صحافة دولية

مجلة: راديو آسيا الحرة يفضح انتهاكات الصين ضد الإيغور

إيكونوميست: راديو آسيا الحرة أدى دورا حيويا في فضح الرعب في إقليم تشنجيانغ- جيتي
إيكونوميست: راديو آسيا الحرة أدى دورا حيويا في فضح الرعب في إقليم تشنجيانغ- جيتي

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، تقول فيه إنه في عام 2017 بدأت تنتشر أخبار عن آلاف الأشخاص الذين يتم إرسالهم إلى معسكرات عمل جديدة "لإعادة التعليم"، لا لسبب إلا أن ديانتهم الإسلام وإثنيتهم هي الأيغورية.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحكومة استمرت في إنكار وجود مثل تلك المعسكرات، حتى عندما بدأت روايات ما يحصل في المعسكرات تزداد درامية، وارتفع العدد التقديري لمن يقبعون في تلك المعسكرات إلى مليون. 

 

وتفيد المجلة بأنه عندما اعترفت الصين أخيرا بإقامة هذه المنشآت، فإنها قالت إنها مجرد مراكز تدريب ستساعد الإيغور على الابتعاد عن التطرف الديني، مشيرة إلى أنه نادرا ما شهدت الصين منذ الفظاعات التي ارتكبت في عهد ماوتسي تونغ محاولة فاضحة لتبرئة النظام من انتهاك حقوق الإنسان.

 

ويلفت التقرير إلى أنه بالإضافة إلى الأكاديميين وجمعيات حقوق الإنسان، فإن "راديو آسيا الحرة" الذي تموله الحكومة الأمريكية، أدى دورا حيويا في فضح الرعب في إقليم تشنجيانغ، ومن خلال توظيف صحافيين يتحدثون اللغة الإيغورية، والحصول على شيء لا تستطيع وسائل الإعلام التجارية المحدودة السيولة أن تقلده، وهو فريق مراسلين يخترقون جدار السرية الصيني في تشنجيانغ، عمل للوصول إلى مصادر المعلومات المحلية وبلغتهم. 

 

وتنوه المجلة إلى أن هذا وضع الراديو في مقدمة المؤسسات الإخبارية في المنطقة، مشيرة إلى أن المراسلين الغربيين استفادوا من تلك التغطية للمعسكرات، ومعرفة أين يرسل المعتقلون دون أي لجوء للقضاء، حيث يقضون أسابيع وأشهر، أو حتى فترات أطول، ليخضعوا لما تصفه الوثائق الرسمية، التي كشفها الأكاديميون الغربيون، محاولة "تنظيف" أدمغة الإيغور.

 

ويجد التقرير أن مثل هذه الصحافة، التي تدعمها الحكومات، تبدو شيئا عفا عليه الزمن، وخلال الحرب الباردة، نسب قائد حركة التضامن البولندية ليخ فاونسا، الذي أصبح رئيسا فيما بعد، فضل تحرر بلاده من الشيوعية لـ"راديو أوروبا الحرة والبابا"، وفي عام 1989، رفع المحتجون في ميدان تيانانمين لافتات كتب عليها "شكرا لـ(بي بي سي)"، مشيرا إلى أن شن حرب أيديولوجية من خلال موجات الأثير يبدو أكثر شيء قد تفعله الحكومتان الصينية أو الروسية، ويجب على الغرب تجنب ذلك.

 

وتستدرك المجلة بأن "الأخبار من الأماكن الصعبة شحيحة ومطلوبة في هذه الأيام، وعمليات جمع الأخبار التي تقوم بها شركات الإعلام العالمية يتم التضييق عليها في بعض أجزاء العالم بسبب الضغط التجاري، وبعضها بسبب الحكومات القمعية، ولذلك اكتسبت العمليات الممولة من المال العام، مثل راديو آسيا الحرة، أهمية جديدة، فهي لا توفر فقط معلومات للعام الخارجي عن مناطق فيها إشكاليات؛ بل توفر أيضا نوعا من المساعدة للناس في تلك المناطق، ويعد هو الراديو الوحيد الذي يبث باللغة الإيغورية خارج الصين". 

 

ويشير التقرير إلى أنه يفعل ذلك على الإنترنت، وعن طريق بث الأقمار الصناعية، ومن خلال البث على الموجة القصيرة، مستدركا بأنه بالرغم من جهود الصين المضنية لمنع انتشار الأخبار من مصادر "معادية"، عن طريق التشويش ومراقبة الإنترنت، إلا أن بعض الإيغور، البالغ عددهم 10 ملايين، لا يزالون يستطيعون استقبال بث هذا الراديو، ووجد استطلاع للراديو، أجراه في عام 2018، للإيغور الذين انتقلوا إلى تركيا، أن خمسهم كانوا متابعين منتظمين لأخباره عندما كانوا يعيشون في تشنجيانغ. 

 

وتقول المجلة إنه "يمكن جني منافع مثل هذا الإنفاق في البلدان الغربية أيضا، فكثير من متابعي الأخبار باللغة الصينية لراديو آسيا الحرة والإذاعات الأخرى الشبيهة، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هم من الصينيين الذين يعيشون في الغرب، وهم بحاجة ماسة إلى أخبار مستقلة بلغتهم، في وقت يقوم فيه الدعائيون الصينيون بشراء بقية وسائل الإعلام التجارية باللغة الصينية في أنحاء العالم".

 

ويلفت التقرير إلى أن هناك مشروع قانون في الكونغرس لمضاعفة مخصصات الحكومة الأمريكية لراديو آسيا الحرة باللغة الإيغورية، من مليوني دولار إلى أربعة ملايين دولار. 

 

وتعلق المجلة قائلة إن "ذلك الاستثمار يبدو رخيصا وله مردود جيد، وتعد ميزانية الراديو -الذي يقدم نشرات بثماني لغات أخرى، بما فيها التبتية- التي تصل إلى 44 مليون دولار، مبلغا بسيطا مقارنة مع المعونات الخارجية التي تقدمها أمريكا، التي تصل إلى 20 مليار دولار".

 

ويفيد التقرير بأنه ليس هناك الا القليل الذي يستطيع الغرب فعله لإقناع الصين بتفكيك المعسكرات في إقليم سنجان، مشيرا إلى أن الحكومات الغربية احتجت دون جدوى. 

 

وتذكر المجلة أن أمريكا قامت هذا الشهر بفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين والشركات الصينية المتهمة بالمشاركة في المعسكرات، لكن ذلك لم يكن سوى إجراء رمزي، وقد يحرج الحزب الشيوعي، لكنه لن يتضرر بشكل كبير.

 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إن "الغرب قد لا يستطيع تقرير مستقبل أماكن مثل تشنجيانغ، لكنه يستطيع على الأقل أن يساعد في نقل ما يحدث فيها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 20-11-2019 12:10 ص
لعنكم الله يا كفرة و ملحدين يا اعداء الله
مصري
الجمعة، 25-10-2019 09:14 م
الكفرة في الصين يمارسون ابشع الجرائم و اشنعها ضد مسلمي الايجور و هذا بسبب مساندة اعداء الله و شياطين العرب بن زايد و بن سلمان و كلب الموساد في مصر السيسي و لا نستطيع في موقعنا هذا الا الدعاء لاخواننا المسلمين بالنصر و نقول لهم صبرا آل ايجور فموعدكم الجنة بإذن الله ، و لعنة الله علي الظالمين .