سياسة عربية

وفاة آخر أفراد أسرة معتقل مصري بعد حرمانه رؤية والده

الشاب المتوفى لم يقو على الحديث بسبب المرض بعد السماح له بمحادثة والده- جيتي
الشاب المتوفى لم يقو على الحديث بسبب المرض بعد السماح له بمحادثة والده- جيتي

توفي الشاب، محمد سعيد الهواري، اليوم الخميس، نجل سعيد عبدالحميد عبداللطيف الشهير بالشيخ (سعيد الهواري)، والمعتقل حاليا بسجن وادي النطرون بمحافظة البحيرة، شمال غرب القاهرة، منذ 2014، بعد معاناة مع مرض السرطان، وهو آخر أفراد أسرة المعتقل.

وقالت أسرته لـ"عربي21": إن "محمد توفي بعد معاناة مع مرض السرطان في المعدة، وأمراض أخرى؛ نتيجة تدهور حالته الصحية، وعدم قدرته على الاستجابة للدواء، في ظل غياب أقرب الناس إليه".

ووصفت الأسرة موته "بالمفجع والبائس؛ مات وحيدا مريضا معذبا، ولم تسمح السلطات لوالده بالبقاء إلى جانبه في أيامه الأخيرة التي كان يرجو فيها لقاء والده، قبل أن يشتد عليه المرض، ويحول دون رؤيته إلى الأبد، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وأعربت الأسرة عن بالغ أسفها وحزنها الشديدين "لتجاهل السلطات المناشدات الإنسانية والحقوقية لهم بإطلاق سراح والد محمد قبل وفاته، خاصة أنه ليس محبوسا على ذمة قضية خطيرة أو كبيرة".

وكانت قد توفيت زوجة الشيخ سعيد بمرض السرطان، وكذلك ابنته الكبرى، كما توفيت شقيقته بذات المرض، ولديه ابنه الصغير والوحيد محمد (19 عاما) الذي كان مصابا بمرض السرطان وفي مراحله الأخيرة، ولا يستجيب للعلاج بشكل جيد.

وقبل أيام، ناشدت منظمات حقوقية وأسرته عبر "عربي21" بإطلاق سراح الشيخ سعيد لرعاية ابنه الوحيد المريض، خاصة أنه ليس على ذمة قضية كبيرة، ويقضي عقوبة ثانية بالسجن لمدة عامين فقط، وحالته تستحق الإفراج الفوري بسبب مرضه ومرض نجله.

إقرأ أيضا: مأساة معتقل مصري فتك السرطان بعائلته.. هذه أمنيته الأخيرة

 

مناشدة إنسانية

وكانت أسرته وصفت، في تصريحات سابقة لـ"عربي21" حالة محمد "بالخطيرة؛ وفي مراحلها الأخيرة التي لا يرجى شفاؤها بعد أن تعطلت الكليتان، ولا يستقر أي طعام أو شراب في معدته، ويعيش حاليا على المحاليل".

وقالت إن "تكاليف علاج محمد باهظة، ونقوم بعمل صورة الأشعة وشراء الأدوية على حسابنا الخاص، وأقاربه لديهم مشكلاتهم وحياتهم، وهو لا يقوى على الحركة ولا حتى الكلام الآن، حتى أنه عجز عن الحديث إلى والده عبر المحمول عندما سمحوا له بالحديث له".

وشكت أسرته "من عدم تحسن حالته الصحية، وعدم قدرته على التخاطب مع الآخرين، ولم تعد له أي مطالب في الحياة غير رؤية والده، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة عامين فقط، وهو في أمس الحاجة إلى وجوده إلى جانبه في تلك المرحلة الحرجة".

وناشدت الأسرة آنذاك جميع المسؤولين والمعنيين بالأمر "مراعاة ظروف الرجلين الصحية والإنسانية، وجمع شملهما في الساعات الأخيرة لحياة نجل الأول"، موضحين أن "الأمر بات إنسانيا بشكل بحت ولا يتطلب أكثر من النظر بعين العطف إلى قصتهما".

وأكدت وقتها أن "أمنية الشيخ سعيد التي لا يعدلها أمنية، رؤية ولده الوحيد محمد، واللحاق به وهو على قيد الحياة، والبقاء إلى جواره في ساعاته الأخيرة والمريرة، بعد أن فقد كل أسرته جراء المرض العضال".

التعليقات (0)