سياسة عربية

احتجاجات بتونس بعد رفع أسعار المحروقات للمرة السادسة

زيادة أسعار المحروقات يثير موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية والشعبية بتونس- جيتي
زيادة أسعار المحروقات يثير موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية والشعبية بتونس- جيتي

أثار إعلان الحكومة التونسية زيادة أسعار المحروقات، موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية والشعبية، فيما دعت أحزاب معارضة ونقابات مهنية السلطات للعدول عن الزيادات، مهددة بخوض تحركات احتجاجية وإضرابات.


وتعد هذه الزيادة السادسة من نوعها في تونس منذ سنة 2017، في إطار حزمة إصلاحات اتخذتها الحكومة، لخفض عجز الموازنة والاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي، لمنح تونس قرضا بقيمة 2.98 مليار دولار على دفعات. 


نفي الزيادة سابقا

 
وبررت وزارة الصناعة ما وصفته بالتعديل الجزئي لأسعار المحروقات، بأنه بسبب "الارتفاع المتواصل لأسعار النفط في الأسواق العالمية، وتجاوز سعر النفط الخام خلال الفترة الأخيرة من هذه السنة عتبة الـ68 دولارا للبرميل".

 

وكان وزير الصناعة، سليم الفرياني، قد نفى منذ أسابيع نية الحكومة الزيادة في أسعار المحروقات أو التخطيط لذلك، واصفا ماراج حينها بـ"الإشاعة". 


وأشار الفرياني في تصريحات إعلامية محلية، لتخصيص الحكومة موارد بقيمة 2.8 مليار دينار في ميزانية 2019 لدعم الطاقة.


تنديد ودعوات للاحتجاج


وسارعت أحزاب في المعارضة، للتعبير عن غضبها بقرار الزيادة في أسعار المحروقات، محذرة من تداعيات ذلك على القدرة الشرائية للمواطن، وعلى امتصاص الزيادات في الأجور التي سبق أن أقرتها الحكومة في القطاع العمومي .


ودعا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، في بيان له الحكومة للتراجع عن قرارها، لافتا إلى أن هذه الزيادة من شأنها أن تزيد من إثقال كاهل المواطن والمؤسسات والمهنيين.


وعبر الحزب عن مساندته كافة التحركات الشعبية، داعيا جميع القوى الديمقراطية والتقدمية والمنظمات الوطنية إلى "توحيد الصفوف من أجل فرض التراجع عن هذا القرار الخطير".

 

بدوره، عبر حزب التيار الشعبي عن رفضه لهذه الزيادات التي وصفها بالعبثية، محذرا من تداعياتها على عموم المواطنيين والمؤسسات الاقتصادية والقطاع الفلاحي .

 

ودعا التيار التونسيين "للاحتجاج من أجل إسقاط قرار هذه الزيادة وإيقاف حالة الانهيار التي تعيشها البلاد".


"تحايل حكومي"


من جانبه، اتهم الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري في تصريح لــ"عربي21" الحكومة بالتحايل على اتحاد الشغل وعلى الطبقات العمالية، بعد الاتفاق على الزيادة في الأجور.


وأضاف:" الحكومة أعطت باليمين ثم امتصت هذه الزيادات بالشمال، في إجراء أقل ما يوصف بأنه عملية تحايل فاضحة، خصوصا أنه سبق لوزير الصناعة أن نفى أي زيادة مبرمجة في أسعار المحروقات".


وأوضح أن الاتحاد سيصدر بيانا خلال سويعات، يندد من خلاله بالزيادة المفاجئة، وبمساندته كافة أشكال الاحتجاج السلمي ضد هذه الزيادة التي من شأنها أن تزيد في معاناة المواطنين والمؤسسات والمهنيين، في جميع القطاعات.

إغلاق للطرقات بالشاحنات


وتشهد طرقات تونسية إغلاقا تاما لحركة الجولان، من خلال تعمد بعض سائقي الشاحنات تعطيل مراكبهم وسط الطرقات، كإجراء احتجاجي على الزيادة في أسعار المحروقات، بحسب ما أكد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي لـ"عربي21".


وعرفت مدن تونسية أمس، إغلاقا للطرقات وإشعالا للعجلات المطاطية، كإجراء احتجاجي على الزيادة في المحروقات على غرار محافظات: تونس الكبرى، والمنستير، وسوسة، وسيدي بوزيد، وسليانة.


وأعلنت نقابات التاكسي الفردي والجماعي عن اعتزامها القيام بإضرابات ووقفات احتجاجية أمام البرلمان وأماكن أخرى بهدف إجبار الحكومة على التراجع عن قرارها. 

التعليقات (0)

خبر عاجل