما زال الأذان يصدح من أقصاها إلى أقصاها يغيظ أبالسة الإنس والجان؟

كيف تنتهي وعروش وكلاء الاستعمار وكراسيهم تهتز وتتزعزع بفعل الموجات الارتدادية لزلزال الربيع العربي الذي أرادو إخماد براكينه المتفجرة الثائرة؟
كيف تنتهي ولمّا ترفرف راية بني صهيون بعد على أسوار المسجد الحرام والمسجد النبوي وبقية حواضر العالم الإسلامي؟
كلّ الذي حدث أنه تمّ إسدال الستار على فصلٍ مملّ بإخراجٍ متهلهلٍ غبيٍ من أجل إشغالنا عن المدّ الشعبي الجديد هنا وهناك، وما علينا سوى الحذر والانتباه للذي يحاك من قبل أئمة الإجرام في الأرض فنحن في زمن الفتن التييرقِّق بعضها بعضاً ويُهوِّن بعضها بعضًا، ويخفف بعضها بعضاً.

علينا أن نستبق الفصول الجديدة لمسرحياتهم القذرة بتقييم كل الأحداث التي مرت بها الأمة وتحديد نقاط الضعف التي تسللوا منها.. من الواجب فضح كل من تواطأ وتآمر وخطط ونفذ، والأهم من ذلك تحصين الشباب والفتيات -الهدف الأسهل للتغرير به- بإيمان عميق وفكر سديد يقطع الطريق على كل دعوات برّاقة خادعة.

نعم، هلك صنيعتهم "إبراهيم عواد البدري" الذي اختاروا له اسم "أبو بكر البغدادي" لغايات خبيثة في نفوسهم غمزاً ولمزاً في الخليفة الأول أبو بكر الصديق.

أطلقوا على دميتهم الكريهة لقب الخليفة لذات الغرض الخبيث في النيل من الخلافة الإسلامية الراشدة، كونها التمثيل الحقيقي للدولة الإسلامية التي أعقبت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يفتقد إليها المسلمون لجمع شتاتهم وإعادة لحمتهم، والعودة إلى صدارة الأمم بعزة وكرامة.

في فصلهم المسرحي البائس لطَّخوا البيعة بدماءٍ كالأنهار تسيل، وتكفيرٍ ورميٍ بالردة وتشويهٍ للشريعة وأحكامها، ليصرفوا أبناء هذا الدين عن دينهم، ويسهلوا على أعدائه إنفاذ حرابهم المسمومة في قلب أمتنا.


نفخوا ونفخوا وظنوا في لحظة أنهم على وشك إطفاء نور الله، وهيهات هيهات.. سيأتيهم من حيث لا يحتسبوا ولسوف تتهاوى كل مؤامراتهم وتتحطم ويطلع الفجر ليبدد بضيائه ظلماتهم وينسف أكاذيبهم وتخرصاتهم، ولن يفلح كيدهم وإن تعاظم وانتفخ وأزال بهوله الجبال الرواسي.

لسوف ينقلب السحر على الساحر وكل ما أنفق من أموال وجهود طائلة ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون، ويزول معهم ذلك الزبد الذي تسربلوا به ولا يمكث إلا ما ينفع الناس.. ومن يغالب الله يغلب.

0
التعليقات (0)