سياسة عربية

هل تنجح الجهود الدولية لوقف هجوم حفتر على طرابلس؟

غيضان: زيارة حفتر الأخيرة لإيطاليا وبعدها فرنسا جاءت بشروط مسبقة- جيتي
غيضان: زيارة حفتر الأخيرة لإيطاليا وبعدها فرنسا جاءت بشروط مسبقة- جيتي

طرحت التصريحات المتتالية وتغير المواقف من قبل دول أوروبية وروسيا والكونجرس الأميركي حول هجوم اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة، بعد التكهنات عن خطة دولية موحدة من شأنها إيقاف الحرب وإعادة الجنرال الليبي إلى مواقعه والبدء في تسوية سياسية.


وجاءت الزيارات الخارجية المتتالية التي قام بها "حفتر" مؤخرا للتأكيد على هذا الأمر، خاصة زيارته لإيطاليا التي أكد رئيس حكومتها، جوزيبي كونتي خلال لقاء "حفتر" رفض بلاده للخيار العسكري وأن العنف لن يولد إلا مزيد من العنف، وهي ما اعتبرها البعض إهانة وتوبيخ للأخير. 


تغير أوروبي


من جهته، جدد الاتحاد الأوروبي إدانته ورفضه للعمليات التي يقوم بها "حفتر" في العاصمة وتأكيده أن بعضها يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي وأن المعركة تهدد السلم والأمن الدوليين، كما عقد الاتحاد مؤتمرا مشتركا مع دولة "تونس" الرافضة للهجوم أيضا، مؤكدين رفضهم للحرب وضرورة وقف التصعيد العسكري وبدون شروط".


في السياق نفسه، وجه الكونجرس الأميركي انتقادات واسعة وإدانة لما يقوم به "حفتر" من عمليات عسكرية في العاصمة الليبية، معتبرا أن "هجوم حفتر تسبب في معاناة شديدة ومئات القتلى و66 ألف نازح، وسبب تداعيات سلبية كبيرة محليا وإقليميا ودوليا، وسيعطي كذلك فرصة للإرهاب أن يتمدد".

 

اقرأ أيضا: الكونغرس ينتقد حفتر و يستبعد التدخل العسكري في ليبيا

"قلق روسي"


وفي خطوة مشابهة، أكدت روسيا دعمها للحلول السياسية وخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة ومنها تشكيل حكومة موحدة.


وأعلن رئيس مجموعة الاتصال الروسية الخاصة بالتسوية الليبية، ليف دينغوف، أن "بلاده تشعر بقلق شديد إزاء الأعمال العدائية الجارية في ليبيا حاليا (معركة طرابلس)، ونحن نعتبر أن الوضع ‏الحالي غير مقبول".


وأشار دينغوف، خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا، إلى أنه "تم التأكيد بشكل أساسي على أن موسكو تدعم ‏خطة وجهود "سلامة"، وتتطلع أيضا إلى تحقيق الاستقرار الكامل للوضع من خلال تسوية ‏سياسية وتشكيل حكومة موحدة من خلال الانتخابات".


هذه المواقف المتغيرة والتصريحات والزيارات الخارجية، أثار تساؤلات من قبيل: كيف ستنجح الجهود الدولية في وقف هجوم "حفتر" على "طرابلس"؟ وهل سيتم الأمر بالإقناع أم بالإجبار"؟


"التراجع كارثة عسكرية"


وزير الدفاع الليبي السابق المقيم في "بنغازي"، محمد البرغثي رأى من جانبه أن "وقف إطلاق النار وانسحاب "الجيش" (قوات حفتر) من مواقعه يعتبر إجراء كارثي من الناحية العسكرية حال تمت الموافقة عليه، كونه يعني انتصار "الميليشيات" المسيطرة على "طرابلس" وعلى حكومة الوفاق هناك"، بحسب وصفه.


وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "القرار لو تم قبوله سيعني أيضا فشل "الجيش" فى مهمته للقضاء على هذه الميليشيات، لهذا لا أعتقد أنه سيمكن القبول به من قبل القيادة العامة، لذا فإن جولات "المشير" (حفتر) هدفها إقناع الدول التى تعاطفت مع حكومة "السراج" بأن الجيش يريد إنهاء "الميليشيات" وإقامة دولة"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: البعثة الأممية ترحب بالبيان الأوروبي بشأن وقف إطلاق النار بليبيا

ورطة "حفتر"


لكن المحلل السياسي الليبي، أكرم الفزاني قال إن "ما يحدث الآن من زيارات وتصريحات وتصعيدات ما هي إلا تطبيق سياسة "العصا والجزرة"، إيطاليا تشكك في إمكانية "حفتر" وفرنسا تنصحه بالتراجع وواشنطن تصعد، لكن المؤكد أن "حفتر" في ورطة بعد مغامرة هجومه على العاصمة".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "بعض الدول الغربية لها حسابات غير معلنة وهذا يتضح جليا بين المعلن والواقع، ففرنسا تدعم "حفتر" سرا وتنصحه علنا وأميركا تدعمه علنا وتنصحه سرا وهكذا، لكن الأهم الآن هو دور حكومة الوفاق من حيث الضغط والإقناع"، حسب كلامه.


وتابع: "الحكومة تضغط بأمرين: الأول أنها شريك حقيقي في محاربة "الإرهاب" ورعاية مصالح تلك الدول في ليبيا، والثاني: إيجاد حل حقيقي ومقنع لشكل القوات العسكرية بالغرب الليبي من حيث التبعية والانضباط، خاصة أن رصيد "السراج" وفريقه في الإقناع أقوى لدى المجتمع الدولي من "حفتر"، كما رأى.


"شروط مسبقة"


وأشار الناشط المقرب من القيادة العامة في شرق البلاد، فتح الله غيضان إلى أن "زيارة "المشير" حفتر  الأخيرة لإيطاليا وبعدها فرنسا جاءت بشروط مسبقة وهي امتناع هذه الدول عن أي إدانة لـ"الجيش" (قوات حفتر) وهو ما حصل بالفعل"، وفق معلوماته.


وتابع في حديثه لـ"عربي21": "وفي بروكسل تمت الإشارة إلى مساواة جميع المتحاربين في طرابلس وبشكل واضح، مع التركيز على ضرورة التخلص من "المتطرفين والإرهابيين" وأنه لا توجد أي تحركات عسكرية قبالة ليبيا، والعالم ينتظر سقوط حتمي لنظام "المليشيات"، ولا توجد أي ضغوط أو تهديدات على "الجيش".

التعليقات (0)