سياسة عربية

هل يسلم "البرهان" إخوان مصر في السودان للسيسي؟

البرهان مع السيسي
البرهان مع السيسي

وقّع قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان، اتفاقية لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب، تعهد بموجبها البرهان للسيسي، أنه لن يبقي على أراضي السودان أي عنصر مطلوب أمنيا لمصر، في إشارة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصريين بالسودان.

وتم خلال اللقاء مناقشة ضبط الحدود بين مصر والسودان باعتبارها أهم الأولويات لمنع عمليات تهريب السلاح، كما تلقت القاهرة تأكيدا من الخرطوم على منع وصول "التيارات المتطرفة" إلى سدة الحكم بالجارة الجنوبية، وأنها لن تقيم علاقات مع دول تضر بمصالح مصر ودول الخليج.

وتعد زيارة البرهان، للقاهرة السبت، هي الأولى له خارج السودان منذ توليه رئاسة المجلس العسكري عقب عزل الرئيس السابق عمر البشير، والأولى له إلى مصر بعد توليه منصبه.

كما تأتي قمة القاهرة- الخرطوم، إثر زيارة نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، محمد حمدان دقلو للسعودية، ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الوقت الذي تنتظر فيه الخرطوم تنظيم سلسلة وقفات الاحتجاجية الأحد، دعا لها تجمع المهنيين السودانيين للضغط على المجلس الانتقالي لنقل السلطة إلى المدنيين.


تصريح البرهان للسيسي، الذي لم تبد إزاءه جماعة الإخوان المسلمين حتى كتابة هذه السطور أر رد فعل علني، بعد إعلان المجلس العسكري بالسودان، أنه شكل لجنة بخصوص بحث المجنسين خلال فترة نظام البشير، ما يثير مخاوف بشأن أشخاص هربوا من أنظمة مضادة للربيع العربي إلى السودان.

وإثر الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي في مصر منتصف عام 2013، فر عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى السودان هربا من بطش النظام العسكري الذي قتل واعتقل الآلاف من المؤيدين للرئيس محمد مرسي؛ وهو ما يدعو للتساؤل: حول دلالات تلك الاتفاقية، وهل يعني بها عناصر الإخوان المصريين على أرض السودان؟، وهل يمكن اعتبارها مؤشرا على انتهاكات حقوقية بحق مصريين في السودان؟.

لماذا الآن؟

وفي تعليقه على تلك التساؤلات، أكد الحقوقي المصري خلف بيومي، أن "النظام المصري لم يترك فرصة لملاحقة معارضيه خارج الوطن إلا وأخذ بها"، مضيفا "ولعلنا نتذكر محاولات النظام للقبض على الإعلامي أحمد منصور عند توقيفه بألمانيا في 2015، والدكتورمحمد محسوب أثناء استيقافه في إيطاليا في آب/ أغسطس 2018، والناشط عبدالرحمن عز بعد احتجازه بمطار في المملكة المتحدة نهاية 2018".

مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، ذكر بحديثه لـ"عربي21"، أن النظام بالإضافة إلى ماسبق فإنه دائم التواصل مع بعض النظم والحكومات لتسليم بعض الشباب، كما حدث مؤخرا من دولة البحرين، عندما سلمت الدكتور علي عبد الرحمن".

ويعتقد الحقوقي المصري أن "تلك الاتفاقية بين السيسي، والبرهان، تأتي في إطار تلك السياسة"، مضيفا "ولا نستبعد أبدا أن تتوافق إرادة العسكر في الدولتين لتسليم بعض الشباب".

ويرى أنها "اتفاقية محاطة بكثير من التساؤلات والشبهات، وأهمها لماذا الآن؟، وهل استطاع المجلس العسكري حل  مشاكل السودان الداخلية حتى يتفرغ لعقد مثل تلك الاتفاقات".

وختم خلف بالقول "إنها اتفاقية مثل مئات الاتفاقيات المبرمة بين النظام المصري وعدد من الدول العربية"، مؤكدا أنها "خارج نطاق المشروعية القانونية".

"عار على قيادة السودان"

وفي رده على تلك الاتفاقية التي تعرض العشرات من شباب الإخوان الفارين من البطش ومن الأحكام القضائية المسيسة، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت، "لن يترك الله تعالى المصريين فريسة لهذا المأفون الذي استولي علي حكم مصر بإراقة دماء المصريين".

حشمت، أضاف لـ"عربي21"، "ولعله يكون للإخوان الذين لفقت لهم القضايا فرص للخروج من السودان قبل تنفيذ أي اتفاق"، في إشارة إلى مغادرة شباب الإخوان الخرطوم بشكل عاجل وفوري.

 ويعتقد البرلماني السابق، أن تلك الاتفاقية لتسليم شباب ظلم في بلده هو أمر يمثل "عار على السودان قيادة وشعبا لو تم بهذا الذي يتمناه الانقلابيين".

"غضب وترقب وتساؤل"

وأثار حديث البرهان، والسيسي، حالة من الترقب والغضب والمخاوف على المصريين المطاردين على أرض السودان، حيث انتقد الكاتب الصحفي جمال سلطان، تصرف رئيس المجلس العسكري السوداني.

وقال سلطان إن "هذا التعهد وحده كاف لمحاكمة هذا الرجل كمرتكب جريمة ضد الإنسانية ناهيك عن الأخلاق".


وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، حذر المتحدث الرسمي لحركة جامعة مستقلة الناشط المعارض من الولايات المتحدة أحمد عبدالباسط، الشباب المطارد في السودان بأن يأخد حذره جدا.

وفي المقابل، تساءل بعض الناشطين: "ما الخطوات العملية التي اتخذها الإخوان لإنقاذ زهرة شباب الجماعة الموجودين هناك؟، وهل هناك تصور للتعامل مع هذه الأزمة؟، وهل ستبيع قيادات لندن الصف الثالث (الفقير) للسيسي مجانا؟".


ومن جانب آخر، اعتبر السفير المصري السابق إبراهيم يسري، أن "زيارة عبد الفتاح البرهان السوداني للقاهرة؛ تؤكد سيطرة كاملة لحلف السعودية والامارات ومصر"، مضيفا أن "وعد البرهان بعدم السماح للمعارضين المصريين بالبقاء في السودان يشكل مع إبقاء القوات السودانية باليمن أن العسكر يفصحون عن تمسكهم بالسلطة".

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 27-05-2019 05:15 م
و هل العسكر الأوباش من بني الإنسان ؟ اللذين لا دين لهم و لا أخلاق و لا ضمير و لا أصل و لا وطن هؤلاء بني ابليس لعنة الله عليهم و علي كل من والاهم .