ملفات وتقارير

قوائم مزورة للمشاركين بالملتقى الليبي.. بم ردت البعثة الأممية؟

حذّر سلامة من تداول 7 قوائم لمشاركين في الملتقى الوطني المقرر تنظيمه في مدينة غدامس منتصف الشهر المقبل- جيتي
حذّر سلامة من تداول 7 قوائم لمشاركين في الملتقى الوطني المقرر تنظيمه في مدينة غدامس منتصف الشهر المقبل- جيتي

أثار تحذير المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، من وجود قوائم مزورة للمشاركين في الملتقى الليبي المرتقب، العديد من التساؤلات حول من يقف وراء هذا الأمر وأهدافه، وسط تكهنات بخطوات استباقية لعرقلة عقد الملتقى، الذي تحشد له البعثة الأممية والمجتمع الدولي.

وحذّر سلامة من تداول 7 قوائم لمشاركين في الملتقى الوطني، المقرر تنظيمه في مدينة غدامس منتصف الشهر المقبل، مؤكدا أنه "لا توجد سوى قائمة واحدة بحوزته، حيث تقوم البعثة بإبلاغ المشاركين تباعا، مستغربا من نشر مثل هذه القوائم الآن".

"تخريب وتشويش"

ووصف المبعوث الأممي إلى ليبيا نشر هذه القوائم بـ"العبث"، وأن من يخترعونها وينشرونها هدفهم التخريب والتشويش على الملتقى، مضيفا: "هذا العبث مآله سلال المهملات، والليبيون أذكياء"، وفق حسابه الرسمي على موقع "تويتر".

وكانت البعثة الأممية ومبعوثها الدولي قد أعلنا عن موعد الملتقى الوطني الجامع في الفترة من 14 إلى 16 نيسان/ أبريل المقبل، وأن هناك ما يقارب 150 شخصية سيشاركون في أعمال الملتقى، محذرين من تعطيله أو عرقلته، وأنه "لا بديل عن نجاحه".

وجاء نشر قوائم مزورة وتحذيرات المبعوث الأممي لتطرح تساؤلات عدة حول هوية وأهداف من يقومون بذلك.

"خطأ وغموض أممي"

من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة، أن "غموض البعثة هو السبب الحقيقي لفتح باب التكهنات أمام الجميع، حتى أصبحت القوائم المتداولة -بما تحمل من أسماء- أقرب لحديث النفس والأماني منها إلى التوقعات والتحليل السياسي المنطقي".

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "أستطيع الجزم بأن بعض الشخصيات التي وردت أسماؤهم في تلك القوائم هم أنفسهم من دفعوا في اتجاه وضع أسمائهم فيها من أجل لفت أنظار البعثة لوجودهم، على أمل أن تقوم باختيارهم، وإما لمحاولة خلق رأي عام محلي يسلم بهم مبدئيا كخيارات مقبولة".

وتابع: "تأخير توجيه الدعوات بشكل رسمي لمن وقع عليهم الاختيار هو خطأ كبير وقعت فيه البعثة، وأتمنى ألّا يكون سببا في فشل الملتقى، كونه قد يوحد صفوف المعارضين للملتقى مع أولئك الذين سوف يعارضونه عندما لن يجدوا أنفسهم ضمن قوائم المدعوين" .

من وراء التزوير؟

ورأى المدون الليبي المتابع لتطورات الملتقى الجامع، فرج فركاش، أن "هناك العديد من الأطراف التي تحاول التشويش على الملتقى، وأبرزها بعض أعضاء البرلمان ومجلس الدولة، الذين كانوا يسعون إلى تغيير المجلس الرئاسي واقتسام السلطة في صفقة تحت مسمى تعديل الاتفاق السياسي، الذي فشل بسبب تعنت عقيلة صالح".

وأضاف لـ"عربي21": "هناك أطراف ضد مخرجات اجتماع السراج وحفتر في أبوظبي، وتتخوف من فرض سلطة تنفيذية لا تخدم مصالحهم، أو تهدد بقاء وجودهم في المشهد، وآخرون لا يريدون استقرار البلاد".

وحول أهداف سلامة من تأخير توجيه الدعوات، قال فركاش: "أعتقد أن سلامة بتكتمه أغاظ وأثار حفيظة الكثيرين، وهو بذلك منع فرصة للتشويش والعرقلة المعتادة لهؤلاء؛ لإعطاء أكبر فرصة ممكنة لإنجاح الملتقى الجامع"، حسب تقديراته.

"مؤتمر مواز"

وكشف المحلل والصحفي الليبي، السنوسي إسماعيل، عن "وجود محاولات لنشطاء وشيوخ وأعيان لعقد مؤتمر وطني مواز للملتقى الجامع، وأن هناك تشويشا إعلاميا متعمدا حول ملتقى الأمم المتحدة".

وأشار إلى أنه "ربما يكون هناك حسن نية لدى الشخصيات التي تسعى لعقد مؤتمر ليبي-ليبي دون تدخل الأمم المتحدة، لكن الوضع في ليبيا معقد، ويحتاج إلى جهة دولية محايدة موثوقة، ومن الصعب تخيل نجاح المبادرات المحلية التي لا تراعي الأبعاد الدولية في الوضع الليبي السياسي"، كما صرح لـ"عربي21".

وأضاف: "البعثة بدأت في إرسال الدعوات، ويوجد تكتم شديد حول ذلك، ولم يُرشح شيء ذو بال من البعثة يمكن البناء عليه".

"ضغط على البعثة"

بدوره، قال عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، إن نشر مثل هذه القوائم هو "محاولة من قبل البعض للضغط على البعثة الأممية، ومحاولة التشويش على مجريات ومخرجات الملتقى، خاصة بعد تحديد موعد انعقاده ومكانه".

وتابع لـ"عربي21": "هناك من يحاول استمرار حالة الفوضى والانقسام السياسي كون انعقاد الملتقى قد يساهم في الاستقرار، ومن ثم يشكل تهديدا لمصالح هؤلاء الخاصة، ما يدفعهم للتشويش وخلق حالة من التضليل الإعلامي والهجوم على هذا الحدث الهام".

 

اقرأ أيضا: غسان سلامة يحدد موعد ملتقى ليبيا الوطني في أبريل القادم

التعليقات (0)