ملفات وتقارير

هل تنجح الوساطة الدولية في نزع فتيل أزمة أمريكا وإيران؟

أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أن وفودا سرية زارت طهران لعرض التفاوض مع أمريكا- إرنا
أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أن وفودا سرية زارت طهران لعرض التفاوض مع أمريكا- إرنا

لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ تصاعد حدة توتره مع إيران، عن طرح إمكانية الحوار والتفاوض معها، رغم تحركاته العسكرية بالمنطقة، التي حركت بوارد حرب جديدة بالمنطقة، سرعان ما تراجعت حينما كرر مسؤولو البلدين تأكيدهم أنهم لا يسعون إلى أي مواجهة عسكرية.


وذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تراجع عن تهديداته لطهران، بعد أن حذره مساعدون عسكريون من الخوض مع طهران"، معتبرا أن "الإدارة الأمريكية مؤلفة من سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة"، بحسب وصفه.


وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.


وتضاعف التوتر، مؤخرا، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة، واعتزامها إرسال 5000 جندي إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

 

اقرأ أيضا: ظريف يصف العقوبات بـ"البلطجة" التي تستهدف النظام الدولي


وبادرت دول عدة للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران لتهدئة التوتر بينهما، وهو ما أكده روحاني نفسه حينما قال إننا رفضنا وساطة رؤساء دول كبيرة للتفاوض مع واشنطن، معتقدا أن "ظروف اليوم ليست مناسبة للتفاوض، فهي ظروف مقاومة وصمود".


وكشف مجلس الأمن القومي الإيراني الخميس، عن زيارة بعض الوفود بشكل سري إلى طهران، لأجل عرض الوساطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل تصاعد حدة التوتر بين البلدين خلال الآونة الأخيرة.


وتعد عُمان واحدة من دول الوساطة الدولية، التي أعلنت أكثر من مرة استعدادها التوسط من أجل حل النزاع بين أمريكا وطهران، وفي آخر تصريحات وزير الخارجية العمُاني يوسف بن علوي أكد أن بلاده تسعى لتهدئة التوتر بين الجانبين، وأن الطرفين الأمريكي والإيراني يدركان "خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد".

 

دول الوساطة


كما أعلنت العراق استعدادها للوساطة، وقال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي إن "حكومته سترسل وفود إلى طهران وواشنطن، لإنهاء التوتر بين الطرفين"، مضيفا أننا "نتجه لدفع التهدئة بين البلدين، ولا يوجد أي طرف عراقي يريد الدفع بالأمور باتجاه الحرب بينهما".


وكشف عبد المهدي، في أكثر من مرة، عن مساع يخوضها العراق لتهدئة الأجواء بين طهران وواشنطن، مؤكدا أن "العراق يملك ما يمكنه من تأدية هذا الدور، بحكم علاقاته بالطرفين".


وتحدثت تقارير صحفية أن روسيا أيضا من الدول التي تتوسط لحل الأزمة بين واشنطن وطهران، إلى جانب عُمان والعراق، وكذلك قطر والكويت وسويسرا واليابان.


وحول إمكانية نجاح الوساطة الدولية، يقول الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير إن "مجرد استقبال الوفود من قبل طهران وواشنطن، دليل أن هناك مفاوضات غير مباشرة، رغم أن الطرفين لا زالوا عند مواقفهم"، مضيفا أن "نقل وجهات نظر الدولتين من خلال الوفود الدولية مؤشر إيجابي".


وذكر قصير في حديث لـ"عربي21" أن "الإيرانيين أعلنوا أنهم يستقبلون الوسطاء، لكنهم غير مستعدين للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "طهران اشترطت أن تتراجع واشنطن أولا عن العقوبات، للقبول بالجلوس معهم".

 

اقرأ أيضا: عُمان تعلن وساطتها لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران


ورأى قصير أنه "لن يكون هناك لقاء مباشر بين الإيرانيين والأمريكيين، إلا إذا قدمت واشنطن خطوات تطمئن طهران"، مؤكدا أن "إيران تمتلك قاعدة أساسية، وهي عدم الذهاب للمفاوضات تحت الضغط".


وتابع: "طهران لا تريد الحرب، ولكنها تريد الحفاظ على مصالحها، وتحديدا فيما يتعلق باستمرار تصدير النفط"، معتقدا أنه "إذا كانت هناك خطوات إيجابية من طرف الولايات المتحدة، ستلقى صدى إيجابيا عند الإيرانيين"، وفق تقدير المحلل السياسي.


وأكد قصير أن الدول التي أعلنت عن وساطتها، تساهم في تخفيف التوتر وعدم الذهاب إلى المواجهة، متوقعا أن "تؤدي هذه الدول دورا إيجابيا في إقناع الأمريكيين بتقديم بعض الأوراق الإيجابية، حتى تقبل طهران بالمفاوضات".

 

قناة اتصال


في المقابل، قال وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله: "على ما يبدو أن المفاوضات بين واشنطن وطهران بدأت، في ظل الاتصالات والتحركات"، مستشهدا بزيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران.


ولفت الجار الله إلى أن "الكويت مستعدة دائما وحاضرة لبذل أي جهود تهدف إلى التهدئة والاستقرار وتجنب الصدام".


وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الجمعة، أن هناك قناة اتصال أمريكية إيرانية مفتوحة بشأن التفاوض بينهما.

 

وأشارت إلى أن السيناتور الأمريكي دايان فاينستاين التقت وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في غداء عمل، في أثناء زيارة الأخير إلى الأمم المتحدة في نيويورك، قبل شهر، للمشاركة في اليوم العالمي للتعددية والدبلوماسية".


وأوضحت أن مكتب فاينستاين، قال إن "اللقاء حصل بمعرفة وتنسيق مع وزارة الخارجية الأمريكية، التي نفت بدورها الأمر".

التعليقات (0)