ملفات وتقارير

ماذا وراء اللقاءات السرية للإمارات مع إسرائيل وهدفها؟

تأثير اللقاءات السرية الإسرائيلية الإماراتية على علاقات الأخيرة بإيران والتي شهدت تحسنا مؤخرا- أ ف ب
تأثير اللقاءات السرية الإسرائيلية الإماراتية على علاقات الأخيرة بإيران والتي شهدت تحسنا مؤخرا- أ ف ب

دارت لقاءات سرية إماراتية إسرائيلية بترتيب من الولايات المتحدة الأمريكية، حسب ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" من أجل مواجهة إيران.

ويأتي هذا الكشف في ظل ما شهدته الآونة الأخيرة من تقارب إماراتي إيراني، تضمن زيارة وفود إماراتية لإيران، أعربت عن رغبتها في تحسين العلاقات بين البلدين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول طبيعة هذه اللقاءات السرية والقضايا التي ناقشتها.

 

وفي معرض رده على هذه التساؤلات، استبعد الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي افقهي، أن تكون اللقاءات السرية التي دارت بين دولة الإمارات وإسرائيل، قد ناقشت "التهديد الإيراني"، معتقدا في الوقت ذاته أنها تعلقت بـ"إعادة إحياء صفقة القرن، بعدما واجهت فشلا في فرضها على المنطقة".


وقال: "اللقاءات تتعلق بصفقة القرن، حيث أن هذه الصفقة صارت في غرفة الإنعاش بعدما فشلت ورشة المنامة، وبعد فشل إخضاع الفصائل الفلسطينية لها، إضافة إلى معارضة الرئيس محمود عباس للصفقة، وإقراره إلغاء الاتفاقات الأمنية مع دولة الاحتلال".


وصرح افقهي لـ"عربي21" بقوله: "في ظل التطورات الأخيرة التي حصلت في المنطقة خصوصا في محيط الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، بدأت الإمارات وبعدها السعودية تعيد حساباتها في العلاقة مع إيران".


وأكد أنه في الآونة الأخيرة، شهدت زيارات متتالية لوفود أمنية وعسكرية وتجارية وسياسية إماراتية لإيران، وضمت مسؤولين إماراتيين من مستويات مختلفة، مشيرا إلى أن "الإمارات طالبت بعلاقات متينة وودية وطبيعية مع إيران". 

 

اقرأ أيضا: الإمارات: خطواتنا الجديدة مع إيران كانت بتنسيق مع السعودية

وأضاف: "اللقاءات السرية بين الإمارات وإسرائيل ليست شيئا جديدا، وليس لها ارتباط مباشر بالعلاقة الإماراتية الإيرانية، كون الإمارات وقعت اتفاق تعاون خفي في السواحل مع إيران".


ورأى أنهم من خلال اللقاءات "يريدون أن يربطوا تحولات المنطقة لتسريع صفقة القرن، وتثبيت أوراقهم والتوازن الاستراتيجي، الذي بدأ ينكفئ فيه الدور الأمريكي، حيث فشل الأمريكيون في الذهاب إلى تأسيس تحالف عسكري لحفظ ما أسموه الملاحة الدولية وحماية السفن التجارية وناقلات النفط والسفن السياحية".


واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن الخليجيين "أكدوا أنه لا مناص من التفاهم مع إيران"، مضيفا: "هم يشتركون مع إيران في هذا الحوض وهذا الممر المائي الحيوي، ويأتي الأجنبي من أعالي البحار يريد أن يخلط الأوراق ويسيطر على الممرات، وهذا مستحيل ولا تسمح به إيران".


وأشار إلى أن الدول الخليجية بدأت تدرك أنه لا جدوى من معاداة إيران، قائلا: "هم كانوا يعولون على أن تدخل أمريكا في حرب مع إيران، بينما الأمريكان يعولون على دخول هذه الدول في حرب مع إيران".


ودعا إلى تكوين منصة حوار إقليمي أو خليجي تفضي إلى معاهدة عدم اعتداء بين دول المنطقة، وتتكفل بإدارة المنطقة بدون تدخلات أجنبية، مشيرا إلى أن التهديد الإيراني وإنتاج إيران لقنبلة نووية هو "محض ادعاءات كاذبة"، مضيفا: "على دول الخليج أن يلجؤوا للحوار مع إيران بصورة صادقة لا بصورة تكتيكية".

 

اقرأ أيضا: WSJ: اجتماعات سرية بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية


الإمارات دولة متآمرة


من جانبه، هاجم الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط، محمد عويس، سياسة الإمارات.


وتعقيبا عما تم الكشف عنه من لقاءات سرية تمت بين الإمارات وإسرائيل بترتيب من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة "الخطر الإيراني"، قال عويس في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "التقارب الإماراتي الإيراني الأخير متناقض مع تلك اللقاءات".

 

وأكد عويس أن "الإمارات تستغل الحصار على إيران والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وهم الشريك التجاري الأول لها في المنطقة، من أجل الاستفادة بتهريب وشحن البضائع وإعادة شحنها"، وفق اتهامه.


وأضاف أن "البضائع تأتي من كل أنحاء العالم حتى من الصين وتنزل في جبل علي وميناء دبي وميناء عجمان، ومن هناك تخرج بالسفن الصغيرة وتذهب إلى إيران".


ولفت إلى أن الإمارات تريد استمرار العقوبات على إيران لأن من مصلحتها أن تكون "إيران ضعيفة"، ونفى أن تكون الشراكة الإماراتية الإيرانية حقيقية.


وأشار إلى أن الإمارات وإسرائيل "تريدان المملكة العربية السعودية ضعيفة كذلك".

 

وأشار إلى "دعم الإمارات للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بالسلاح، وتدخلها في الصومال وتونس"، وقال: "لا يوجد مكان في المنقطة به بوادر حلول إلا وتتدخل الإمارات عكس التيار".


واعتبر أن "الإمارات تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل".

 

وتوقع في ختام تصريحاته بأن يتصدع الحلف السعودي الإماراتي.

 

اقرأ أيضا: العلاقات بين الإمارات وإيران.. تقارب أم إعادة تموضع؟

0
التعليقات (0)