قضايا وآراء

هل تتحول بهلوانيات نتنياهو قبل الانتخابات لسياسات بعدها؟

عبد الناصر عيسى
1300x600
1300x600

قد تنتهي اليوم ومع بدء التصويت لانتخابات الكنيست الإسرائيلي حركات نتنياهو البهلوانية الشاقة أحيانا والخطيرة أحيانا أخرى، فبدءاً من إعلانه قبل أيام وعبر مؤتمر صحفي اراد له ان يكون دراماتياً نيته ضم الأغوار وشمال البحر الميت ومروراً بإعلانه ضم مناطق في الخليل ومستوطناتها، وانتهاء بما أعلنته مصادر إعلامية واسعة الاطلاع من أن نتنياهو كان على وشك إطلاق عملية عسكرية استثنائية كانت ستؤدي لحرب واسعة ضد غزة، إما للرد على إذلاله الشخصي لتلقيه صاروخا اجبره ان يقطع خطابه في أسدود في 10-9، وإما من أجل تأجيل الانتخابات، أو حتى لمجرد صدور خبر في الاعلام يظهر كم كان الرجل (مقداما و مندفعا) نحو غزة لولا تدخل المستشار القضائي باشتراطه جمع الكابينت ومعارضة الجيش والشاباك لذلك . 


فماذا يعني ذلك ؟ وهل سيتحول الامر لسياسات واقعية بعد الانتخابات ؟  


تظهر تلك التطورات والمواقف حجم الضغط بل (الرعب) الذي يتملك نتنياهو من إمكانية عدم قدرته على تشكيل الحكومة بعد انتخابات 17-9-2019، حيث تظهر معظم استطلاعات الرأي العام عدم تمكنه من الوصول للأغلبية المطلوبة دون الاستعانة بخصمه (الكريه) ليبرمان الأحجية، فنتنياهو يقاتل على مصيره ومكانته.


فإما أن ينال 61 مقعدا لتشكيل حكومة ائتلافية تمنحه الحصانة من القضاء، وإما معارضة تقوده للسجن ولنهاية حياته العامة، إذن فهي انتخابات حاسمة أظهرت نتنياهو على ما يبدو في أسوأ حالاته ، وأكدت معطيات (البروفايل) الشخصية الذي أعدته وكالة المخابرات الأمريكية حول شخصية نتنياهو كـ(نرجسي محب لذاته وذي توجهات سلطوية تسلطية) .


تؤكد حركات نتنياهو الأخيرة توجهه المستمر نحو اليمين واليمين المتطرف، فكل مواقفه وحركاته البهلوانية موجهة للشريحة القومية المتطرفة وتلك المتطرفة جدا من الجمهور الإسرائيلي، هذا يعني جمهور حزب البيت اليهودي بزعامة سموترتش وحزب يمينا بزعامة شاكيد وحزب (قوة يهودية)، فنتنياهو يسعى لإضعاف يمينا قدر الامكان وشرب مصوتي حزب قوة يهودية العنصري المتطرف ومنعه من تجاوز نسبة الحسم .


ولكن ما بدا بهلوانيا واستثنائيا ومثيرا للجدل قبل الانتخابات قد يتحول لسياسات معتمدة من قبل حكومة نتنياهو القادمة، وخاصة تجاه غزة والضفة وذلك متعلق بشرطين أساسيين هما:


أولا: ان ينجح نتنياهو فعلا في إقامة حكومة يمين حريديم ضيقة أي 61 مقعدا دون الحاجة لأحزاب وسط يسار، وبالتالي نيله حصانة من السجن وتوجهه لتغيير سياساته نحو المزيد من التشدد والقمع تجاه الفلسطينيين .


ثانيا: عدم حدوث أي تطور في الواقع الفلسطيني الحالي، أي تطور قدرات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ما يشكل حالة أوضح من توازن الرعب، أو تطور قدرات الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو اندلاع انتفاضة أو تطور جوهري لخلايا المقاومة أو نجاح السلطة في السيطرة واستخدام أكثر فاعلية لما تملكه من أوراق سياسية ودبلوماسية وأمنية .


أما التطور نحو المصالحة والوحدة الوطنية على أساس وثيقة الأسرى فهو أمر مستبعد في ظل الرئيس أبي مازن، ولكن هذا لا يمنع من الدعاء والتمنيات .

0
التعليقات (0)