صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: تل أبيب محبطة من تراجع ترامب أمام إيران

تراجع الثقة بترامب والولايات المتحدة كحليف مؤتمن يزيد من نشاط الإيرانيين في تنفيذ المزيد من الهجمات بالشرق الأوسط- فارس
تراجع الثقة بترامب والولايات المتحدة كحليف مؤتمن يزيد من نشاط الإيرانيين في تنفيذ المزيد من الهجمات بالشرق الأوسط- فارس

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "التقييم الإسرائيلي يتم تحديثه على قدم وساق، وعلى مدار الساعة للأحداث الجارية والتطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط، لاسيما الهجمات الأخيرة التي قامت بها إيران وأذرعها في المنطقة ضد الأهداف السعودية، وآخرها استهداف منشآت النفط ممثلة بشركة أرامكو".

وأضاف رون بن يشاي في تحليله العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تتشارك مع الدول العربية المعتدلة في تقدير موقف يزداد وصوحا يوما بعد يوم، وهو أنهم أمام رئيس أمريكي بوصفه حليفا غير موثوق به، فولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات محمد بن زايد فهما أخيرا أن الولايات المتحدة تعيش في مرحلة منفصلة عنهما".


وأكد أن "ابن سلمان وابن زايد أدركا أن دونالد ترامب شخصيا مستعد لأن يبيعهما أسلحة ووسائل قتالية دون أن يساعدهم عسكريا، لكن المشكلة أن السعوديين يعرفون حقيقة ضعفهم العسكري، الأمر الذي يتأكد يوما بعد يوم خلال حربهم ضد الحوثيين في اليمن، ولذلك بات تشهد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة حالة من التململ وخيبة الأمل التي تسود هذه الدول المعتدلة، خاصة السعودية والإمارات من أمريكا".


وأوضح أن "تل أبيب ترى أن الرياض وأبو ظبي تتوجهان نحو طهران، بغرض البحث عن تسويات معها بدل مواجهتها، حتى أن ابن سلمان أرسل رئيسي الحكومتين العراقية والباكستانية لإيجاد صفقة مع الإيرانيين الذين استغلوا هذه المبادرة، وأعلنوا ترحيبهم بأي وساطة للمصالحة مع جيرانهم العرب على شواطئ الخليج، بل إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف اقترح على هذه الدول التوقف عن شراء الأسلحة من الولايات المتحدة".


وأشار إلى أن "تقييم إسرائيل لسلوك إيران ينطلق من كونها تتصرف بطريقة مزدوجة، بحيث تتوقف عن استهداف منشآت النفط الخليجية، مقابل أن توقف هذه الدول شراء الأسلحة الأمريكية، الأمر الذي سيترك آثاره السلبية على الاقتصاد الأمريكي، كما أن العقوبات الأمريكية تضر كثيرا بصادرات النفط الإيرانية، ولذلك فإن وليي العهد السعودي والإماراتي لم يرفضا الطلب الإيراني، وأعلن ممثلوهم أنهم يبحثون عن تسوية مع طهران".


وأكد أنه من وجهة النظر الإسرائيلية "فهذا سبب جديد للقلق، لأن تراجع الثقة بترامب والولايات المتحدة كحليف مؤتمن، كما رأينا في سلوكياته الأخيرة، وآخرها إخلاء الطريق أمام القوات التركية لمهاجمة الأكراد شمال سوريا، يزيد من نشاط الإيرانيين في تنفيذ المزيد من الهجمات في الشرق الأوسط، لترسيخ وجودهم، وسيطرتهم، وقد يأتي الدور على إسرائيل، عاجلا أم آجلا".


وأوضح أن "من يسعى في إسرائيل لإقامة حلف دفاعي جدي مع الولايات المتحدة، عليه إعادة النظر في تقييم سلوك ترامب، وسياسته الإقليمية، لأنه رئيس دأب على انتهاك كل اتفاقيات الولايات المتحدة، والإيرانيون يستعلون ذلك لزيادة ضغوطهم على دول الخليج التي بدأت تتراقص أمام النفوذ الايراني المتعاظم".


وختم بالقول أن "حصيلة كل هذه التطورات أن محاولات التطبيع في العلاقات الإسرائيلية مع السعودية والدول القريبة منها ستأخذ في التباعد رويدا رويدا، وكذلك الاستعانة بهم في فرض اتفاق سلام على الفلسطينيين، والتطبيع معهم، مما سيجعل من صفقة القرن سببا لتصعيد الأمور، وتوترها، وليس تهدئتها، وكل ذلك سبب كفيل بأن يجعل إسرائيل تعيد النظر في رؤيتها لحلفائها، وتأكيد فرضية أنها تدافع عن نفسها بنفسها".

0
التعليقات (0)