ملفات وتقارير

ما هي دلالات ظهور سامي عنان بالمشهد المصري بهذا التوقيت؟

يتزامن البيان المنسوب لسامي عنان مع دعوات التظاهر التي دعا إليها نشطاء لعزل السيسي- الأناضول
يتزامن البيان المنسوب لسامي عنان مع دعوات التظاهر التي دعا إليها نشطاء لعزل السيسي- الأناضول

أثار البيان المنسوب لرئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق المعتقل سامي عنان، الكثير من علامات الاستفهام حول توقيته، وتزامنه مع دعوات التظاهر التي دعا إليها العديد من النشطاء لعزل رئيس نظام الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.


الخبراء الذين تحدثوا لـ"عربي21"، تساءلوا عن دلالة هذا البيان في التوقيت الحالي، ولماذا صدر عن الفريق الإعلامي التابع لعنان، المسجون منذ إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في شباط/ فبراير 2018؟ وهل يكشف البيان عن الجهة التي تقف وراء سلسلة الفيديوهات التي أطلقها المقاول والممثل محمد علي، وغيره من النشطاء المحسوبين على الأجهزة السيادية المصرية؟


الخبراء أكدوا أن البيان المنسوب لعنان لو صحت نسبته إليه، فإنه يعكس فشل السيسي في السيطرة على مفاصل الجيش، وفشله في السيطرة الكاملة على جهاز المخابرات العامة.

 

اقرأ أيضا: حملة باطل تبرز معاناة "سامي عنان" داخل السجون المصرية


ويعد البيان المنسوب للمركز الإعلامي للفريق سامي عنان، هو الأول عن الفريق منذ اعتقاله، وقد وجه فيه رسائل للشعب المصري، وللقوات المسلحة، ولوزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، مؤكدا أن مصر تعيش مرحلة عصيبة من التدهور والتراجع بكل مناحي الحياة، ومن بينها تراجع دور الجيش في مهمته الأساسية وهي حماية البلاد.


وحسب البيان، فإن النظام الحالي جر أفراد الجيش بقطاعاته كافة للمواجهة مع الشعب، ما أساء للمؤسسة العسكرية في نفوس المصريين، وظهر للناس حجم الفساد لرأس النظام (وزير الدفاع الأسبق) الذى اعترف أمام الجميع بشكل يسيء لسمعة الوطن وسمعة المؤسسة العسكرية.


ودعا البيان أفراد الجيش بكل رتبهم العسكرية إلى ضبط النفس وحماية إرادة الشعب، والحفاظ على هيبة القوات المسلحة والعودة للدور الحقيقي للجيش، كما طالب وزير الدفاع بحماية شرف العسكرية الذي وضعه رأس النظام في خطر، وأن العسكرية المصرية لا يليق بها أن تهين أبناءها وتضعهم في مواجهة مع الشعب، وأن الجيش المصري مهمته حماية الشعب ومقدرات الوطن التي فرط بها رأس النظام من أجل مصالح شخصية.


وتواصلت "عربي21" مع المتحدث السابق باسم حملة سامي عنان في الخارج، ونفى صحة البيان.


مسؤولية عباس كامل


من جانبه، يؤكد الباحث المختص بالشؤون العسكرية والأمن القومي عبد المعز الشرقاوي لـ"عربي21"، أن أسرة عنان، لم تكذب البيان حتى الآن، وهو ما يعني أن نسب صحته كبيرة، خاصة أنه يشير لوجود فريق إعلامي يعمل لخدمة عنان، وربما يكون هذا الفريق نفسه هو الذي يقف وراء فيديوهات محمد علي، خاصة أنه يسير وفق مخطط موضوع بجدول زمني مدروس.


ويشير الشرقاوي إلى أن استدعاء عنان للمشهد، يغلق الباب حول التكهنات التي راجت مؤخرا، بأن شخصيات بعينها تقف وراء الأحداث الأخيرة، مثل رئيس الأركان السابق محمود حجازي، أو وزير الدفاع الحالي محمد زكي.


ويؤكد الشرقاوي أن الزلزال الذي أحدثته فيديوهات محمد علي، ومن بعده مسعد أبو الفجر، عن فساد السيسي وبطانته، كانت سببا في عودة الروح لمعارضي السيسي داخل المؤسسة العسكرية، وبات ظهور أسماء مثل عنان وحجازي كبدائل للسيسي، من الأمور التي يتم تداولها داخل الأوساط العسكرية البعيدة عن أذرع السيسي المخابراتية.


ويحمل الخبير بشؤون الأمن القومي، مسؤولية ما يحدث لكل من رئيس المخابرات عباس كامل، ومحمود السيسي نجل رئيس الانقلاب، حيث حاولا خلال السنوات الماضية، تغيير جلد جهاز المخابرات العامة لصالح المخابرات الحربية، وهو ما أيقظ الصراع الداخلي الدائم بين الجهازين، ومن هنا فإن الفيديوهات الاخيرة، رسالة من داخل المخابرات العامة، بأن رجال السيسي فشلوا في السيطرة الكاملة على الجهاز.


اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": السيسي يطيح بقيادات عسكرية جديدة


ويشير خبير العلاقات الدولية أحمد عليوي لـ"عربي21"، إلى أن المجتمع الدولي يبحث عن بديل للسيسي منذ اليوم الأول لوجوده، في ظل فشله المستمر رغم الدعم الذي حصل عليه سياسيا واقتصاديا، ولكن الإشكالية أن الولايات المتحدة باعتبارها صاحبة التأثير الأكبر بالموضوع، كانت تنتظر نهاية الصراع بين قيادات المؤسسة العسكرية، حتى تتخذ موقفها ضد تغيير السيسي من عدمه.


ووفق عليوي، فإن عنان كان بديلا مطروحا منذ ثورة 25 يناير 2011، ولكن المشهد وقتها لم يكن يتحمله، ورغم ذلك ظل أحد الأوراق التي يمكن لأمريكا اللجوء إليها وقت الحاجة، وكذلك الفريق محمود حجازي الذي يعد الشخصية الأخطر بالنسبة للسيسي، وكان سبب الإطاحة به في الأساس، توصله لتفاهمات مع الإدارة الأمريكية ليكون بديلا للسيسي.


ويوضح خبير العلاقات الدولية، أن بيان عنان ممكن أن يكون حقيقيا، وممكن أن يكون خدعة، يقوم بها شخصيات مختلفة هي التي تدير المشهد الأخير، لتشتيت فكر السيسي وتحركاته، وفي كلتا الحالتين فإن الأحداث التي تشهدها مصر مؤخرا، وما تترقبه خلال الأيام المقبلة سوف تكشف بشكل واضح عن الجهة التي تقف وراء كل هذه الأحداث.


ويضيف عليوي أن غياب مصر عن الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يقلق المجتمع الدولي، خاصة أن مصر بثقلها السياسي والعسكري، كان يمكن أن تؤدي أدوارا عديدة في ضبط الإيقاع الإقليمي الملتهب، ولأن الغرب مقتنع بأن أداء السيسي هو السبب في هذا الغياب، فإنه سوف يرحب بأي بديل له شرط أن يكون من المؤسسة العسكرية، يستطيع حل المشاكل التي صنعها السيسي، على الصعيدين السياسي والاقتصادي الداخلي، أو على صعيد التأثير الإقليمي والدولي.

التعليقات (1)
نور
الجمعة، 20-09-2019 08:54 ص
المطلوب تغيير سيسي بفيفي من الجيش طبعا وتهدئة الرأي العام بالداخل والخارج حتى يمكن للجميع استئناف عمله.لأن الوضع الدولي والعربي أصبح لا يحتمل ذلك وكل تحركاته مشبوهة ومشكوك بأمرها و لم تعد كسابق عهدها...