قضايا وآراء

كان ياما كان

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
يُثير قرار "دورة مهرجان كان" الأخيرة (72) بتكريم النجم الأسطوري "آلان ديلون"؛ بعض الانطباعات لديّ.

وكما هو معروف، فإن هذا المهرجان السينمائي هو من أشهر المهرجانات الدولية، وإن لم يكن من أهمها على الإطلاق، وذلك في عرضه أفلاما مُهمة لمخرجين ونجوم كبار، ولما يُقّدمه من نظرة بانورامية للسينما على مستوى العالم؛ سواء القديمة منها أم الجديدة، وذلك من خلال أقسامه المختلفة.

ومن ضمن فعاليات وتقاليد هذا المهرجان العتيق، تكريم رموز قدّمت علامات لا تُنسى في تاريخ السينما.

على الرغم من أن "آلان ديلون" (هذا النجم الأسطوري) كان قد رفض هذا التكريم قبل ذلك، مُبررا وجهة نظره بأن المخرجين الذين ساهموا في صعوده وصناعته هم الأولى في التكريم. إلا أنه في هذه المرة استجاب، نظرا لرحيل معظم المخرجين المُهمّين الذين ساهموا في توّهج مسيرته الفنية. 

كل هذا الجمال اصطدم فجأة بدعوات ضاجة تُطالب بحرمانه من التكريم! لماذا؟ لأن ديلون على حد زعمهم له تصريحات يحتقر فيها المرأة، ويحط من شأنها، وأن سلوكه كان عنيفا مع زوجته على حد وصف ابنه. كما أنه ليس مع قرار منح المثليين حق تبني الأطفال.

إن انتفاضة المجموعات والجمعيات الكثيرة ضد تكريم آلان ديلون، لم يثن من عزم وإصرار إدارة المهرجان على إقامة التكريم (وهذا يُحسب لها) وقد أصدرت تصريحا فحواه، أنه ليس من اللائق ولا من المعقول، مصادرة آراء الناس، وتقييم سلوكهم الشخصي والتغاضي عن قيمة الأعمال الفنية المُبدعة التي قدموها.

الحرية لا تتجزأ، فإما أن نقبلها بما لها وما عليها، وبالتالي نقبل خيارات وأفكار الآخرين ونستوعبها على أساس أنها حق فردي وشأن خاص؛ أو نقول عن الحريات: كان ياما كان.
التعليقات (0)