سياسة عربية

بعد تشكيلها.. حكومة المعارضة السورية توضح "أولوياتها"

كان عبد الرحمن مصطفى رئيس الائتلاف السوري قبل أن ينتخب على رأس الحكومة المؤقتة- الأناضول
كان عبد الرحمن مصطفى رئيس الائتلاف السوري قبل أن ينتخب على رأس الحكومة المؤقتة- الأناضول

أوضحت الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، الجمعة، "أولوياتها" التي ستبدأ العمل عليها، وذلك بعد إعلان تشكيلها قبل نحو أسبوعين، مكونة من سبع وزارات.

وأوضح رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى أن "الحكومة تشكلت من تكنوقراط دون محاصصات، وتتضمن أسماء كبيرة ومعروفة بإمكانياتهم".

وتأتي هذه الحكومة من المعارضة، لاسيما أنها لا تعترف بحكومة نظام بشار الأسد.

 

اقرأ أيضا: الائتلاف السوري ينتخب رئيسا له خلفا لعبد الرحمن مصطفى

وقال إن أولويات حكومته تتمثل في تعزيز الأمن والاستقرار بالمناطق المحررة في الداخل، وسيادة القانون، وتأسيس جيش وطني احترافي.

وأضاف: "أولوياتنا هي التحديات والصعوبات الكثيرة في المناطق المحررة، منها تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة؛ لأنها مستهدفة من المنظمات الإرهابية المدعومة من النظام وتنظيم بي كا كا الإرهابي، ويهددون حياة المواطنين بالقول إنهم خلايا وبقايا داعش".


وقال: "لذا أولوياتنا تعزيز الأمن والاستقرار، ومنح سيادة القانون، من خلال عمل مشترك لوزارات الدفاع، الداخلية، والعدل التي تشكلت في هذه الحكومة".

وأكد أن "هذه الأوليات تتواصل مع مواصلة العمل على بناء جيش وطني محترف، يضم كل التشكيلات العسكرية الموجودة في المنطقة".

من الناحية الخدمية

أما من الناحية الخدمية، فقال مصطفى: "هناك ملايين من المهجرين قسريا في المنطقة، إضافة لسكانها؛ فالعبء كبير، لكن من خلال برامج خدمية إغاثية وإيواء، هناك برامج لوزارة الإدارة المحلية والخدمات".

وقال: "هذه المنطقة في حال استقرارها بحاجة لفرص عمل؛ لأنها استقطبت مهجرين شباب، فإذا فرض الأمن والاستقرار والقانون، ستكون هناك استثمارات، ما ستخلق فرص عمل للشباب، بالإضافة لدعم مسيرة الخدمات التعليمية والصحة في المنطقة".

الوزارات في الحكومة

وشدد على أن "الحكومة مصغرة ومشكلة من 7 وزارات، لكن حسب الحاجة، يمكن تعزيز الحكومة بالهيئات والمديريات لتقديم الخدمات لهذه المناطق، وتعزيز الإدارة المدنية من خلال المجالس المحلية، وتقويتها بهيكلية جديدة تكون مرتبطة بوزارة الإدارة المحلية".

وتابع: "في حال تنسيق ذلك، فإن تقديم الخدمات يكون أسهل؛ لوجود مركزية لتنفيذ المشاريع والخطط، وكل وزارة ضمن السياسة العامة تضع خططها، وقريبا سننطلق، وأغلب الوزراء ونوابهم من الداخل السوري".

وحول التحديات التي تواجه عمل الحكومة، قال مصطفى: "التحدي الأمني هو الأساس، وفرض القانون والمساواة بين جميع المواطنين هو أولوية لنا، وتعزيز إنشاء الجيش الوطني بشكل احترافي ودعمه، وإنهاء الفصائلية، على أن تكون مهمته حماية المنطقة من التنظيمات الإرهابية، دون تدخل بالحياة السياسية".

وبين أن "تحقيق ذلك يجعل الحياة المدنية والإدارات تأخذ دورا أكبر، فضلا عن تقوية الشرطة وتوحيدهم تحت وزارة الداخلية وقيادة الشرطة، وهذا الأمر يحمل أهمية بالنسبة لنا".

وتحدث عن التحدي المتمثل بالدعم المادي قائلا: "الدعم ضعيف والإمكانيات ضعيفة، وسيكون الاعتماد على الموارد الذاتية، موارد المعابر، رغم ذلك الموارد لا تكفي، بسبب الدمار الذي تسبب به داعش، وحاجة تقديم الخدمات للمنطقة، فلا طرق ولا كهرباء ولا مياه، وهي بحاجة لإمكانيات قوية، ونأمل وندعو الدول الصديقة الداعمة بدعم الحكومة المؤقتة لتقوم بدورها في تقديم الخدمات لسكان المنطقة المدنيين".

 

اقرأ أيضا: لماذا تخشى أمريكا و"قسد" عودة اللاجئين إلى "المنطقة الآمنة

وردا على سؤال حول ما يميز الحكومة الحالية عن سابقاتها، أجاب: "الحكومة الحالية تشكلت وفق خطة الائتلاف، وتنفيذها بعلاقة تكاملية، في تغير نوعي في العلاقة بين المظلة السياسية، والذراع التنفيذي".

وأضاف: "نحن لا نبدأ من الصفر، ولكن نبني على الإيجابيات، لربما كانت قليلة، لكن نعتبرها مرحلة بناء وتأسيس وفق منهجية جديدة، بالإضافة لبرنامج الحكومة، أنا متفائل للغاية وخلال تشكيل الحكومة تشاورنا مع شخصيات عديدة في الداخل بعدها قررنا تشكيل الحكومة".

وأكد أنه "في السابق كانت هناك فجوة بين المظلة السياسية والقاعدة الشعبية، فنحاول سد هذه الفجوة عبر الحكومة المؤقتة".

وحول الدعم الغربي لعمل الحكومة المؤقتة، قال مصطفى: "نحن نقدم نداءات دائما للدول الداعمة، وخاصة لوجود 4 ملايين مدني في إدلب، والدعم الأوروبي توقف مؤخرا".

وقال: "في 26 من الشهر الجاري، سيكون هناك لقاء للحكومة المؤقتة مع ممثلي الدول الداعمة في مقر الحكومة (غازي عنتاب)، وسنطرح احتياجاتنا، وهناك ترقب من الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة والأوروبيين، وسيكون هناك تنسيق عالٍ بين الحكومة المؤقتة والدولة التركية الشقيقة، هذا التنسيق سيؤدي لنجاح الحكومة".

وناشد الدول الغربية مواصلة دعم الشعب السوري عبر الحكومة المؤقتة؛ لأنها ستكون مركزية في قبول الدعم لتوزيعه بشكل عادل للمحتاجين في المناطق المحررة.

وشدد على أن الحكومة ستسهل أي عمل يقدم خدمات للشعب السوري، ولن تضع عراقيل وصعوبات، ولكن ضمن ضوابط ومعايير محددة للاستفادة من هذه الخدمات بالشكل الصحيح.

المنطقة الآمنة

وعن المنطقة الآمنة ودور الحكومة فيها، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة: "منذ بداية المفاوضات التي تجري بين الأصدقاء الأتراك والأمريكان نحن على اطلاع ونجري لقاءات متوازية معهم".

وأوضح: "نطرح خططنا بأننا الجهة الشرعية للشعب السوري، والأولوية أن يكون لها دور ولنا شركاء في المنطقة من المجلس الكردي ومجلس العشائر وشخصيات أخرى، لذلك نطرح لأصدقائنا أخذ ذلك بعين الاعتبار".

وتحدث عن خطط الحكومة في إدلب بالقول: "في خطتنا المستقبلية موضوع إدلب، ولكن القصف الروسي للمنطقة يجعل حياة 4 ملايين مدني في خطر، والنظام مع روسيا يقصفون المنطقة وبهددون باجتياحها، وستكون أزمة لجوء عالمية كبيرة جديدة يرافقها تسلل إرهابيين لدول العالم".

وشدد على أن الحفاظ على الهدوء في المنطقة يحتاج إلى ضغط غربي لتطبيق اتفاقية سوتشي، ونأمل أن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل، وانطلاق للعملية السياسية، فلا حلول عسكرية، رغم أن النظام وداعميه يؤمنون بالحل العسكري فقط.

وختم بالقول: "مناطق درع الفرات وغصن الزيتون لا تستوعب هذه الملايين، فيضطرون للقدوم لتركيا، ربما يتسلل معهم إرهابيون لدول العالم".

التعليقات (0)