صحافة إسرائيلية

هآرتس: الصين الأولوية الأكبر لدى أمريكا.. ماذا عن إيران؟

لفتت "هآرتس" إلى أن "أمريكا قلقة من الميزان التجاري مع الصين"- جيتي
لفتت "هآرتس" إلى أن "أمريكا قلقة من الميزان التجاري مع الصين"- جيتي

تحدثت صحيفة إسرائيلية الجمعة، عن أولويات الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الأحداث العالمية، والسياسات التي تديرها إدارة الرئيس دونالد ترامب.


وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب عاموس هرئيسل إن "أمريكا تهمل الشرق الأوسط وروسيا وتركز النظر على الصين"، مؤكدة أنه "في ظل الصراع الاقتصادي، فإن واشنطن تركز على الصين كخصم".


وأضافت الصحيفة أن "التوتر المتواصل مع إيران في الخليج الفارسي، أو التقلبات في العالم العربي، أو الانتخابات الإسرائيلية، لا تقف على رأس سلم أولويات الأشخاص المسؤولين عن السياسة الخارجية في الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن "واشنطن ترى الشرق الأوسط نقطة بحجم متوسط في الصعوبة".

 

"مهم بدرجة معينة"


وأوضحت أنه "في الخارطة العالمية التي تعتمد على المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية، فإن الخصم الأكبر لأمريكا هي الصين كقوة عالمية رئيسية"، مشددة على أن "الاهتمام الأمريكي تحول منذ زمن إلى شرق آسيا وإلى ميزان التجارة السلبي مع الصين".


وحول أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لأمريكا، ذكرت الصحيفة أنه "مهم بدرجة معينة"، مضيفة أن "جزءا من الاهتمام به، نابع من سؤل: هل أيضا هذه الساحة ستخصع للخطوات العالمية التي تقودها الصين، مثلما حدث في مناطق أخرى؟".

 

اقرأ أيضا: اتهامات لهواوي بمساعدة دول إفريقية بالتجسس على معارضين


ولفتت "هآرتس" إلى أن "أمريكا قلقة من الميزان التجاري مع الصين، وكذلك نوايا بكين حول رغبتها في الوصول في العقد القادم إلى هيمنة عالمية في عدد من المجالات التكنولوجية، منها الذكاء الصناعي، والروبوتات، وأنظمة البيانات وشبكات خلوية من الجيل الخامس".


وبينت أن أمريكا ترى خطوات الصين في هذه المجالات، تحديا لأمنها القومي، منوهة إلى أن "شركة الهواتف الخلوية (هواوي) الصينية، تعتبرها الولايات المتحدة خطرا ملموسا وفوريا"، موضحة أن "أمريكا ترى فيها ثغرات قد تخدم الصين في جمع المعلومات بالمستقبل".


ورأت الصحيفة أن الصين تقلق أمريكا أكثر من روسيا، لذلك تضعها الولايات المتحدة في سلم الأولويات الأمنية الأمريكية، مفيدة بأن "القلق من الصين هو إجماع استثنائي للحزبين في واشنطن".

 

العقوبات على إيران


وتطرقت إلى أن الاقتصاد الروسي بالنسبة للاقتصاد الصيني بطيء وهامشي، مؤكدة أن "علاقات القوى بين الولايات المتحد وروسيا تميل بشكل مطلق لصالح الأمريكيين، وقوة فلاديمير بوتين تقتصر على التخريب".


وبشأن الشرق الأوسط، قالت الصحيفة إنه "يهم الإدارة الأمريكية بدرجة أقل فأقل"، مبينة أن "التحرك الاستراتيجي الأمريكي الذي بدأ في عهد الرئيس أوباما استكمل في عهد ترامب، ويتركز النظر الآن على الشرق الأقصى على حساب الشرق الأدنى، وذلك بسبب يأس أمريكا من المنطقة، بعد الحروب الطويلة والباهظة في العراق وأفغانستان".


وأشارت الصحيفة إلى أن "استئناف ضغط العقوبات على إيران لم يتبلور بعد، والرافعات الاقتصادية التي استخدمت تعزز الفهم في طهران بأنه لن يكون مفر من العودة إلى طاولة المفاوضات، على صيغة معدلة للاتفاق النووي"، مستدركة بقولها: "إلى حين حصول ذلك، تجمع إيران أوراق مساومة سيكون ممكنا البحث فيها مع الأمريكيين".


ولفتت إلى أن "إيران لا تسارع إلى المفاوضات رغم الرضى الظاهر من الإدارة الأمريكية تجاه خطواتها"، معتبرة أن "المماطلة كفيلة بأن تستمر عميقا حتى الانتخابات الأمريكية المقبلة".

التعليقات (0)