المرأة والأسرة

لهذه الأسباب لا تجبر طفلك على أن يكون اجتماعيا

 الأهل يؤثرون بشكل كبير على طريقة وسرعة اندماج أطفالهم اجتماعيا
الأهل يؤثرون بشكل كبير على طريقة وسرعة اندماج أطفالهم اجتماعيا
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تحث الأولياء على عدم إجبار أبنائهم على أن يكونوا اجتماعيين.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن كل طفل يطور مهارته الاجتماعية بمعدل معين. لذلك، من الأفضل تجنب الضغط عليه حتى يتواصل مع غيره من الأشخاص الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار أنهم في طور تطوير مهاراتهم الاجتماعية.

وفي هذا السياق، يشرح الخبير النفسي المختص في الأطفال والمراهقين، أبيل دومينغيز أنه "من المفارقات أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يحبون أن يكونوا اجتماعيين، لا سيما وأننا نشعر بالخوف منذ ولادتنا. لقد تعلمنا أن نتعاون سوية وتمكنّا من توليد حضارات عظيمة بفضل قُدرتنا الكبيرة على التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، لدى الأطفال إيقاعات محددة لنموهم النفسي والاجتماعي وعادة ما نجبرهم نحن الكبار على أن يكونوا اجتماعيين بشكل لا يتوافق مع مرحلة حياتهم.

وبينت الصحيفة أنه في بعض الأحيان، ينسى الكبار أن الأطفال في مرحلة التطور والتعلّم، وأن ما يمكن أن يكون بسيطا للغاية وطبيعيا بالنسبة لنا، مثل التحية أو التحدث مع أشخاص لا نعرفهم، يمكن أن يكون معقدا بالنسبة لهم. وفي هذا الصدد، يوضح الخبير النفسي أنه "من الأجدر احترام إيقاع كل طفل عند تطوير مهاراته الاجتماعية. ولا ينبغي لنا إجبارهم على تسريع عمليات التواصل لديهم، حتى لا يقوموا بردة فعل عكسية من خلال عزل أنفسهم أو التمرد ضد التعامل مع الآخرين".

وأضافت الصحيفة أن الأهل يؤثرون بشكل كبير على طريقة وسرعة اندماج أطفالهم اجتماعيا. لذلك، إذا ربط الأطفال حقيقة كونهم مع أصدقاء معيّنين بحقيقة توبيخ أو معاقبة آبائهم لهم، فقد يجعلهم ذلك يتجنبون إنشاء علاقات مع الآخرين في ظروف أخرى. ومن الطبيعي أن نجد أطفالا أكثر انطوائية وآخرين أكثر انفتاحا واجتماعيين، لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون لديهم أصدقاء أو سيكونوا مهمشين بالفعل مدى الحياة. لذلك، صرح الخبير النفسي دومينغيز أن "هذه المخاوف تجتاح البالغين مقارنة بالأطفال الصغار".

وأبرزت الصحيفة أن تحفيز الأطفال على الاندماج داخل المجتمع لا يعني الضغط عليهم أو إجبارهم على القيام بذلك. كما أن جعل الأطفال يدركون نجاح العلاقات الاجتماعية بسبب معرفتهم لأشخاص مثيرين للاهتمام ويعيشون تجارب جديدة، هي طريقة للحفاظ على التوازن عند التفاعل مع الآخرين.

وأفادت الصحيفة أن التواصل الاجتماعي لا يكون بالفطرة، وإنما يكتسبه الطفل خلال مراحل حياته. وبحسب العالمة النفسية، كريستينا دي لا روزا تينو، "يجب علينا أن نتعلم ونمارس هذه المهارات. وكبالغين، تتمثل مسؤوليتنا في أن نوفر للأطفال طرقا لتعلم كيفية التواصل الاجتماعي، مثل البيئات والمواقف والظروف التي يسهل فيها التفاعل مع الآخرين من مختلف الأعمار وخاصة مع أقرانهم من الأطفال الذين يتمتعون بقدرات مماثلة".

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أنه من الضروري أن يكون الطفل اجتماعيا ومؤدبا في الآن ذاته. وبحسب عالمة النفس كريستينا دي لا روزا تينيو، من المهم أن يكون الأطفال مؤدبين وأن يلقوا التحية عند وصولهم أو الذهاب إلى مكان ما. في المقابل، لسائل أن يسأل؛ هل يجب أن يكون ذلك مرفقا بقبلة أو عناق؟ في هذه الحالة، يمكن أن يقتصر الأمر على المصافحة وعلى أن يقول مرحبا أو وداعا. لذلك، لا بدّ من التخلي عن الضغط من أجل فسح المجال أمام الطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية.


0
التعليقات (0)