سياسة عربية

مقتل مدنيين بإدلب بغارات النظام.. والأخير يحاول التسلل إليها

النظام السوري مستمر بخرق الاتفاقات بإدلب -حساب الدفاع المدني السوري في إدلب على "فيسبوك"
النظام السوري مستمر بخرق الاتفاقات بإدلب -حساب الدفاع المدني السوري في إدلب على "فيسبوك"

قتل تسعة مدنيين وأصيب العديد بجروح، في هجمات جوية وبرية، للنظام السوري والقوات الموالية له، على "منطقة خفض التصعيد" بإدلب السورية.

ومنذ انعقاد اجتماع الدول الضامنة لمسار أستانة، في 25-26 نيسان/ أبريل الماضي، يواصل نظام الأسد وحلفاؤه، هجماتهم المكثفة على التجمعات السكنية الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد.

ومع ضحايا اليوم، يرتفع بذلك عدد القتلى المدنيين في اليومين الأخيرين، إلى 31 قتيلا على الأقل، في منطقة "خفض التصعيد".

وأفاد شهود بأن قصفا جويا عنيفا استهدف منذ ساعات الصباح، مناطق في الريف الجنوبي والجنوب شرقي لمحافظة إدلب، طال بلدة سراقب.

 

 

 

اقرأ أيضا: تصعيد بإدلب.. تسخين روسي أم مقدمة لعملية عسكرية واسعة؟

واستهدفت قرى مرتحون، ومرديخ، واللج، والجانودية، وحاس، والهبيط، والنبي أيوب، وكرسعة، وحسانة، واحسم، وبسامس، وأرنبة، وسفوهن، وابدتيتا والشيخ مصطفى، والفطيرة وحزارين.

وأفادت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، أن مدنيين قتلا في الهبيط، وامرأة في سفوهن، واثنين في قرية أرنبة، في قصف اليوم.

بدوره، قال مرصد الطيران، التابع للمعارضة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول الهجمات، إن "طائرات حربية روسية انطلقت من حميميم وقاعدة حماة العسكرية".

وطال القصف العديد من التجمعات السكنية في الريف الجنوبي لإدلب والشمالي لمحافظة حماة.

وفي تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان (مستقلة)، ذكر أن قوات النظام قتلت 127 مدنيا خلال أبريل/ نيسان الماضي، وأن روسيا قتلت 13 مدنيا بضربات جوية استهدفت منطقة خفض التصعيد. 


محاولة تسلل 

من جهته، أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للجيش الحر، السبت، تمكنها من صد محاولات تسلل نفذها النظام السوري وحلفائه، إلى الخطوط الأمامية لمنطقة "خفض التصعيد" بمدينة إدلب.

وقال محمد راشد، الناطق باسم الجبهة، إن قوات النظام السوري وحلفاءه حاولوا التسلل إلى الخطوط الأمامية لمنطقة "خفض التصعيد".

وأضاف أن الجبهة تمكنت من صد قوات النظام وحلفائه في ثلاث نقاط مختلفة من ريف حماه، بالإضافة إلى تدمير عربتين عسكريتين للنظام.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري يهاجم تركيا ويتوعدها بالسيطرة على إدلب

نزوح آلاف المدنيين 

وأجبرت الهجمات التي يشنها نظام الأسد والموالون له، خلال الآونة الأخيرة، في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب السورية، آلاف العائلات على النزوح، مع اقتراب شهر رمضان.

وغادر 42 ألف مدني، خلال الأيام الثمانية الماضية، منازلهم في المحافظة، جراء القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات النظام، والمجموعات الإرهابية الموالية لإيران.

ونزحت ستة آلاف عائلة سورية، باتجاه مخيم "أطمة" الحدودي مع تركيا، ونحو المناطق المحاذية لنقاط المراقبة، التي أقامها الجيش التركي، في محافظة إدلب.

وقال رئيس المجلس المحلي لبلدة "كفر نبودة" (شمال غربي) جمعة أحمد، إن "الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية في المنطقة، جراء الهجمات الأخيرة".

وأشار إلى وجود ألفين و600 عائلة، بينها أسر نزحت إلى البلدة من منطقة سهل الغاب (بالريف الشمالي لمحافظة حماة) في وقت سابق.

وأوضح أن الأسر المذكورة نزحت من البلدة نحو مخيمات المناطق المجاورة، دون حمل أي أغراض معها.

بدوره، أوضح حسين ديبيس، أنه واجه صعوبات كبيرة أثناء النزوح، جراء هجمات النظام المكثفة على المنطقة.

وأردف: "رمضان اقترب، وليس بحوزتنا شيء، حتى الخيام لا نجدها".

من جهتها، قالت حميدة أم خالد، النازحة رفقة أبنائها، إن جميع سكان قريتها اضطروا إلى المغادرة، بسبب القصف المكثف.

وتساءلت عن كيفية إطعام أبنائها، وعن العثور على مكان ليرقدوا فيه، خلال شهر رمضان الكريم.

من جانب آخر، أوضح راشد دخل الله، أحد النازحين، أن منزله دُمر في بلدة كفر نبودة جراء القصف، وأنه نجا بصعوبة.

وذكر أن النازحين من البلدة، تركوا محاصيلهم وكل أشيائهم، دون أن يتمكنوا من أخذها معهم.

ومنتصف سبتمبر/ أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركياوروسيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في أيار/ مايو من العام ذاته.
 
وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب)، ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

وفي أيلول/ سبتمبر 2018، أبرمت تركيا وروسيا، اتفاق "سوتشي" من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة المشمولة بالاتفاق في 10 تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته، إلا أن النظام مستمر بالخروقات. 
التعليقات (0)