صحافة دولية

صن: ماذا وراء محاولة محمد بن سلمان شراء مان يونايتد؟

صن: يقال إن ابن سلمان مدفوع لشراء نادي (أولد ترافورد) برغبة التنافس مع منصور بن زايد- جيتي
صن: يقال إن ابن سلمان مدفوع لشراء نادي (أولد ترافورد) برغبة التنافس مع منصور بن زايد- جيتي

نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريرا أعده توم شين، عن اهتمامات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشراء نادي مانشستر يونايتد، الذي قدم محاولتين عرض في إحداهما شراءه بثلاثة مليارات دولار، لكن عائلة غليزر المالكة للنادي رفضت.

 

ويقارن التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بين ولي العهد السعودي ومالك نادي مانشستر سيتي الشيخ منصور بن زايد

 

ويقول شين إنه في حال نجاح ابن سلمان في شراء نادي يونايتد فإن هذا لا يجعله أول ملياردير من الشرق الأوسط يملك أحد نوادي المدينة الكبيرة في بريطانيا، فقد سبقه الشيخ منصور، الذي فعل أكثر من محمد بن سلمان منذ شرائه النادي عام 2008، حيث ربح أربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأربعة ألقاب في كأس الرابطة المحترفة، ولقبين في كأس الاتحاد الإنجليزي، فيما ينظر إليها على أنها أنجح فترة في تاريخ النادي.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه "يقال إن محمد بن سلمان مدفوع لشراء نادي (أولد ترافورد) برغبة التنافس مع منصور بن زايد، لكن كيف يمكن المقارنة بين ولي العهد وأحد أعضاء عائلة أبو ظبي الحاكمة؟ فمن ناحية الثروة لا قلق لأي منهما للحصول على المال الذي يريده، فثروة ابن سلمان تقدر بمليار إلى سبعة مليارات جنيه إسترليني، وهو في النهاية يملك مفاتيح ثروة المملكة في متناول يده، أما ثروة منصور بن زايد فتقدر بـ 17 مليار جنيه". 

 

ويفيد التقرير بأنه من ناحية المناصب السياسية والتجارة، فإن محمد بن سلمان هو ولي العهد في المملكة والحاكم الفعلي للبلاد بسبب عجز والده، وهو نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وحاول تقديم نفسه على أنه رجل مصلح من خلال السماح للمرأة بقيادة السيارة والسفر دون إذن ولي الأمر.

 

ويلفت الكاتب إلى أنه في المقابل فإن منصور بن زايد يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يقضي فيه محمد بن سلمان وقته في متابعة الشؤون السياسية في المملكة، فإن منصور يقضي معظم وقته لمتابعة شؤونه المالية ومصالحه التجارية، وهو يدير شركة الاستثمارات البترولية الدولية، التي لديها أسهم في عدة دول حول العالم. 

 

وتذكر الصحيفة أن مالك نادي مانشستر سيتي لديه 32% من شركة "فيرجين غالاتيك"، واستثمر أكثر من 200 مليون جنيه في الشركة عام 2009، ويملك نسبة 9.1% من شركة "ديلمر"، الشقيقة لشركة "ميرسيدس- بنز" وغيرها، لافتة إلى أن شركة الإعلام التي يملكها منصور، مجموعة أبو ظبي للاستثمارات الإعلامية، أنشأت "سكاي عربية" وصحيفة "ذا ناشونال".

 

ويجد التقرير أنه من ناحية الجدل فإن الحديث يطول، إلا أن عائلتي الرجلين ارتبطتا بانتهاكات حقوق الإنسان، ويعد ابن سلمان مهندس حرب اليمن، التي شملت على قصف عشوائي، وأمر بحصار البلد، ما أدى إلى أكبر مجاعة إنسانية قتلت عشرات الآلاف. 

 

وينقل شين عن مديرة "هيومان رايتس ووتش" سارة لي ويتسون، قولها بأن نظام ابن سلمان "مستبد"، فيما شجبه المجتمع الدولي بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018، مشيرا إلى أن السعودية قامت في نيسان/ أبريل بعملية إعدام جماعي لـ37 سجينا، اعترف 21 منهم تحت التعذيب والإكراه، ثم تبعت ذلك حملة اعتقال للناشطات المطالبات بحقوق المرأة وتعرضن للتعذيب. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أنه في المقابل اتهم الشيخ منصور باستخدام نادي مان سيتي لتبييض صورة دولته، فلم يحضر إلا مباراة واحدة له منذ عشرة أعوام، مشيرة إلى أن المثلية تعد جريمة في الإمارات، فيما يتهم النظام الحاكم بارتكاب عدد من انتهاكات حقوق الإنسان. 

 

ويقارن التقرير بين عائلتي الأمير والشيخ، فمحمد بن سلمان ينتمي إلى آل سعود، التي يبلغ تعدادها 15 ألف فرد، مع أن السلطة والثروة تتركزان في يد الفين منهم، وتقدر ثروة آل سعود مجتمعة بـ1.3 تريليون جنيه، وقد يكون الرقم أعلى من ذلك، مشيرا إلى أن منصور هو الأخ غير الشقيق لحاكم الإمارات الحالي، وتقدر ثروة عائلة آل نهيان، التي ينتمي إليها الشيح، بحوالي 150 مليار جنيه. 

 

ويشير الكاتب إلى أنه على المستوى العائلي فإن محمد بن سلمان تزوج سارة بنت مشهور، المعروفة بالأميرة باربي، عام 2008، ولهما أربعة أطفال، فيما هناك شائعات تقول إن الأمير له ثلاث زوجات أخريات، أما الشيخ منصور له زوجتان وستة أطفال، وقد تزوج الشيخة عالية بنت محمد بن بطي آل حامد، في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وله منها ولد، وتزوج من منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وأنجب منها ابنتين وثلاثة أولاد، وهي رئيسة جمعية المرأة في دبي. 

 

وتقول الصحيفة إنه في مجال البيوت والسياحة، فإن لدى الأمير والشيخ الفرصة لاستخدام قصور وفلل العائلتين الفارهة، وكلاهما يحبان منطقة كوستا ديل سول في جنوب إسبانيا، مشيرة إلى أن الشيخ منصور اشترى قصر لوس كوينتوس ديل سان مارتن عام 2016 بـ42 مليون جنيه، وتبلغ مساحته 20 ألف فدان، وتملك عائلته فندق قصر الإمارات، الذي يوصف بفندق سبع نجوم في أبو ظبي، وتقيم فيه بشكل منتظم. 

 

ويلفت التقرير إلى أن ابن سلمان يتميز عن الشيخ منصور بأنه يملك أغلى قصر في العالم، وهو شاتو لويس السادس عشر غرب باريس، الذي يعود إلى القرن السابع عشر، ودفع مقابله 230 مليون جنيه، ويحتوي على 10 غرف نوم وحمام سباحة وسينما ونوافير يمكن التحكم بها من خلال "تابليت" أو هاتف نقال. 

 

ويبين شين أنه عندما يتعلق الأمر باليخوت، فإن منصور قد يربح المعركة في البحر مقارنة مع هزيمته على البر مع ابن سلمان، فالأمير السعودي يملك أرقى يخت في العالم، إلا أن منصور يملك "توباز"، مشيرا إلى أن يخت ابن سلمان "سيرين" تبلغ مساحته 439 قدما، ويعد تاسع أكبر يخت في العالم، وبناه ملك الفودكا يوري شيفلر عام 2011 بكلفة 200 مليون جنيه، واشترى ابن سلمان اليخت، الذي يستوعب 24 ضيفا وطاقما من 50 بحارا، في عام 2015، ودفع فيه 380 مليون جنيه إسترليني، وقد استأجر بيل غيتس اليخت ذات مرة لأسبوع مقابل خمسة ملايين دولار. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن يخت منصور "توباز" يتفوق على "سيرين"، وتم بناؤه عام 2012، ومساحته 482 قدما، وفيه جاكوزي ومهبطان للمروحيات، وحمام سباحة، وثمانية طوابق، وكلف الشيخ 320 مليون جنيه، وتقدر قيمته بـ400 مليون جنيه. 

 

وبحسب التقرير، فإنه عندما يتعلق الأمر بالسيارات، فإن الشيخ منصور يملك سيارات فخمة أكثر من محمد بن سلمان، الذي لا يبدو مهتما بالسيارات الفخمة، وتقول تقارير إن لدى الأمير أسطولا متواضعا يشمل على فيراري ولامبورغيني وبوغاتي، أما الشيخ منصور فهو مولع بالسيارات ولديه لامبورغيني ريفينتون ثمنها 840 ألف جنيه، وخمس سيارات من نوع بوغاتي فيرونز، كلفة الواحدة منها مليون جنيه إسترليني، وكذلك فيراري بنزو ثمنها 2.5 مليون جنيه، وبورش 911 جي تي1 ثمنها 3 ملايين جنيه إسترليني، وقد أدى منصور دورا في إقناع فورمولا وان لنقل السباق إلى أبو ظبي. 

 

ويفيد الكاتب بأنه في مجال الرياضة فإن الشيخ منصور يظهر اهتماما بالرياضة أكثر من ولي العهد السعودي، فإلى جانب كرة القدم وسباق السيارات يشغل الشيخ منصور منصب رئيس هيئة سباق الخيل في الإمارات، وهو راعي سباق محلي للماراثون، ولم يستثمر مليار جنيه في مان سيتي فقط، بل تملك مجموعة سيتي لكرة القدم عددا من الأندية حول العالم، واشترت نادي نيويورك سيتي لكرة القدم، وميلبورن سيتي في أستراليا.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن لدى هذه الشركة القابضة حصصا في نادي يوكوهاما أف مارينوس في اليابان، ونادي أتلتيكو توركي في الأروغواي ونادي جيرونا في إسبانيا، مشيرة إلى أن هناك خططا للتوسع في أوروبا وأفريقيا.

 

وتختم "ذا صن" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعيدا عن محاولة ابن سلمان شراء نادي مان يونايتد، فإن الرابط الوحيد له مع عالم الرياضة هو ناد من الدرجة الثانية في السعودية سمي على اسمه.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)