ملفات وتقارير

نظام الأسد يبدأ "حرب اغتيالات" بالجنوب السوري.. هؤلاء ضحاياه

القيادي السابق في صفوف فصائل المعارضة محمد نور البردان- تويتر
القيادي السابق في صفوف فصائل المعارضة محمد نور البردان- تويتر

يشهد الجنوب السوري، لا سيما محافظة درعا، "حرب اغتيالات" كما يصفها الأهالي هناك، يشنها النظام السوري وبشكل متصاعد، ضد نشطاء المنطقة التي كانت تعد مهدا للثورة السورية قبل سيطرة النظام عليها مؤخرا.

وقال مصدر مسؤول في درعا لـ"عربي21"، طلب عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، إن "مسلسل الاغتيالات بدأ بالفعل، ولن ينتهي خلال الأيام المقبلة"، مشيرا بأصابع الاتهام إلى النظام السوري.

وأكد أن المستهدفين من الاغتيالات قادة الفصائل المعارضة المصالحة للنظام، بعد سيطرته على درعا، وفق اتفاقية بوساطة روسية، وكذلك رافضي التسويات وأبرز الناشطين المعارضين سابقا حين كانت المنطقة خارج نفوذ النظام.

وسبق أن تنبأ المصدر ذاته في وقت سابق في حديثه لـ"عربي21"، بوقوع هذه الاغتيالات، وذلك غداة إنشاء النظام السوري فصيلا جديدا في الجنوب، وضع على رأسه قياديا معارضا سابقا، مستغلين معرفته بالمنطقة وبالأهالي، وبفصائل المصالحات وقياداتها السابقة.

وأشار إلى أن أبرز الأسماء التي تم اغتيالها مؤخرا هي:

-إبراهيم محمد غزلان (أبو حمزة)/ الجيش الحر سابقا/ درعا البلد/ منذ يومين.
- القيادي السابق في جيش المعتز "محمد نور زيد البردان" (أبو النور)/ درعا- طفس/ منذ ثلاثة أيام.
- الشرطي المنشق أحمد حكمت حمورة (أبو الحكم)/ درعا- جباب/ داخل السجن فرع فلسطين/ منذ عشرة أيام.
- رائد الحريري إمام وخطيب مسجد/ درعا_الحراك/ منذ أسبوعين.
- الناشط الإعلامي ماجد خليل العاسمي/ بين بلدتي المزيريب واليادودة/ منذ ثمانية أيام.

والأسماء السابقة جميعها، قتلت على يد مجهولين، إذ قتل القيادي السابق في صفوف فصائل المعارضة محمد نور البردان، عقب إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه بشكل مباشر أمام منزله في مدينة طفس غربي درعا.

وشهدت كذلك المحافظة محاولات اغتيال عدة، أبرزها محاولة اغتيال القيادي السابق في الجيش السوري الحر، نايف نواف الحشيش في درعا.

 

اقرأ أيضا: عبر بوابة القضاء.. الأسد يلاحق "قادة المصالحات" بسوريا

وسبق أن شهد كذلك كانون الثاني/ يناير الماضي، اغتيال كل من عمر الشريف ومنصور الحريري، اللذين يعدان من بين أبرز قادة فصائل المصالحات.

 

ونشر "مكتب توثيق الشهداء في درعا"، قبل أيام، تقريرا اطلعت عليه "عربي21"، أكد فيه أن "درعا شهدت موجة واسعة من عمليات ومحاولات الاغتيال، طالت جميعها قادة وعناصر كان معظمهم من الجيش الحر سابقا، قبل أن ينضموا لقوات الأسد باتفاقات تسوية، بالإضافة إلى مرافقين لهم".

 

ووثق المكتب عمليات طالت خمسة أشخاص عاملين في قوات النظام وكانوا من المعارضة سابقا:


- محاولة اغتيال أحمد جمال الفلاح/ مدينة الصنمين/  مطلع الشهر الجاري.

- اغتيال عبد الباسط محمد القداح/ مدينة الحراك/ الثاني من الشهر الجاري، هو قيادي سابق في فصائل المعارضة، ومن عناصر قوات النظام حاليا.

- محاولة اغتيال فواز عبد الكريم الحريري/ بصر الحرير/ قيادي سابق في فصائل المعارضة ومن عناصر قوات النظام حاليا.

 

- اغتيال علي شحادة الظاهر/ بصرى الشام/  قيادي في قوات النظام/ الثاني من الشهر الجاري.

- اغتيال نايف نواف الحشيش/ تل شهاب/ قيادي سابق في فصائل المعارضة ومن عناصر قوات النظام حاليا/ في الثالث من الشهر الجاري.

وأكد المصدر المسؤول في درعا، أنه يتوقع مزيدا من الاغتيالات في القادم من الأيام، لأكثر من شخصية من قادة المصالحات، موضحا أن سبب ذلك يعود إلى أن هناك قرارا من النظام صدر ببدء سلسلة من الاغتيالات لن تنتهي بما تم من عمليات سابقا.

دوافع حرب الاغتيالات

وحول الأسباب التي تدفع النظام السوري لشن حرب الاغتيالات هذه في الجنوب السوري، قال المصدر إن الهدف هو "تخلص النظام من معارضيه المسلحين كافة، وإرضاء للحاضنة الشعبية المؤيدة التي فقدت الكثير من أبنائها، وبالأخص الطائفة العلوية، التي تنادي لمحاسبة كل من شارك بالثورة".

ولفت إلى عدم رضا من أغلب قيادات الطائفة العلوية عن المصالحة التي تمت فصائل المعارضة، وعدم الثقة بمن عمل على التسويات معهم.

ليس المعارضون فقط 

وكشف عن أن الاغتيالات لا تستهدف المعارضين فقط، مشيرا إلى صراع استخباراتي يجري، وتصفية حسابات وتجهيز قوائم للتصفيات من أغلب المتورطين من حزب الله وإيران من جهة وروسيا وأمريكا من جهة أخرى.

ولفت إلى أن مهمة القيادي السابق في فصائل المصالحات، عماد أبو زريق، الذي سلمه النظام فصيلا جديدا من ألف مقاتل، تتلخص باغتيالات ضد حزب الله والإيرانيين، مشيرا إلى أن فصيله نفذ بالفعل عملية بسيارة ضد عناصر من حزب الله.

 

اقرأ أيضا: النظام يجند قياديا معارضا سابقا لتشكيل فصيل جنوب سوريا

وقال إنه حاول كذلك تنفيذ اغتيال ضد شخص من الحزب في ازرع، يدعى "أبو حسين"، وهو في مشفى ازرع، وتم التعتيم على الخبر من النظام والقوات الإيرانية الموالية له.

من جهته، قال الناشط السوري من درعا سابقا، خليل أبو زئبق، لـ"عربي21"، إن الاغتيالات تتم وسط تنافس إيراني مع روسيا في الجنوب، حيث ترعى موسكو فصائل المصالحات، وتحاربها إيران والنظام.

وأوضح أن روسيا ومن ورائها أمريكا، تريد القضاء على قيادات لحزب الله وإيران، وبتصفية بعض الإسلاميين ممن بقي منهم في الجنوب السوري بعد المصالحات، في حين يقوم النظام ومعه حزب الله وايران بتصفية قيادات المصالحة.

تدريب على الاغتيال

وكشف مصدر لـ"عربي21"، عن أن النظام السوري وحزب الله يدربون عناصر على تنفيذ الاغتيالات، في معلومة صادمة تثير مخاوف من تصاعد عمليات الاغتيال في القادم من الأيام.

وقال المصدر العسكري طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن "حزب الله" اللبناني أنشأ معسكرا تدريبيا شمالي درعا، أطلقت عليه اسم "حقل كريم الشمالي".

وأضاف أن المعسكر يضم عددا من الشباب من مناطق درعا والغوطة وحتى من السويداء، لتدريبهم على عمليات الاغتيال، بالإضافة لتدريبهم تحت شعار "المقاومة والممانعة"، وبحجة "محاربة الإرهابيين"، ويقصدون بهم المعارضين لنظام الأسد.

فيما لم تتوفر المزيد من المعلومات عن هذا المعسكر التدريبي التابع لحزب الله.

التعليقات (0)