صحافة دولية

ذا هيل: لماذا تخيّم حرب العراق على معركة ترامب مع إيران؟

ذا هيل: حرب العراق تلقي بظلالها على النقاش الدائر حول ما يجب فعله تجاه إيران- جيتي
ذا هيل: حرب العراق تلقي بظلالها على النقاش الدائر حول ما يجب فعله تجاه إيران- جيتي

نشر موقع "ذا هيل" تقريرا لمراسلته لشؤون الدفاع، جوردين كارني، تقول فيه إن حرب العراق تلقي بظلالها الطويلة على النقاش الدائر في كابيتول هيل حول ما يجب فعله تجاه إيران

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الديمقراطيين يشيرون إلى حوالي 9 سنوات من الحرب على أنها مؤشر للتحذير مما يجب على الإدارة أن تتجنبه وهي منهمكة في دق طبول الحرب مع طهران. 

 

وتنقل كارني عن تيم كين (ديمقراطي عن فرجينيا)، وهو عضو في لجنتي الشيوخ للقوات المسلحة والعلاقات الخارجية، قوله إنه يرى "تشابها كبيرا" بين الأحداث المؤدية إلى الحرب في العراق وبين التراشق الدائر حاليا مع إيران، بما في ذلك إهمال ما توصلت إليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استنتاجات. 

 

ويضيف كين: "دخلنا في الحرب مع العراق لأن الإدارة كذبت علينا حول وجود برنامج أسلحة ذرية، ولم يكن ذلك صحيحا في الواقع، لم نقبل قول الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه ليس هناك برنامج نووي.. والآن لدينا اتفاقية حدت من برنامج إيران النووي.. وقالت الوكالة بأن الاتفاقية تعمل، و(ترامب) يقول إنها لا تعمل.. إن هذا تناظر غريب".

 

ويذكر الموقع أن التوتر تصاعد بين أمريكا وإيران على مدى الأسبوعين الماضيين، عندما سحبت أمريكا معظم قواتها من العراق، ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبرا يفيد بأن البنتاغون قدم خطة لنشر 120 ألف جندي في المنطقة، وهو ما نفاه ترامب، لافتا إلى أن التوتر بين أمريكا وحلفائها كان جانبا ملحوظا خلال التهيئة لحرب العراق.

 

ويلفت التقرير إلى أنه في صدى لتلك التوترات، فإن جنرالا بريطانيا، يشغل منصب نائب قائد في التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة، قال إنه ليست هناك زيادة في التهديد من القوات المدعومة إيرانيا في العراق أو في سوريا، مخالفا الادعاءات الأمريكية، وقد تسبب هذا البيان بتوبيخ علني من القيادة المركزية للجيش الأمريكي.

 

وتفيد الكاتبة بأن إدارة ترامب اختلفت مع حليف أساسي لأمريكا في وقت سابق من هذا الشهر، حول ما إذا كانت إيران تشكل زيادة تهديد عندما قال الجنرال البريطاني كريس غيكا إنه لا يوجد تهديد. 

 

ويقول الموقع إن شخصية معروفة في كل من حرب العراق والتوتر القائم مع إيران تبرز الآن: إنه مستشار الأمن القومي لترامب، جون بولتون، الذي ناصر الحرب العراقية عندما عمل في الخارجية، وعندما كان سفيرا لدى الأمم المتحدة خلال إدارة جورج بوش الابن. 

 

وينوه التقرير إلى أنه ينظر إلى بولتون على أنه المحرك الرئيسي خلف رد الإدارة العدواني على إيران، الذي تضمن إرسال حاملة طائرات مع قوة ضاربة، والطلب من القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، بأن يقدم خطة لنشر القوات.

 

وتنقل كارني عن السيناتور ديك ديربين (إلينوي)، وهو الديمقراطي رقم (2) في مجلس الشيوخ، قوله: "لقد رأيت هذا الفيلم سابقا؛ ولا أحب نهايته"، وأضاف ديربين: "كنت واحدا من 23 سيناتورا صوتوا ضد غزو العراق، عندما كنا نخشى أسلحة خيالية.. أعتقد أن بولتون أوضح قبل أن يصبح جزءا من هذه الإدارة بأنه يريد المواجهة مع إيران".

 

ويشير الموقع إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ ليسوا جميعهم يرون وجه شبه، فالسيناتور كريس ميرفي (ديمقراطي – عن كونيتيكت)، وهو ناقد دائم لإدارة ترامب، يرى أن الوضعين مختلفان.

 

ويورد التقرير نقلا عن ميرفي، قوله: "أعتقد أن البيت الأبيض كان يبحث عن حرب مع العراق، وكان سيجد طريقا لذلك، ولا أزال لا أعتقد أن ترامب يريد أن تنتهي الأمور إلى حرب، لكنه وضعنا على مسار قد يؤدي بنا إليها بالخطأ".

 

وتبين الكاتبة أن ترامب ذهب عكس تيار الحزب الجمهوري خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، حيث قال إنه ضد التدخلات في الشرق الأوسط، وأعلن نفسه "تماما ضد" حرب العراق، وقال ترامب خلال برنامج "تاون هول" على "سي أن أن" عام 2016: "مع بداية الحرب، كنت ضدها، وبعدها بقليل، كنت فعلا ضدها".

 

ويلفت الموقع إلى أن ترامب عارض الاتفاقية النووية مع إيران، التي تفاوضت عليها إدارة أوباما، وسحب أمريكا من الاتفاقية عندما أصبح رئيسا، مشيرا إلى أن ذلك الفعل زاد من التوتر، وطرح أسئلة جديدة حول ما إذا كانت إيران ستمضي قدما في برنامجها النووي.

 

ويفيد التقرير بأن الجمهوريين يقللون من احتمال صراع عسكري آخر في الشرق الأوسط، وقال زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل (جمهوري عن كنتاكي) للمراسلين يوم الثلاثاء، بأنه "لا أحد يتحدث عن حل عسكري للاحتكاك الحالي مع الإيرانيين".

 

وتنقل كارني عن السيناتور ميت رومني (جمهوري عن يوتا)، قوله خلال مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" على "سي أن أن" بأن ترامب "جعل من الواضح جدا أنه يعتقد أن أكبر خطأ في السياسة الخارجية، وربما في التاريخ الحديث، كان قرار الرئيس بوش غزو العراق، وفكرة أن يتبع المسار ذاته في ملاحقة إيران، وهو عدو أصعب عسكريا.. فإن ذلك لن يحدث". 

 

ويستدرك الموقع بأن ترامب هاجم إيران علنا، بما في ذلك من خلال تغريدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي قال فيها: "إن أرادت إيران الحرب، فإن تلك الحرب ستكون هي النهاية الرسمية لإيران، لا تهددوا أمريكا مرة ثانية"، لافتا إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو تماشى مع تعليق ترامب خلال مقابلة يوم الثلاثاء، مع مقدم البرامج هيو هيويت، فقال إن أمريكا سترد على إيران "بشكل عدواني إن هاجمت إيران أو وكلاؤها المصالح الأمريكية". 

 

وينوه التقرير إلى أن بومبيو هو واحد من عدة مسؤولين في الإدارة أحاطوا أعضاء الكونغرس حول التهديد الإيراني يوم الثلاثاء، بعد أن اشتكوا بأنهم تركوا في الظلام، وسط تقارير عن توترات متزايدة.

 

وتقول الكاتبة إن شاناهان بدا يحاول تخفيف الحرارة بعد إحاطة مجلس الشيوخ، فقال للمراسلين إن أمريكا "لا تريد تصعيد الوضع، إن الأمر يتعلق بالردع وليس الحرب"، مستدركة بأن ذلك فعل القليل للتخفيف من القلق، أو عدم المقارنة مع العراق.

 

وبحسب الموقع، فإن السيناتور بيرني ساندرز (مستقل – فيرمونت) أشار إلى العراق عندما تحدث للمراسلين بعد الإحاطة، واحتج بأن أعضاء الكونغرس قد تم "الكذب عليهم حول كون العراق يملك أسلحة دمار شامل".

 

ويختم "ذا هيل" تقريره بالإشارة إلى قول ساندرز، الذي يريد الترشح للرئاسة: "أعتقد أن الحرب مع إيران ستكون كارثية تماما، وأسوأ من الحرب مع العراق.. وآمل أن يقول الشعب الأمريكي للإدارة بأننا لن نذهب للحرب مع إيران".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)