ملفات وتقارير

لقاء ثان لوفد أمريكي بأنقرة.. ما نقاط الخلاف حول المنطقة الآمنة؟

أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء الاجتماع الثاني من جولة المباحثات الثانية بين مسؤولين أمريكيين وأتراك في أنقرة- الإعلام التركي
أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء الاجتماع الثاني من جولة المباحثات الثانية بين مسؤولين أمريكيين وأتراك في أنقرة- الإعلام التركي

في حين تعتزم تركيا القيام بعملية عسكرية شرق الفرات في سوريا، يزور وفد أمريكي أنقرة للحديث عن موقف واشنطن من ذلك وإقامة منطقة آمنة، وسط مؤشرات على خلافات حادة بهذين الملفين.

 

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، بدء الاجتماع الثاني من جولة المباحثات الثانية بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وأتراك في أنقرة، حول تأسيس المنطقة الآمنة في سوريا.

 

وكانت الجولة الأولى من المباحثات الأمريكية-التركية بشأن المنطقة الآمنة، انعقدت في 23 تموز/ يوليو الماضي في أنقرة، لم تتوصل إلى إنهاء الخلافات بين أنقرة وواشنطن بشأن عمق المنطقة ومصير الوحدات الكردية.

 

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن تركيا جادة في تهديداتها الأخيرة حول القيام بعملية شرق الفرات، لافتة إلى أن اللقاءات التي تجرى في أنقرة هي الجهد الأمريكي الأخير لمنع عملية عسكرية محتملة في شمال شرق سوريا.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن العرض الأمريكي الذي يقدمه للأتراك شبيه بعرض سابق تم رفضه، يتلخص بتسيير دوريات أمريكية تركية مشتركة بالمنطقة.

 

اقرأ أيضا: واشنطن: أي عملية تركية شرق الفرات غير مقبولة وسنمنعها
 

ونوهت إلى أن التفويض الذي بحوزة الجيش الأمريكي من الكونغرس، لا يخوله الدفاع عن وحدات الحماية الكردية.

 

ويتلخص العرض الأمريكي لتركيا بالتالي:

- منطقة آمنة بعمق 14- 15 كم.

- تمتد المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية السورية بمسافة 140 كم (لا تقطع ارتباط وحدات حماية الشعب الكردية بسنجار وقنديل شمال العراق).

- القضاء على أسلحة الوحدات الكردية.

- دوريات مشتركة أمريكية-تركية في المنقطة.

 

أما الطرح التركي فيتلخص بالتالي:

- منطقة آمنة بعمق 32 كم.

- تمتد المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية السورية بمسافة 460 كم (تقطع ارتباط وحدات حماية الشعب الكردية بسنجار وقنديل شمال العراق).

- جمع السلاح الخفيف والثقيل من الوحدات الكردية.

- المنطقة الآمنة تشرف عليها تركيا وحدها.

 

وفي هذا السياق نقل الكاتب التركي محمد ساري كايا، عن دبلوماسي تركي، أن بلاده عازمة على قطع الارتباط بين حزب العمال الكردستاني في سنجار شمال العراق ووحدات حماية الشعب شمال سوريا.

 

وأضاف في تقرير نشر على موقع "خبر ترك"، أن الولايات المتحدة ترفض الطرح التركي، وتريد إبقاء منطقة القامشلي وعين العرب خارج المنطقة الآمنة، لتقتصر فقط على تل أبيض ورأس العين.

 

وقال الدبلوماسي التركي، الذي لم يحدد هويته، إنه ينبغي عدم حصر المسألة بسوريا، حيث يجب النظر إليها في إطار امتدادها من العراق إلى إدلب.

 

وأشار إلى أن تركيا تسعى بإنشاء المنطقة الآمنة لتوطين اللاجئين السوريين فيها، كما أنها ترغب في إنهاء الإبادة الإثنية في هذه المنطقة.

 

اقرأ أيضا: أردوغان: سنبدأ عملية شرق الفرات وأبلغنا أمريكا وروسيا بذلك
 

واستبعد أن تتراجع أو تتخلى تركيا عن أطروحتها وفكرتها بخصوص المنطقة الآمنة، إلا أنه أكد على أن أنقرة لا ترغب في تعكير العلاقة مع إدارة البيت الأبيض الذي وقف إلى جانب تركيا بخصوص العقوبات عليها بسبب شرائها أس400، رغم إصرار الكونغرس.

 

وأوضح، أنه إذا لم يتم تطبيق الخطة ككل فقد تواجه تركيا مشاكل مستقبلية، لأن منطقة كوباني تعد من أهم مراكز حزب العمال الكردستاني.

 

وأضاف أن أنقرة مستعدة للمخاطر في عملية شرق الفرات، وعلى الجيش الأمريكي أن يفكر ماذا سيفعل حتى لا يضطر للمواجهة مع حليفته تركيا، من أجل الوحدات الكردية.

 

وشدد على أن تركيا ترى الاقتراح الأمريكي حول نشر "البيشمركة" العراقيين ليحققوا أمن المنطقة غير واقعي.

 

بدوره قال المختص بالعلاقات الدولية، جلال سلمي، إن تركيا تبقى دولة إقليمية ولا يمكن لها مواجهة دولة عظمى كالولايات المتحدة، نظرا لقدراتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية التي تفوق قدرات أنقرة.

 

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن تركيا لن تستطيع فرض ما تريد في منطقة شرق الفرات السورية، بسبب وجود مجموعات مسلحة متعددة وقوات تعمل لصالح واشنطن مما قد يكبد الجيس التركي خسائر كبيرة.

 

وأوضح أن هناك توافق تركي أمريكي حول إنشاء المنطقة الآمنة إلا أن نقاط الخلاف حول القوات التي ستشارك في إدارتها تركيا.

 

وأضاف أن أنقرة ترغب بمشاركة قوات الصناديد والنخبة والمجلس الوطني الكردي وبعض قوات الجيش الحر، إلا أن واشنطن تريد أن يكون لقوات "قسد" دورا أيضا.

 

وأكد على أن تركيا لا تملك سوى خيارات التفاوض مع الولايات المتحدة، أو اعتماد أسلوب "حرب العصابات" للضغط على واشنطن، من خلال تحريك خلايا لاستهداف القوات الأمريكية أو "قسد" واحداث اختراقات وانقسامات داخلها، بالإضافة لتحريك ملف العشائر.

التعليقات (0)