كتاب عربي 21

حكايات من زمن فات: يوسف البدري.. النجم إذا هوى!

سليم عزوز
1300x600
1300x600

اقترب الشيخ يوسف البدري من السلطة حتى احترق، ووصل في قربه إلى أن يدعوه مبارك لمنزله، ويحدثه عن زهده، وكيف أن أثاثه وفرشه لم يغيره، فهو ذاته الفرش والأثاث الخاص بـ "عش الزوجية"، الذي جمع بينه وبين "سوزان"!


وخرج الشيخ من هناك يردد هذه الدعاية، ولم يصدقه أحد، ولم ننتبه وقتها لنسأله إن كان اللقاء في منزل مبارك الرئاسي، أم في "عش الزوجية"؟ لأننا بقيام الثورة علمنا أنه لا يزال متمسكاً بشقته الأولى، التي غادرها منذ اختياره رئيساً، وظل حريصاً على دفع ايجارها الزهيد إلى أن تم خلعه، وفي أجواء الثورة وجدها مالك العقار فرصة، فاستولى عليها، فهى تقع في ضاحية مصر الجديدة المعروفة برقيها، ويمكنه يبيعها "تمليك"، بمبلغ خيالي، إذا ما قورن بالإيجار الشهري المقرر، منذ أن استأجرها مبارك، وأعتقد أن كل شيء عاد إلى حاله الآن!


في آخر لقاء معه، وإن لم تخن الذاكرة، في سنة 2004، قال لي الشيخ يوسف البدري، ونحن ندردش بعد أن فرغنا من الحوار الصحفي، وأغلقت جهاز الكاسيت، أن الرئيس مبارك لا يزال يحمل له تقديراً خاصاً، وأن رسالة وصلته عبر رسول تؤكد على هذا المعنى، ولم أعقب لأنني أعتبرت أنه حنين للمرحلة لا يريد الشيخ أن يطويها، مع أنها طويت قبل أربعة عشر عاماً، عندما غادر معسكره، وأراد أن يلتحق بمعسكر السلطة، وعندما تنكر لقومه لينتسب لقوم آخرين، لكنه كان كالمنبت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى!


مقاطعة الانتخابات:


استقال الشيخ البدري من حزب "الأحرار"، على وعد بضمه للحزب الوطني لكنهم لم يوفوا بما وعدوا، وقد حُل البرلمان قبل أن يكمل دورته، وبعد ثلاث سنوات فقط، خضوعاً لحكم قضائي قضى بعدم دستورية قانون الانتخابات، وفي أجواء مختلفة!


فالمعارضة الرئيسية قررت مقاطعة الانتخابات، لأنها وضعت مطالب مرتبطة بالنزاهة كشرط لخوضها، والتقى مبارك برئيس حزب "الوفد" فؤاد باشا سراج الدين، من أجل اقناعه بالعدول عن قرار المقاطعة، كما اتصل هاتفياً قبل ذلك برئيس حزب "الأحرار"، الأستاذ مصطفى كامل مراد، ودون أن يستجيب للمطالب أو بعضها، فلم ينجح في دفع المعارضة إلى العدول عن هذا القرار، وربما اتصل بالأستاذ إبراهيم شكري رئيس حزب "العمل"، لكن ما عرفته وقتها هو هذا اللقاء برئيس "الوفد"، وهذا الاتصال برئيس "الأحرار" الذي كان في قمة غضبه، لأن الرئيس التقى الباشا، واكتفى معه بالاتصال الهاتفي، وأنه اختلاف في المعاملة ينم عن عدم تقدير له، والحال كذلك فقد انطلق يسب مبارك ويلعن فيه، وفي مرات أخرى ثبت أن الجدران لها آذان كما يقولون!


وعبثاً حاول رئيس تحرير جريدة "الأحرار" الراحل "وحيد غازي"، اخراجه من هذه الحالة، وكان آخر ما قاله أن "الباشا" سمعه ثقيل، نظراً لكبر سنه، ومن ثم لم يكن بإمكان مبارك أن يجري مفاوضات معه عبر الهاتف، لأنه في كل كلمة من مبارك سيقابلها تساؤلاً منه "أهه، أهه" فكان لابد من اللقاء حتى يتمكن من الحديث معه!

سلفية الشيخ هى التي دفعته مقتنعا بادانة ما قام به الجندي سليمان خاطر، الذي قتل مجموعة من الاسرائيليين في سيناء، متحدياً بكلامه الرأي العام، الذي جعل من خاطر أسطورة، واتهم النظام بقتله في السجن.

وبمقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية، ومعها جماعة الاخوان، فقدت الانتخابات سخونتها، ولم يكن هذا هو المتغير الوحيد، فزكي بدر الذي كثيراً ما جامله الشيخ يوسف البدري كان قد خرج من الوزارة، وربما لو بقي على قيد الحياة لحافظ للشيخ على الجميل لكن في النهاية ماذا سيفعل له هل سيزور الانتخابات لصالحه؟!، ولم يكن يدخل في اطار "الجميل" تركه بدون دفاع عندما تكالبت عليه المعارضة ورجال الدين، لينددوا بما أساء فيه النقل، والخاص بفتوى قتل ثلث الأمة ليعيش الثلثين، وكانت الازمة في أن زكي بدر نسب المقولة للرسول وباعتبارها حديثاً نبوياً!


ويبدو أن هذه قاعدة فقهية شاذة في كتب التراث، يتبناها بعض السلفيين، ويتوقف التعامل بها، عند اسماعها للحكام المستبدين، لأنه في كل مرة تتردد في العلن، لا نجد من يوثقها ويتبى صحتها، سواء عندما قال بها زكي بدر في البرلمان، أو "حميدتي" في السودان، والأول نسبها للرسول، والثاني نسبها للمالكية نقلاً عن الرئيس عمر البشير، وفي المقال السابق، كتبت أن يوسف البدري أخبرني أنه من قال عن هذه الفتوى لوزير الداخلية، قبل أن يتبناها الوزير فينسبها للرسول فتقوم عليه الدنيا ولا تقعد!


سلفية البدري:
والشيخ يوسف البدري سلفي في الأصل، يحمل أسفاراً ولا يقدر على ضبطها، وهو قادر على القراءة والحفظ، فلديه مكتبة عظيمة، لكنه في المقابل يفتقد القدرة على الاجتهاد والترجيج، ولعله لهذا فشل أكثر من مرة في أن يقنع لجنة المناقشة بخطة بحثه للماجستير في كلية دار العلوم.


إذا جلست معه أبهرك بهذه القدرة العجيبة على الحفظ للتراث القديم، والدراسات الأكاديمية تحتاج إلى باحث وليس إلى مخزن كتب ومكتبة متحركة، وقال لي أنه تقدم للماجستير كبيراً، فكان من يناقشونه هم زملاؤه في الكلية وربما يحقدون عليه، لشهرته وموقعه، وهم لم يستطيعوا أن يحققوا الشهرة والمكانة، رغم أنهم حصلوا على الدكتوراه، وهذا وارد!


وسلفية الشيخ هى التي دفعته مقتنعا بادانة ما قام به الجندي سليمان خاطر، الذي قتل مجموعة من الاسرائيليين في سيناء، متحدياً بكلامه الرأي العام، الذي جعل من خاطر أسطورة، واتهم النظام بقتله في السجن.

 

وقال البدري: إن هناك فرقا بين القتل والقتال، فالإسلام أباح القتال ولم يبح القتل خارج ساحة المعركة!


وفي مرة أخرى يؤكد على ذات القناعة بآرائه السلفية وإن كانت ستختلف مع الرأي العام، فبعد سقوط مبارك، قرأت له إن الثورة والخروج على الحاكم ليس من الاسلام، وذلك في وقت تراجع فيه كثير من الشيوخ عن مواقفهم، وبدلوا جلودهم، وأيد سلفيون الثورة مع أنها ضد أدبياتهم!


ما علينا، فقد جاءت انتخابات سنة 1990، بغياب الدكتور رفعت المحجوب أيضاً، الذي قُتل، وكان المستهدف بالاغتيال اللواء محمد عبد الحليم موسى وزير الداخلية، الذي أجرى انتخابات باهتة لا طعم لها، ولا تتمتع بأي قدر من الإثارة!


وكان التغير الأهم، هو أن الشيخ يوسف البدري فقد أنصاره، بسبب مواقفه السياسية، وإن استغل علاقاته في حل مشاكل الناس في الدائرة، وفي مسجده بضاحية المعادي، كان عقب صلاة الجمعة، يقوم بتوزيع طلباتهم بعد أن يكون قد أنجز بعضها وبتوقيع الوزراء المختصين.


صليت خلفه مرة، ورأيت هذا العمل، لكن الجماهير لم تختاره نائب خدمات عندما أسقطت وزير الانتاج الحربي ونجح هو باكتساح وباغتوا السلطة بإنجاحه من أول جولة، كانوا يريدونه نائب موقف لا نائب خدمات، وصوت معارض لا رجل سلطة، لكنه لم ينال عنب اليمن، ولم يفز ببلح الشام!


قسوة الدرس:

وجاء الدرس قاسياً، والغريب أنه كان مفاجئاً له، وإذ كان العرف السائد وقتها أن تجرى الانتخابات في يوم الخميس، وعندما صعد للمنبر لإلقاء خطبة الجمعة، كان قد تأكد من سقوطه المدوي، فلم يحصل سوى على بضع مئات من الأصوات، مع أنه في هذه المرة لم يكن ينافس وزيراً، بل كان في مواجهة مرشحيين عاديين بالحزب الحاكم!


وكما أفقده فوزه الساحق على وزير الإنتاج الحربي اتزانه، فقد افقده هذا السقوط الماحق اتزانه أيضاً، فبعد المقدمة التقليدية للخطبة وإلى أن وصل إلى "أما بعد"، انطلق يشتم المصلين لدقيقة، وهو يسألهم في استنكار: يوسف البدري يسقط يا كلاب؟! ويعيد في طرح السؤال ويزيد!


ثم وجد من غير الملائم أن يخطب في كلاب، ونزل من فوق المنبر، وهو يدعو أحد الحاضرين للقيام بالخطبة لهم فهم لا يستحقون عالماً مثله!


وذهب بعدها يطويه النسيان، وأذكر أنه في أول مقابلة صحفية لي معه، وكنا لا نزال في بداية التسعينات كان سؤالي الأول له هو: أين أنت؟.. أين اختفيت؟.. أين أنصارك؟.. لماذا انفضوا من حولك وتركوك؟..  لماذا أفل نجمك؟ هل يعقل أن تكون هذه نهاية واحد كان ملئ السمع والبصر؟
وأجاب هو: إنها إرادة الله!


كان الحوار لصحيفة قام على إصدارها مجموعة من الصحفيين الشبان، وقمنا بانتهاز تساهل حزب الأحرار في الصحف والذي يستغل نصا قانونيا في قانون الأحزاب بحق الحزب في اصدار ما يشاء من الصحف والمطبوعات، وهو النص الذي تنبه له أهل الحكم بعد سنوات فقاموا بتعديله،  وتحديد هذا الحق بصحيفتين فقط!


ودفع هذا التساهل في رواج شائعة تقول إن "الأحرار" يتاجر في تراخيص الصحف ولم يكن هذا صحيحا!
كان من رأي مجلس التحرير أننا نستطيع أن نقدم مادة صحفية جادة، لكن لابد من استكمال الشكل، فاستقر الرأي على الاستعانة باثنين من أهم الشخصيات لتحقيق الشكل المبهر، كل في مجاله: الأستاذ "أحمد سعيد"، إبن مدرسة "أخبار اليوم" وهى المدرسة المبهرة في الإخراج الصحفي. والثاني هو الرسام الفنان: "سيد عبد الفتاح" بأخبار اليوم أيضاً، وكانت الصفحة الأولى تحمل رسما لصورة الشخصية الأبرز في العدد، خصصا لها "أحمد سعيد" بروازا يسار أعلى الصفحة!


وكان القرار، أن يكون الشيخ يوسف البدري هو شخصية العدد، وقال "سيد عبد الفتاح" رحمه الله، أنه لو رسم صورة الشيخ فستكون أزمة، لأنه يعلم رأيه الديني في مسألة الرسوم، إنها يحرمها تماماً!


قال فناننا الراحل إنه قبل التحاقه بـ "أخبار اليوم"، كان يعمل رساما بمجلة "الدعوة"، التي كان يصدرها الاخوان في فترة السبعينات، وكانت مجلة "المختار الاسلامي" تطلب منه بعض الرسوم، في وقت كان يعمل بها الشيخ يوسف البدري "مدققاً لغويا" غير متفرغ، وهناك أفتى الشيخ بأن الرسومات حرام، فلما أخبره بأنها أكل عيشه. قال له: ابحث لك عن وسيلة أخرى لأكل العيش، فلا تؤكل عيالك حراماً، ولو اضطررت لأن تعمل جرسوناً في مطعم!


وراقت لنا فكرة أن يتصل فناننا الكبير بالشيخ يوسف البدري، ليضعه في صورة، ولم يكن من بين الحاضرين، من يساوره شك في أننا سنسمع لحوار مثير للغاية.


رفع "سيد عبد الفتاح" سماعة الهاتف، واتصل بالشيخ يوسف البدري، وبعد أن ذكر اسمه له، سأله إن كان يتذكره؟، إنه نفسه من كان يعمل قديما في "المختار الاسلامي"، (كان سيد عبد الفتاح في ذلك الوقت أشهر من نار على علم)، وأخبره بأنه سبق له الفتوى بأن الرسومات حرام، فهل لا يزال عند رأيه؟!

لفت انتباهي، أن كثيراً من الآراء الدينية الجامدة، التي يتبناها السلفيون، كان الفقهاء التقليديون يأخذون بها قبل أن يتجاوزوها، لكن السلفيين بقوا هناك لم يغادروا هذه الفتاوى فقها أو زمانا.

فلما كان جوابه: نعم، داهمه بأن القوم طلبوا منه أن يرسمه، فقال لابد من أن يستشيره أولاً ليحصل على موافقته فكان رده: "إرسمني ولا تقل لهم"!


بمعنى؟!
بمعنى أنك لا تقل لهم أنك اتصلت بي، أو أنني طلبت منك أن ترسمني!
دار الإفتاء وتحرير التصوير:
وربما يكون هذا التحريم للرسومات، هو تطور في الفكر السلفي، من تحريم الصور إلى تحريم الرسم، وأن الشيخ غير موقفه القديم لكنه لم يحب أن يبدو كذلك، لاسيما وأن الاستجابة له كانت ستغير مسار صاحبنا تماماً!


وفي بداية حياتي الصحفية، وقد عملت في مكتب جريدة "الوطن" الكويتية بالقاهرة، فقد طلب مني مدير مكتبها الأستاذ (يوسف الشريف) انجاز تحقيق حول أغرب الفتاوى لدار الافتاء المصرية منذ تأسيسها، لنشره في ملحق شهر رمضان بالجريدة!


ومن حسن الحظ أن كل الفتاوى التي أصدرتها الدار منذ التأسيس تم جمعها في مجلدات، وقد أستأذنت المفتي حينذاك الشيخ محمد سيد طنطاوي، فأذن لي، بعد أن رحب بي ترحيبا مبالغاً فيه، ربما لأني صعيدي مثله،  وطلب من مساعديه تسهيل مهمتي، وظللت أتردد على الدار لعدة أيام حتى أنجزت المهمة، وقد أثارني الموضوع حتى راقت لي مع الوقت فكرة دراسة عن تطور الفتوى مع تغير العصر، وهى فكرة تحتاج لباحث للتنفيذ.


لفت انتباهي، أن كثيراً من الآراء الدينية الجامدة، التي يتبناها السلفيون، كان الفقهاء التقليديون يأخذون بها قبل أن يتجاوزوها، لكن السلفيين بقوا هناك لم يغادروا هذه الفتاوى فقها أو زمانا.


كان هناك طلب فتوى من حاج، يفيد أن السلطات السعودية بدأت في إلزام الحجاج بأن يرفقوا في وثيقة السفر صورة شمسية فهل هذا جائز شرعاً؟ وكان الرد بأنه يتم التعامل مع هذا الطلب على أنه من باب الضرورة التي تقدر بقدرها، وباعتبار الصور الشمسية حرام لغير الضرورة!


وقد شاهدنا جدلاً معاصراً حول التصوير من قبل تيارات دينية بعينها، لكن من الواضح أنه هذا تم التراجع عنه الآن، لتنحصر الحرمة – ربما – في الرسومات!


فهل كان الشيخ يوسف البدري يؤمن بحرمة الرسومات، عندما طلب من سيد عبد الفتاح أن يبحث له عن عمل حلال، وأنه تراجع عن ذلك عندما قال له "إرسمني"، وكانت عبارة "لا تقل لهم" لها معنى في بطن الشاعر. ضمن آراء دينية أخرى إذ سمعت ولم أتبين أنه كان يحرم الصابون ذو الرائحة، كما كان يحرم المشروبات الغازية "كولا.." وغيرها، لكنه في أحد اللقاءات بمسجد جيء له بزجاجة "سفن أب.." وربما شاهد دهشة على وجوه بعض الحاضرين، فقال مازحاً:

 

"إن رجلاً ذهب لجاره الشيخ ليفتيه عن حكم الدين في تبول كلب على الجدار فأفتاه بهدم الجدار، فلما عاد ليؤكد له أنه الحائط الذي يفصل بينهما كانت الفتوى: قليل من الماء يطهره"، لأنه سيكون شريكا في عملية إعادة البناء. وضحك الحاضرون!


في هذا الحوار وقد كان السؤال الأول ليس احتفاليا، وقد أقر الشيخ بحقيقة أن الناس انفضوا من حوله، وأن نجوميته انطفأت، وأنه شمسه غربت، وأن هذا كله بإرادة الله، لكني أرجعت هذا إلى أن باع الناس، بالتصاقه بالحاكم، لدرجة أنه بايع مبارك على الإمامة العظمى!


وقال إن بيعته كانت بشروط، وأنه لا ذنب له إذا كان الناس لم ينتبهوا لشروطه، فقد قال لمبارك، "أبايعك على أن تحكم فينا بكتاب الله.. أبايعك على كذا.. وكذا"، فلم تكن بيعة غير مشروطة، ألا والحال كذلك، فانه يسحب منه الآن بيعته. ولم تكن البيعة هي الأمر الوحيد المثير في هذه المقابلة، فقد وجدها الرجل فرصة لمحاولة العودة للأضواء، فقال إن شعار الإسلام هو الحل، الذي كان شعار التحالف الإسلامي في انتخابات 1987، هو شعار تجار الشنطة في الإسلام، وقال إن الاخوان لعبوا ضده في البرلمان، وأن رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة حينذاك المستشار مأمون الهضيبي، قال في تصريحات لمجلة "روزاليوسف" إن يوسف البدري لا يمثل الاخوان.. إنه رجل مجنون. وقال إنه عاتبه على ذلك، لكنه أعتذر له، ولم يتوقفوا عن تشويهه سراً وعلانية!


وقال إن الديمقراطية ليست من الإسلام، وأن الإسلام لا يعرف المجالس النيابية ولكنه يعرف "أهل الحل والعقد"، فليس منطقيا أن يؤخذ رأي "بياع الطماطم والجرجير" في قضايا الأمة!


كان الحوار مثيراً، لكن ما قاله لم يشغل أحد، فقد بدت جميع الأطراف مرتاحة لهذه النهاية!
بيد أنه لم يستسلم، وظل يناضل على أكثر من جبهة حتى عادت الأضواء اليه من جديد!
فلم يستسلم لهذا المصير.


1
التعليقات (1)
"هيمن الخطابي" -
الأربعاء، 08-05-2019 05:29 ص
أثقلت ياعم عزوز على الشيخ البدري، فالرجل إن قورن بغيره من أرزقية المشايخ يبدوا ملاكاُ، فاحمد الطيب شيخ الأزهر المستمر في منصبه من تسع سنوات، عندما عينه مبارك ونصبه شيخاً للأرهر كان وقتها عضواً في لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي التليد التي كان يرأسها جمال مبارك، وعندما قيل له أن جلال منصب شيخ الأرهر يتطلب منه أن يقدم استقالته من منصبه السياسي بلجنة السياسات بالحزب الوطني، رفض الشيخ احمد الطيب بإباء وشمم أن يقدم استقالته من الحزب قبل أن يؤذن له بذلك من كبيره وولي أمره، وينسى البعض أن هؤلاء مهماً علت مناصبهم ليسوا إلا موظفين ينفذون إرادة من عينهم وجاء بهم إلى بلهنية المناصب، ويطيعونهم طاعة عمياء كأنهم شيوخ طريقتهم، وعندما انفجر الناس ضد ولي نعمته أفتى بأن المظاهرات حرام شرعاً، ولكنها أصبحت حلال عندما أمر بها ولي نعمته الجديد للانقلاب على الرئيس الشرعي، ومن العجب أنه ما زال إلى الآن بعض الغافلين والسذج يتحدثون عن الطيب وكأنه حامي حمى الدين والمدافع عن حوزته ضد تغول السيسي وزمرته.