سياسة عربية

‏"عربي21" تستعرض مناطق انتشار "تحرير الشام" شمال سوريا

يستهدف النظام مناطق تمركز هيئة تحرير الشام - جيتي
يستهدف النظام مناطق تمركز هيئة تحرير الشام - جيتي

يزداد الحديث مؤخرا عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد على إدلب في شمالي سوريا،تستهدف هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية، حيث يتوقع محللون، ونتيجة لتطور الأحداث العسكرية في سوريا، أن تصبح محافظة إدلب مسرحا لعملية عسكرية تشترك فيها أطراف عدة دولية أو محلية.

وتستعرض "عربي21" في هذا الملف المناطق التي تنتشر فيها هيئة تحرير الشام ونقاط الاشتباك مع قوات الأسد، وذلك في ظل تسليط الأضواء على الهيئة حاليا، والتي ستكون الهدف الرئيسي للهجوم المتوقع على إدلب من قبل قوات النظام، وفق ما يراه بعض المراقبون.

"نفوذ الهيئة في إدلب"

بعد الاقتتال الداخلي بين هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة الذي تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت الهيئة كونها الأكثر قوة وتنظيماً من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وبسطت سيطرتها على أكثر من 60 ?، بالإضافة إلى سيطرتها على أبرز المعابر التجارية في إدلب إن كانت تلك التي تربط بمناطق سيطرة قوات النظام أو بتركيا شمالاً.

 "جنوب حلب"

تتقاسم "هيئة تحرير الشام" مع فصائل تابعة للمعارضة السورية وهي "فيلق الشام" و"جيش الأحرار" و"حرض المؤمنين"، الجبهات من جهة المعارضة في ريف حلب الجنوبي والضواحي، وبسبب معارك ريف حماة تسلم الفيلق 70% من نقاط الرباط، وتليه "الهيئة" في السيطرة. ولدى التنظيمات السلفية بضع مقرات في الجمعيات السكنية ومناطق جنوبي العيس.

"الساحل"

وفي ريف اللاذقية بالساحل السوري تحوذ "هيئة تحرير الشام"، على القسم الأكبر من خط التماس من تلك المناطق، ويليها "الجبهة الوطنية" التي عززت تواجدها في مؤخراً، ونشرت قواعد مدفعية وصواريخ في أعلى التلال القريبة من خط التماس تحسباً لأي هجوم، حيث يعتبر جبل التركمان مركز الانتشار الأكبر للتنظيمات السلفية التابعة لـ"وحرض المؤمنين"، و"الحزب الإسلامي التركستاني".

ووجهت "هيئة تحرير الشام"، أكثر من 30% من قدراتها العسكرية مؤخراً لجبهة ريف حماة، وبات لمجموعاتها من "جيش عثمان" و"جيش أبو بكر" و"جيش جبل الزاوية" حضوراً متزايداً في المعارك، إلى جانب "جيش العزة" في جبهاته، وتتواجد "الهيئة" في الخطين الدفاعيين الثاني والثالث، في قرى عابدين والقصابية وأطراف خان شيخون، بحسب مصادر إعلامية سورية.

أحد القياديين المقربون من هيئة تحرير الشام تحدث لـ"عربي21" قائلاً إنه ومنذ أشهر يخوض مقاتلي الهيئة معارك طاحنة على ثلاث جبهات مفتوحة مع قوات النظام، مدعوماً بالطيران الروسي والميليشيات المساندة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي وريف حلب الجنوبي.

وأضاف، أن مقاتلي هيئة تحرير الشام بجانب الصادقين من الجيش الحر يسطرون بطولات وتضحيات تشهد لها الأرض التي رووها بدمائهم، فصمدوا أمام حملات النظام والميليشيات الإيرانية الروسية،وأثبتوا أنهم ومن خلال المعارك أنهم قادرون على الدفاع المتواصل، فقتلوا خلال حملة النظام عشرات الجنود، بالإضافة إلى تدمير عشرات الآليات والمدرعات، كما ارتقى من صفوفها عشرات الشهداء وأمثالهم من الجرحى والمصابين.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري يواصل عملياته العسكرية بريف حماة الشمالي

لكن معارضين سوريين يتهمون هيئة تحرير الشام بالتبعية لقرار خارجي، وذلك نتيجة عدم فتح جبهة الساحل، وخاصة أنها القوة الضاربة وتملك السلاح الثقيل، وبالتالي سيشكل فتح هذه الجبهة ضربة قاصمة للنظام، ربما تعيد الحسابات السياسة والعسكرية على الأرض.

ويؤكد محللون استطلعت "عربي21" آراءهم بهذا الشأن، بأن الوضع الراهن في ريفي حماة وإدلب يحتاج لشن هجوم معاكس إما على حلب واستردادها، مشددين على قدرة المعارضة بهذا الوقت وفتح جبهة الساحل، والذي من شأنه إيقاف القصف على المدنيين في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين روسيا وتركيا.

 ويعتقد المحللون أن هيئة تحرير الشام وكذلك فصائل المعارضة التي على خلاف مع الهيئة ملتزمون بالخطوط الحمر التي رسمت لهم، معتبرين أنهم مستعدون للموت وعدم تجاوز الخطوط، وفق أقوالهم.

وأوضحوا أن هيئة تحرير الشام وكإجماع ثوري غير مرغوب بها، سواء قاتلت أم لم تقاتل، لكن عندما تقوم "الهيئة" بفتح جبهة الساحل وبقوة عندها سيكون هنا تقييم آخر، خاصة في ظل منعها لبعض الفصائل من التوجه لريف حماة للقتال وصد هجمات قوات الأسد.

وأعلن عن إنشاء هيئة تحرير الشام في 28 كانون الثاني/ يناير 2017، بعد انطلاق مفاوضات أستانة بين نظام الأسد والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية، حيث انقسمت قوى المعارضة السورية بين مشارك فيها ورافض لها، وأدى الموقف منها إلى مواجهات بين بعض القوى المسلحة المناهضة للنظام السوري.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي معلقا على القصف الأخير: سنواصل العمل بسوريا

جاء الإعلان عن تشكيل "الهيئة" في ظل تراجعات وإخفاقات عسكرية متلاحقة منيت بها قوى الثورة السورية، وأدت في أبرز تجلياتها إلى سقوط مدينة حلب كبرى مدن الثورة في يد نظام الأسد وتهجير سكانها.

وتضم هيئة تحرير الشام في صفوفها حالياً نحو 25 ألف مقاتل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تشير تقديرات بين الأوساط الإعلامية إلى أن "حوالي 80% من عديد مقاتلها من السوريين في حين أن 20% من مقاتليها الأجانب"، حيث ينحدر هؤلاء بشكل أساسي من الأردن والسعودية وتونس ومصر، فضلاً عن دول في جنوب آسيا.

التعليقات (1)
أبو قتيبة
الإثنين، 20-05-2019 03:26 ص
والله لنخوزقكم في إدلب