طب وصحة

هل السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين غير ضارة فعلا؟

 استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية يؤدي لتلف في بطانة الأوعية الدموية ويؤثر أيضا على مستوى تدفق الدم
استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية يؤدي لتلف في بطانة الأوعية الدموية ويؤثر أيضا على مستوى تدفق الدم

رُوج في السنوات الأخيرة للسجائر الإلكترونية على أنها بديل أقل ضررا من السجائر العادية، خاصة التي يوجد في سائلها فقط نكهة التبغ وليس النيكوتين، ولكن هل هي فعلا غير ضارة؟


تجيب دراسة حديثة عن هذا التساؤل بالقول إن السجائر الإلكترونية حتى لو لم تكن تحتوي على النيكوتين، إلا أنها ضارة، وتسبب الأذى للأوعية الدموية، وقد تؤدي بمستخدميها للإصابة بالسكتة القلبية والدماغية.

 

ووفقا لموقع "medical news today"، أظهر بحث جديد قام به باحثون من جامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا الأمريكية، أن استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية يؤدي لتلف في بطانة الأوعية الدموية، ويؤثر أيضا على مستوى تدفق الدم.

 

وأشار الخبر الذي ترجمته "عربي21"، إلى قيام فريق بحث برئاسة الباحثة "اليساندرا كابوريل" بالنظر في الآثار المترتبة على أبخرة السيجارة الإلكترونية على المدى القصير.

 

ثم طلب فريق البحث من 31 بالغا يتمتعون بصحة جيدة وغير مدخنين يبلغ متوسط أعمارهم 24 عاما إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد استخدام السيجارة الإلكترونية الخالية من النيكوتين، وطُلب منهم أخذ  16 سحبة، استمرت كل واحدة منها مدة 3 ثوان.

 

وذكر الخبر أن السجائر الإلكترونية المستخدمة في الدراسة احتوت على البروبيلين غليكول والجلسرين بنكهة التبغ، لكنها لم تكن تحتوي على نيكوتين. 

 

وقام الباحثون أثناء ذلك بربط الساق بشكل مؤقت، بعد ذلك قاموا بقياس الاحتقان التفاعلي "زيادة التروية الدموية التفاعلية"، وهي زيادة قصيرة في تدفق الدم بعد انسداد الشرايين.

 

وأشارت بعض الدراسات إلى أن "الاحتقان التفاعلي" يمكن أن يكون مقياسا تنبؤيا جيدا لوظيفة الأوعية الدموية ووظيفة بطانتها، رغم أن باحثين آخرين يشككون في مدى موثوقيتها.

 

إضعاف البطانة

 

وكشفت عمليات المسح انخفاض تدفق الدم في الشريان الفخذي، وهو الشريان الرئيسي الذي ينقل الدم إلى الفخذ والساق، كما لاحظ الفريق انخفاض زيادة التروية الدموية التفاعلية.

 

وخلص الباحثون بناء على هذه النتائج إلى أن "استنشاق أبخرة السيجارة الإلكترونية الخالي من النيكوتين أثر بشكل عابر على وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى المشاركين غير المدخين.

 

والبطانة هي عبارة عن طبقة رقيقة من الخلايا تبطن داخل الأوعية الدموية، والبطانة التالفة تعني ضعف الدورة الدموية والشرايين السميكة، ما قد يؤدي إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية.

 

وعلى وجه التحديد، وجدت الدراسة أن تمدد الشريان الفخذي انخفض بنسبة 34 في المئة، كما انخفض معدل تدفق الدم الذروة بنسبة 17.5 في المئة بعد استنشاق الأبخرة، في حين انخفضت مستويات الأكسجين الوريدي بنسبة 20 في المئة، وانخفض احتقان الدم التفاعلي بنسبة 26 في المئة تقريبا.

 

وعلق "فيليكس دبليو ويرلي"، أستاذ العلوم الإشعاعية والفيزياء الحيوية المشارك، وهو أحد أعضاء فريق البحث، على النتائج بالقول: "على الرغم من أن سائل السجائر الإلكترونية قد يكون غير ضار نسبيا، إلا أن عملية التبخير يمكن أن تحول الجزيئات -في المقام الأول البروبيلين غليكول والجلسرين- إلى مواد سامة".

 

وأضاف: "إلى جانب الآثار الضارة للنيكوتين، أظهرنا أن أبخرة السيجارة الإلكترونية لها تأثير مفاجئ وفوري على وظيفة الأوعية الدموية في الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب ضارة على المدى الطويل".

 

وتابع: "يتم الإعلان عن السجائر الإلكترونية على أنها غير ضارة، وأن العديد من مستخدمي السجائر الإلكترونية مقتنعون بأنهم فقط يستنشقون بخار الماء، لكن المذيبات والنكهات والمواد المضافة في القاعدة السائلة بعد التبخير، تعرّض المستخدمين لأذى مضاعف في الجهاز التنفسي والأوعية الدموية".

 

وخلص بالقول: "بوضوح، إذا كان هناك تأثير سلبي بعد استخدام السجائر الإلكترونية لمرة واحدة فقط، فيمكنك أن تتخيل نوع الضرر الدائم الذي يمكن أن يحدث بعد استخدامها بانتظام على مدار سنوات".

 

من جهته، قال أخصائي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية عمار العوايشة: "نحن كأطباء قلب ننصح الناس بترك التدخين بشكل عام، ولكن في حالة عدم الاستطاعة، ننصحهم بتدخين السيجارة الإلكترونية، فهي أقل ضررا".

 

وتابع العوايشة في حديث لـ"عربي21": "تكمن مشكلة هذه الدراسات في أن بعضها قد يكون ممولا من شركات التبغ، ومن ناحية التأثير السلبي للمواد الموجودة في السيجارة الإلكترونية فمن المبكر الحديث عنه، وهل هذه السوائل آمنة أم لا؟ لأن الموضوع بشكل عام جديد، ولا نعلم كيف يكون تأثير هذه المواد على المدى القصير أو البعيد".

 

وأضاف: "أيضا لا يمكن الحكم على هذه الدراسة الأمريكية، خاصة أن السيجارة الإلكترونية انتشرت هناك أكثر بين المراهقين، وهم غير مدخنين، لكنهم يستخدمونها بشكل شره، ما أدى لظهور أعراض ومشاكل صحية كالتي ذكرتها هذه الدراسة".

 

ولفت إلى أنه "إلى الآن لا يوجد نتيجة دقيقة حول آثار السيجارة الإلكترونية على صحة الإنسان، لكن أعود وأكرر بأننا ننصح من لا يستطيعون ترك التدخين باستخدام السيجارة الإلكترونية؛ لأنها أخف ضررا من السيجارة العادية، خاصة أن الأخيرة تعتمد على الاحتراق، بعكس الأولى التي تعتمد على التبخير".

 

وأوضح أن "السيجارة العادية يوجد فيها أول أكسيد الكربون، وحينما يتم احتراق وتفاعل المواد الأخرى داخلها، يؤدي ذلك لإنتاج مواد ضارة بجسم الإنسان".

التعليقات (0)